بقلم: أدولف موسى
كما قلت فى مقاله سابقه و الزمن أكد نظريتى. ان وجد احد القاده نفسه لا يستطيع القياده و كان يحب من يقوده باخلاص، فليترك القياده لغيره من هو اصلح لمنفعة من يقاد. اننى هنا لا اتحدث كرجل ينتمى الى عقيدة معينه بل كانسان يقدس الواقع و الحياديه. اريد ان اكون صريح مع نفسى و لا اريد ان اكون مدروش اغلق ذهنه لكى لا يستوعب الواقع.
 
يوم الاثنين 11.02.2013 حدث شئ تاريخى يوضح كيفية السمو فى المحبه و القيادة الرائعه. خرج بابا الفاتيكان ليعلن للعالم انه لا يستطيع قيادة الكنيسه الكاثوليكيه اكثر من ذلك و يريد ترك القياده لمن هو اصلح منه صحياً و كان هذا بمحض ارادته وحده. رغم اننى لست كاثوليكياً الا اننى اعترف لهذا الرجل بقدرته العلميه و طريقته الرائعه فى التفكير و الحكم على الموقف بذكاء و شجاعه. لكننى قد تعجبت لما قرره هذا الرجل الرائع لانه كلقائد كنسى له حق البقاء على كرسيه الى الممات و لا احد طلب منه ترك منصبه و لكنه من ذاته وجد ان مصلحة الكنيسه تفوق حقه الذى لا يستطيع احداً ان ينزعه منه فتنازل عن حقه ليعطى الناس درساً فى سمو الاخلاق و المحبه الحقيقيه.
 
اصبح فى نظرى اعظم ممن سبقه لان من سبقه كان لا يستطيع القياده و لكنه ظل لاسقاً الى الممات. كان يمكن لبنديكت السادس عشر ان يذهب الى امريكا كل شهر و يبقى هناك ثمانية اسابيع فى الشهر و يرجع يومين ثم يعاود السفر لامريكا و هكذا ليكون وجوده فى امريكا اكثر من وجوده على كرسى الكنيسه و لكنه اراد السمو فى افعاله و قراره و اراد ان لا يثقل على رعيته.
 
نأتى الينا فى الشرق و بالذات فى مصر. ان كان جمال عبد الناصر قد لقب ببطل الثوره رغم اننى متأكد انه ليس كذلك، الا انه مع مرور الوقت لابد انه قد اكتشف انه لا يصلح للقياده و انه قد دمر اقتصاد مصر بتصرفاته المتشنجه الجاهله. كذلك السادات الذى كان كقياده عسكريه لا انكرها الا انه لم يصلح كقيادة تصلح برفع او حتى الاستقرار بألاقتصاد فى مصر. كذلك السيد مبارك الذى لم يكن واعياً او كان واعياً بما يفعله ولى العهد و اخوه و من يتبعونه من حراميه وصلوا مصر الى خراب الاقتصاد الوطنى ليملأوا جيوبهم بسرقه شعبهم. اذا كان احداً من هؤلاء بالفعل يحب شعبه كما يدعى كان يمكنه اثبات هذه المحبه بالتنحى لمن هو افضل للقاده و يظل هو الاب الروحى للبلد. كان عشق عرش الحكم هو الشئ الوحيد الذى يبغاه كل من هؤلاء اكثر من مصلحة شعب كامل.
 
نأتى بعد ذلك الى لسيد المغوار مرسى. اننى اقول له ارجوك سيدى، اعطينى الفرصه ان اصدق كلماتك بانك تحب مصر. لقد اثبتت لك التجربه التى مررت بها انك لا تصلح كقائد لبلد مثل مصر. اصبح زمان حكمك هو زمن الهروب، الهروب من المتظاهرون، الهروب من المسئوليه، الهروب من الباب الخلفى، الهروب حتى ممن اسميتهم باهلك و عشيرتك من الاخوان الذين يضيقون عليك حريتك اكثر و اكثر و يطلبوا منك ان تنفذ فقط ما يمليه عليك مكتب الارشاد. الم تتعب يارجل؟ اصبحت وصمة عار لنفسك قبل ان تكون وصمة عار لمصر. عندما تقف امام هذا الشئ القطرى لتعطيه مفتاح مصر بل و تقبل يده ايضاً لكى يعطيك صدقه، او تقف امام امرأة تسمونها فى وصفكم المريض متبرجه مثل المستشاره الالمانيه التى كانت تعد اللحظات للتخلص من وجودك الغير مرغوب فيه ليمد لك الغرب الكافر يد الحسنه و الرفق، فأى كرامة لك الا انك قائد فاشل و بدون كرامه؟ يطلب منك من اوصلك الى الحكم و هم الامريكان ان تعتزر و ترجع فى كلماتك التى خرجت من واحد اهبل لا يعرف ما يقول و يقول على اليهود احفاد القرده و الخنازير! هل تريد ان تعيش على هذا الحال و الى متى؟ حتى وان استطاع مكتب الارشاد بمليشياته قتل المصريون الذين لن يقبلوك مهما فعلت لتظل سيادتكم الدميه الرخيصه التى يحركونها من اسفل و لكن على كرسى المملكه الاخوانيه.
 
السيد مرسى، اننى حقاً اتعجب على قدرة استحمالك لهذا الكم الرهيب من الكره و المزله ممن تدعى انهم شعبك او عشيرتك و تكون بهذا البرود على الاقل فى مواجهة الشعب! وصل بك الهروب حتى انك تهرب من نفسك لانك فشلت و انت تعلم انك فشلت و تريد بيع الوهم لنفسك انك قائد بارع و تجبر المصريين بل و العالم كله ان يقبلوك كقائد غير فاشل بالعافيه و هذا افتراء على الواقع.
 
كما قلت اننى لا اريد ان اهاجم احداً و لكنى اتسائل فى الواقع و بحياديه. وصلت الكنيسه المصريه لهذا الموقف الذى وصل اليه بنديكت السادس عشر. صدقونى احسست وقتها ان قائد الكنيسه المصريه سوف يظهر لنا روعته و حكمته و يتنازل عن منصبه او كرسيه لمن هو اصلح صحياً منه و لكن البهدله التى حدثت فى آخر حياته بالذهاب مرات عديده الى امريكا للعلاج لم اكن اريد ان تكون هكذا. لقد علم ان صحته لن تتحسن و لكنه كان مصر على البقاء! صدقونى لو كان قائد الكنيسه المصريه الراحل قد بدأ بعمل ما فعله البابا بنديكت قبل ان يترك الحياة لقلنا ان بابا الفاتيكان قد اخذه كقدوه رائعه الان!
 
صدقونى اننى انحنى احتراماً لهذا الرائع بنديكت السادس عشر رغم اننى لست كاثوليكياً كما قلت من قبل لكن هذا الرجل علمنى ان هناك من هم على حق يمتلكون السمو الحقيقى. شكراً لك سيدى بنديكت السادس عشر لانك اعطيتنى درساً فى السمو و اثبت لى ان السمو لازال موجود فى بعض الناس. صدقونى اننى لا اريد ان انقد احداً و لكننى كأنسان عادى له حق التفكير و ابداء الرأى كان هذا تفكيرى و اننى اجده على حق. اننى لا اتحدث عن كونى اورثوذكسى او كاثوليكى او بروتستنتى او حتى مسلم او اى شئ آخر هنا اننى اتحدث عن ما هو حق فقط.