بقلم الأب يسطس الأورشليمى
أولاً - الوثائق الوثنية:
1- المؤرخ الرومانى كورنيليوس تاسيتوس من 55-125 م :
هو مؤلف يوناني عُرفَ بالدقة والنزاهة وقد عاصر ستة أباطرة ولقب بمؤرخ روما العظيم ومن أشهر كتبة الحوليات والتواريخ يضم الأول حوالي 18 مجلد والثانى 12 مجلد، يذكر عن حريق روما على عهد نيرون وأن المتسبب فيه هم المسيحيين الذين نُكل بهم نيرون وأشار إلي أن هؤلاء أخذوا اسمهم من كرستوس الذي حكم عليه بالموت بواسطة الحاكم بيلاطس البنطي في عهد طيباريوس ولفترة قصيرة حظر تعليمه، ولكن سرعان ما ظهر ثانياً ليس في اليهودية وحدها بل في روما.
2 – المؤرخ الرومانى فيلوس :
من مؤرخي الرومان القدام الذين كتبوا عن موت المسيح، توفي فيلوس عام 52 ميلاديا، وقد عمد هذا إلي تصنيف تاريخ منطقة البحر المتوسط منذ الحروب الطروادية حتي زمانه، ويبدوا أن هذا المُصنف فُقد ولم يبقي منه سوى شطرات مبعثرة في مؤلفات الآخرين ومن جملتهم يوليوس الأفريقي الذى كان مطَّلعا كما يبدو علي هذا التاريخ، ففي سياق حديثة عن صلب المسيح والظلام الذى خيم علي الأرض عندما أستودع المسيح روحه بين يدى الآب السماوى، أشار يوليوس إلي عبارة وردت في تاريح فيلوس حول هذه الحادثة حيث يقول في مجلده الثالث أن ظاهرة الظلمة كانت كسوفا للشمس وهذا غير معقول كما يبدو لي.
وقد رفض يوليوس الأفريقي هذا التعليم سنه 221 ميلاديا بناءً علي أن الكسوف الكامل لا يمكن حدوثه في أثناء إكتمال القمر؟ ولا سيما أن المسيح قد صُلب ومات في فصل الإحتفالات بالفصح وفيه يكون القمر متكاملا.
لم يكن فيلوس وحده الذى تكلم عن حدوث هذا الظلام، وقد أشار إليه كثيرين من القدامي فمثل فيديفون الفلكي في القرن الثانى وقال: أن الظلام الذى حدث عند صلب المسيح لم يحدث في الكون مثله من قبل.
3 - المؤرخ اليوناني لوسيان :
كان هذا من أحد مؤرخي اليونان البارزين في مطلع القرن الثانى الميلادى، وقد علق في مقال نقدى ساخر علي المسيحيين والمسيح، إذ كان ينتمي للمذهب الأبيقورى فقد عجز عن إستيعاب طبيعة الإيمان المسيحي وإستعداد المسيحيين للإستشهاد في سبيل عقيدتهم، وحسبهم شعباً مخدوعاً يتعلق بأوهام عالم ما بعد الموت بدلا من التمتع بمباهج العالم الحاضر وملذاته وأبرز ما قاله: " أن المسيحيين كما تعلم مازالوا إلي هذا اليوم يعبدون رجلا وهو شخصية ممتازة السمة، لهم طقوسهم الجديدة، وصُلب من أجلهم، ومنذ اللحظة التي أهتدوا فيها إلي المسيحية أنكروا آلهة اليونان وعبدوا الحكيم المصلوب، وإستقر في عرفهم أنهم إخوة ".
4 - رقيم بيلاطس :
وهو أشار إليه يوستينوس الشهيد عام 150م في أثناء دفاعة الأول حيث أكد أن صلب المسيح يثبته في تقرير بيلاطس، كما يلمح إلي طائفه من العجائب وأعمال الشفاء، ثم يقول: "أنه حقا قد صنع هذه ويمكنك التأكد منها من رقيم بيلاطس" وقد أشار ترتيليان أيضا إلي نفس هذا الرقيم.
5 - سيتنيوس "120م" :
وهو من جملة الذين ذكروا في مؤلفاتهم ورسائلهم المسيح المصلوب بصورة مباشرة أو غير مباشرة، الذى كان رئيس أمناء الإمبراطور الرومانى هادريان 177-138م، أتاحت له وظيفتة الإطلاع علي سجلات الدولة الرسمية، وعلم بالأسباب التي أدت إلي إضطهاد المسيحين من بينها إيمانهم بصلب المسيح وموته وقيامته.
6 - بليني الصغير 112م :
من رجال الدولة الذين عانوا من شأن المسيحيين، بليني الاصغر حاكم بيثينيا في آسيا الصغرى، وقد ألمح في كتابه العاشر "112م" إلي المسيح الذى يؤلهه المسيحيون وموقفهم منهم.
7 – ماربار سيرابيون :
قال هذا في رسالة كتبها لابنه من السجن يعود تاريخها إلي ما بين القرنين الأول والثالث " أى فائدة جناها اليهود من قتل ملكهم الحكيم. لم يمت هذا الملك الحكيم إلي الأبد لأنه عاش من خلال تعاليمه التي علم بها "ماربار" هذا ينظر إلي المسيح من خلال منظورة الوثني. فالمسيح في رأيه هو حكيم من الحكماء كما نمت عن ذلك بقبة رسالته. يتبين لنا من هذه الوثائق الوثنية أن كتابها كانوا علي ثقة تامة أن المصوب هو المسيح وليس الشبيه كما يدعي المسلمون، وهكذا سجل لنا التاريح حقيقة بالغة علي صدق الكتاب.
