محمد السيد صالح
«المسار» مجددًا
فرض «مسار العائلة المقدسة فى مصر» نفسه على قلمى للمرة الثانية. كنت قد كتبت هنا، الأسبوع الماضى، عن ضرورة إحياء المشروع، والبحث فى طبيعة أداء الفريق الوزارى المكلف بتطوير وتأهيل محطاته طوال السنوات الماضية. كما دعوت إلى تشكيل لجنة عليا تضم القامات والرموز الوطنية والدينية وممثلى الهيئات، الذين شاركوا فى افتتاح المتحف المصرى الكبير، وذلك للاستفادة من رعايتهم المالية وكذلك أفكارهم لصالح المشروع.
كنت أخطط للبداية بموضوع آخر. عزمت للكتابة عن اتتخابات مجلس النواب، التى جرت جولتها الأولى بالفعل، وكيف أنها بلا رموز سياسية، وتمر علينا بدون منافسات سياسية حقيقية.
لكن، كما كتبت، فرض «المسار»، نفسه مجدداً، خاصة وأن هناك تطورات حدثت وعلمتها وتستحق أن أعرض لها هنا. من ضمن ما علمت أن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى فتح بنفسه الملف، وقرر الاجتماع ببعض المتحمسين للمشروع من الشخصيات العامة ورجال السياحة. هذا تطور محمود وإيجابى، لكننى أطمع فيما هو أكثر من ذلك.
أتمنى أن يدعو السيد الرئيس بنفسه إلى اجتماع موسع، على شاكلة ما يفعله دائماً بشأن متابعته للمشروعات القومية العملاقة.. وأن يعطى تكليفاته بشأن ضرورة تجهيز محطات المسار وإزالة العقبات أمامها، والتى تحتاج لسرعة وحزم.. وقرارات سيادية.
على سبيل المثال، علمت أن هناك بعض العقارات العشوائية للأهالى تحول دون تجهيز وتأهيل منطقة المطرية ضمن المسار. وللعلم فإن هذا المكان هو واحد من أهم المحطات على الإطلاق. هناك توجد موقع شجرة مريم، حيث إن العائلة المقدسة استراحت تحتها. وتتضمن المحطة التاريخية أيضاً بئر الماء الذى باركه المسيح، وكذلك مغارة صغيرة كانت العائلة تقضى فيها الليل.
وفى هذا الإطار أيضاً أدعو للاستفادة من شهرة ومكانة بعض الشخصيات العامة التى تربطها علاقات دولية جيدة مع العواصم والهيئات الدولية الدينية والسياحية وكذلك العواصم الأجنبية فى القاهرة. وهنا أدعو للاستفادة من علاقات الدكتورة منى مكرم عبيد فى هذا الملف.
أعلم علاقاتها الجيدة تحديداً بالفاتيكان وسفيره فى القاهرة. ولأننى صحفى يهتم بالتغطية الجيدة والمتابعة على أرض الواقع، أتمنى أن أقرأ هنا تقارير حديثة ومصورة وموضوعات فيديو، عن حال نقاط المسار، الخمسة والعشرين، ابتداءً من العريش وانتهاءً بدير المحرق فى أسيوط. ما تحقق فيها، وما تحتاجه بالفعل. لابد للصحافة من التفاعل الإيجابى مع الأفكار والمشاريع القومية التى ستفيد مصر سياسياً واقتصادياً وثقافياً.
لقد فكر الرئيس الراحل أنور السادات فى إنشاء مشروع «مجمع الأديان» فى سيناء، عام ١٩٧٩، بعد أن تملكته حالة روحانية خلال زيارته لمنطقة سانت كاترين. حدثت الزيارة بعد تحرير المنطقة وانسحاب إسرائيل منها. هناك وجد رموز الديانات السماوية الثلاث (المسجد، دير سانت كاترين، والوادى المقدس طوى) المشروع لم يُكتب له الاكتمال فى حياة السادات. كانت فكرة عبقرية وسابقة لزمنها، وألهم القائمين على الأمر.. ليظهر بعدها مشروع «التجلى الأعظم» الذى الذى يستهدف تطوير المنطقة لتكون وجهة للسياحة الدينية العالمية. أعتقد، بل أؤمن، أن الأوضاع مستقرة ومهيأة لظهور هذه المشروعات والأفكار الثقافية والسياحية فى الوقت الحالى. لا ينقصها إلا إشراف السيد الرئيس عليها بشكل مباشر
دوائر ونواب
نقلا عن المصرى اليوم





