بقلم جورج حبيب
يا مَن لا تَرى عيونُكَ إلّا
الفِضَّةَ والذَّهَبَ،
اُنظُرْ وتَمَعَّنْ في مَن رَحَلوا،
لا نَفَعَتْهُم أملاكُهُم وقد ذَهَبوا.
وما الحياةُ إلّا قَبْضُ ريحٍ،
فَدُلَّني: مَن هم بالريحِ قد مَسَكوا؟
كُلٌّ سَيَمْضي كأنَّ حياتَهُم يومٌ،
فلا كانوا هُم، ولا كأنَّهُم وُجِدوا.
واسألْ مَن في القبورِ وقد رَقَدوا،
وكم كانوا مِلءَ السمعِ والبصرِ.
ويا مَن أنتَ اليومَ هنا،
أتراكَ بالغدِ ستكونُ موجودًا،
أم ستذهَبُ مَعَ مَن ذهبوا؟
فلذلك اَصْحُ وأنزع الغفلةَ عن قلبِكَ،
واعمَلِ الحَسَنَ لتكن مع مَن وَصَلوا.
وكلُّ حكيمٍ في هذه الأرضِ
لِيَسْعَ ليبلُغَ مَعَ القدّيسينَ فقد وَصَلوا.
وباطلُ الأباطيلِ حِكمةٌ علمها مَن دَرَسوا،
فعاشوا غُرباءَ، وفي الأرضِ قد زَهِدوا.