8 - كلسوس الفيلسوف الأبيقورى :
شهد كلسوس في كتاب اسمه البحث عن الحقيقة 170م، هاجم فيه المسيحيين هجوماً عنيفاً، ولكنه في نفس الوقت أشار إلى حادثة صلب المسيح وكذلك كلمات السيد المسيح له المجد على الصليب.
9 - بولس السموساطي :
واشارات شهادة بولس السموساطى الذى ولد حوالي سنة مائة وكان من أشهر فلاسفة الوثنيين وكان من أعداء المسيحية وكتب في كتابه موت بريجرينوس أن المسيحيين لا يزالون يعبدون ذلك الرجل العظيم الذي ظهر في فلسطين, لأنه أدخل إلى العالم هذه الديانة الجديدة. وأن هؤلاء المفتونين به قد ظنوا أنفسهم أنهم لن يموتوا بل يخلدوا إلى الأبد لهذا السبب تراهم يستخفون بالموت وكثيرون منهم يسلمون أنفسهم طواعية وأختياراً، وكذلك فإن مشرعهم الأول قد علمهم بأنهم جميعاً إخوة الواحد للأخر طالما ينبذون ألهة اليونان ويعبدون ذلك الصوفي المصلوب ويعيشون حسب شريعته.
ثانياً : - الوثائق اليهودية :
أما الوثائق اليهودية فلها أهمية خاصة علي الرغم من سلبيتها فمن الطبيعي أن يتخذ رؤساء اليهود وقادتهم الدينيون موقفا معاديا من المسيح، وهم الذين صلبوه إذ أدركوا أن تعاليمه تهدد معظمهم، مما أستلموه من تقاليد وطقوس فريسية تعزز من مكانتهم الدينية والسياسية، ومع ذلك فأن هذه الوثائق برهان قاطع علي صحة ما ورد في الأناجيل من تفاصيل قصة الصلب. وأبرزها يوسيفوس "37-97م"، هذا ذكر في كتاية التواريخ ما بين سنتي 90 و95 فقرة عن صلب المسيح، ويبدو أن هذه الفقرة قد أثاروا حولها جدلا بين علماء المخطوطات إذ أعتقد بعضهم أن هذه الفقرة قد تلاعبت بها أيدى بعض المسيحيين المتطرفين مما جاء فيها من تقريظ للمسيح لايمكن يصدر عن يهودى، ولكن في عام 1972م نشرت مخطوطة عربية يرجح العلماء أنها ترجمة دقيقة للنص الأصلي تقول: "وفي ذلك الوقت كان هناك رجلا حكيما يدعي يسوع أشتهر بحسن السلوك والتقوى فتبعه عددا خفيرا من اليهود والأمم الآخرى، غير أن بيلاطس البنطي حكم عليه بالموت صلباً، أما الذين تبعوه فلم يتخلوا عن تلمذتهم لهم، ودعوا أنه قد ظهر لهم بعد ثلاث أيام من صلبه وأنه حي، وبناء عليه فقد يكون هو المسيح الذى عزا إليه الأنبياء أشياء عجيبه".
أن شهادة يوسيفوس هذه قد شهدت شهادة أغلب المؤرخين الوثنيين، وإذا أخذنا بعين الإعتبار أن يوسيفوس قد أشتهر بين أقرانه بالموضعية، وأنه عالج هذه الواقعة التاريخية من خلال المعطيات اليهودية، تبين لنا أن هذا النص نص تقديرى يدير بالثقة.
ثالثاً - التلمود:
1- وقد أشار إليه في إحدى صفاته إذ يكون صلب يسوع قبل الفصح بيوم واحد، وقبل تنفيذ الحكم فيه لمدة 40 عاما خرج منادى ينادى أن يسوع سيقتل لأنه مارس السحر وأغرى إسرائيل علي الإرتداد وعلي من يشاء الدفاع عنه لمصلحته والإستعطاف من أجلة، أن يتقدم وإذ لم يتقدم أحد للدفاع من أجلة في مساء " ليلة " الفصح، وهل يجرأ أحد عن الدفاع عنه؟، ألم يكن مفسدا وقد قيل في الأنبياء أن شخص مثل هذا لا تسمع له ولا تشفق عليه ولا ترق له ولا تستره بل قتلا تقتله (تثنيه 13 8-9)، من الجلي أن التلمود يشهد أن المصلوب هو المسيح غير أن لا نلمح في هذه الشهادة أى شك في شخصيته.
2 - قال يوحنا ابن زكا تلميذ هليل المعلم الشهير في كتابة سيرة يسوع الناصرى "أن الملك وحاخامات اليهود قد حكموا علي يسوع بالموت لأنه جدف حين أدعي أنه ابن اللـه وأنه اللـه" ، ثم قال بعد ذلك ولما كان يسوع في طريقه إلي الموت كان اليهود يصرخون أمامه ولتهلك كل أعدائك يارب.





