حمدى رزق

اقتطف من ترنيمة «قلوبنا معاك» فى حب بابا المصريين، الأنبا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كلمات معبرة عما يكنه قلب هذا الرجل من حب لمصر وطنا يعيش فينا.

 

من كلمات «رمزى بشارة»، «ومصر بروحه يفديها.. بطل قدم كتير ليها.. ده طبع القبطى ترخص لبلاده الحياة».

 

فى يوم ١٨ نوفمبر من كل عام يطيب لى تهنئة قداسة البابا تواضروس الثانى، وكما يقولون سنين من العمر تمضى علينا.. وفى الفرح ننسى حساب السنين، مرت ثلاثة عشر عاما على تجليس قداسته على كرسى القديس مارمرقس الرسول، خلفاً لمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث.

 

ليست مناسبة كنسية، لكنها مناسبة وطنية، البابا تواضروس الثانى بابا المصريين، وعاشق لتراب هذا الوطن، وطوال سنوات بابويته لم يخلف وعده وطنيا، دوما فى مقدمة الصف الوطنى دفاعا عن أغلى اسم فى الوجود.

 

الاحتفاء بعيد تجليس البابا من طيبات الأعمال الوطنية، احتفاء بالكنيسة الوطنية، وبالبابا الوطنى، ومشاركة شعب الكنيسة فى قلب الشعب المصرى فى غبطتهم بالبابا، أظنها من الفروض الوطنية المستدامة.

 

قداسته خير خلف لخير سلف، وأسلافه البطاركة كانوا من عشاق الوطن، وعلى درب الكنيسة الوطنية يسير سيرا حسنا، يصلى من أجل سلامة الوطن، ويدعو فى صلاته لرخاء الوطن، ويوصى شعب الكنيسة بوطنهم خيرا.

 

قلبه معلق بالوطن، وفى أحلك اللحظات يلهج لسانه بحب مصر، وكنيستنا الوطنية ضلع من مثلث راسخ فى قلب هذا الوطن، (الجيش والأزهر والكنيسة)، قاعدة الوطن الصلبة، وفوقها بناء شاهق، من العلوم والفنون والحضارة، قوة مصر الناعمة تقف فوق قواعد المجد راسخة.

 

مواقف البابا الوطنية لا تعد ولا تحصى، صورته فى منصة (٣ يوليو) جوار حبيبه الإمام الأكبر الدكتور الطيب أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حضورا بين قامات مصر العظيمة، وقائدها (الرئيس السيسى) الذى حمل الأمانة.. صورة تجلت فيها الكنيسة فى قلب مصر وطنيا.

 

صورة البابا يوم حرق الكنائس بطول وعرض المحروسة، النار تطال الصليب على الواجهات، والهمج يدنسون المذبح، والبابا يصلى، ويخاطب شعبه المكلوم فى قلب شعب مصر العظيم، قائلا: «لو حرقوا الكنائس سوف نصلى مع إخوتنا فى المساجد، ولو حرقوا المساجد سوف نصلى معهم فى الشارع».. وختمها بقولته المأثورة «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن».

 

صورة قداسته يوم ذبح شهداء الكنيسة فى «سرت الليبية» وهو يوصى شبابه فى أشد لحظات الألم، يسمو الراعى فوق الألم ويلم شبابه تحت جناحه قائلا: «طريق المواطنة ليس له نهاية، وأن الإنسان أول ما يولد فى مصر، ينظر الأول إلى جنسيته قبل ديانته، فنحن فى مصر نحيا تحت العلم».

 

ويوم تفجير «الكنيسة البطرسية» فى قداس الأحد، ودمعة متحجرة فى عينيه، صالبا طوله متكئا على صليبه يودع الشهداء فى «مَوْكِبٌ جنائزى مهيب، وانتابت البابا نوبة بكاء خلال رئاسته صلوات الجنازة، ووضع البابا يديه على رأسه أثناء قراءة أناجيل الصلاة وانحنى ليبكى مستندًا إلى عصا الرعاية، التى يحملها يهش بها الذئاب عن كنيسة الوطن..

 

حتى مع المختلفين معه من أبناء الكنيسة الرؤوم، قال لهم صادقا: «لم أرغب أن أكون بطريركًا»، واختم من ترنيمة قلوبنا معاك:

 

 

«قلوبنا معاه، وبنصلى عشان إيدك تكون سانداه.. ف أصعب وقت اخترته فكون وياه.. وهات له ملايكة من عندك تكون حارساه».

نقلا عن المصرى اليوم