نادر شكري 
شهد محيط مقر المفوضية الأوروبية في مبنى بيرلايمونت ببروكسل تجمعًا لنحو 150 متظاهرًا طالبوا الاتحاد الأوروبي بتصنيف جماعة الإخـوان المسلمين كـ"منظمة إرهابية"، وسط ما وصفه تقرير أوروبي بـ"تصاعد موجات الغضب" تجاه أنشطة الجماعة داخل القارة.
 
ورفع المشاركون لافتات كُتب عليها: "نطالب الاتحاد الأوروبي بتصنيف جماعة الإخـوان المسلمين منظمة إرهابية"، مؤكدين أن تحركهم يهدف إلى حماية القيم المدنية الأوروبية ومنع انتشار التطرف، بينما لوّح آخرون بأعلام الاتحاد الأوروبي.
 
وفي بيان وُزع باللغتين الفرنسية والإنجليزية، اعتبر المنظمون أن الجماعة ليست حركة سياسية شرعية، بل "أيديولوجية توسعية وهـدامة" تستغل الثغرات القانونية للتغلغل داخل المؤسسات الأوروبية، وتمويل أنشطة تتعارض مع القيم الديمقراطية. ودعا البيان إلى تجميد أصول الجماعة، وتقييد سفر قادتها، والاعتراف بها كتهديد أمني مباشر.
 
من جانبه، قال نايجل غودريتش، الأمين العام للحركة الدولية للسلام والتعايش (IMPAC aisbl)، إن الوثائق التأسيسية للجماعة تدعو إلى "خلافة عالمية" وتعتبر الجهاد فريضة، مشيرًا إلى أن هذه المبادئ "تتعارض جذريًا مع قيم عصر التنوير الأوروبي".
 
وحذّر غودريتش مما وصفه بـ"الاستيلاء الصامت" عبر المساجد والجامعات والمنظمات غير الحكومية، مستشهدًا بتقرير حكومي فرنسي صدر في مايو 2025 حول تهديد الجماعة للتماسك الوطني، إلى جانب أبحاث حديثة تزعم حصول جهات مرتبطة بالإخـوان على عشرات الملايين من اليورو من برامج أوروبية مثل إيراسموس وبرنامج CERV.
 
ويأتي هذا التحرك بعد أيام من استضافة البرلمان الأوروبي، في 19 نوفمبر الجاري، إطلاق تقرير بعنوان "كشف القناع عن جماعة الإخـوان المسلمين: الإخـوانية، وكراهـية الإسلام، والاتحاد الأوروبي" للباحثين فلورنس بيرجود-بلاكلر وتوماسو فيرجيلي، بتكليف من عضو البرلمان الأوروبي تشارلي فايمار (مجموعة ECR)
 
. وكشف التقرير عن ما قال إنه تسلل لكيانات مرتبطة بالجماعة، بينها مجلس المسلمين الأوروبيين (CEM) ومنتدى الشباب والطلاب المسلمين الأوروبيين (FEMYSO)، إلى مؤسسات مدنية وبرامج تعليمية.
 
وقد نفت تلك المنظمات أي صلة تنظيمية بالإخـوان، مؤكدة أنها تمارس "المناصرة القانونية فقط".
 
وأكد المنظمون أن تصنيف الجماعة منظمةً إرهابية ليس خطوة رمزية، بل "إجراء ضروري وملحّ" من أجل حماية الشباب وتعزيز القيم الديمقراطية والحفاظ على السلم المجتمعي داخل أوروبا.