محرر الأقباط متحدون 
يستعد البابا ليو الرابع عشر لعقد لقاء مهم مع بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول، أحد أبرز رموز الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، حيث يتناولان الغداء معًا في اليوم التالي لتوقيعهما إعلانًا مشتركًا تعهدا فيه باتخاذ «خطوات جديدة وشجاعة في مسيرتنا نحو الوحدة». 
 
ويأتي هذا اللقاء في إطار جهود مطوّلة لإعادة بناء جسور الثقة بين الكنيستين بعد قرون من الانقسام.
 
ورغم أن الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية انفصلتا رسميًا عام 1054 فيما عُرف تاريخيًا بـ«الانشقاق الكبير»، فإن العلاقات بين الجانبين شهدت خلال العقود الأخيرة تقاربًا ملحوظًا.
فقد أُلغيت الحرومات المتبادلة في عهد البابا بولس السادس والبطريرك أثيناغوراس عام 1965، 
 
ومنذ ذلك الحين بدأ حوار لاهوتي مستمر، إضافة إلى صلوات وقداسات مسكونية مشتركة تجمع رجال الدين من الطرفين في مناسبات مختلفة.
 
ورغم استمرار خلافات عقائدية حول قضايا مثل انبعاث الروح القدس (الفليوكيه)، وسلطة البابا، وبعض الاختلافات في الطقوس والتقويم، إلا أن الطرفين يواصلان العمل على تقريب وجهات النظر، إدراكًا منهما لحجم التحديات الروحية والإنسانية التي تواجه المسيحية عالميًا.
 
وإحدى أهم القضايا التي يعمل الجانبان على حلّها هي تحديد تاريخ موحد للاحتفال بعيد الميلاد.
فالكنائس الغربية تعتمد التقويم الغريغوري وتحتفل في 25 ديسمبر، فيما تتبع غالبية الكنائس الأرثوذكسية التقويم اليولياني وتحتفل في 7 يناير.
 
وقد أعرب البابا ليو الرابع عشر والبطريرك برثلماوس — في أكثر من مناسبة — عن رغبة مشتركة في الوصول إلى عيد ميلاد واحد للمسيحيين حول العالم، باعتباره خطوة رمزية مهمة في مسار الوحدة.
 
والواضح أن عدة بلدان أرثوذكسية تشهد صراعات سياسية ودينية متشابكة، أثّرت في وحدة القرار الكنسي داخل الشرق المسيحي.
 
وفي ظل هذا المشهد، تُعتبر مبادرة البابا ليو الرابع عشر وبرثلماوس الأول محاولة قوية لإعادة البعد الروحي المشترك إلى دائرة الضوء، وتأكيد أن الحوار المسيحي – المسيحي ما يزال ممكنًا رغم التحديات الجيوسياسية.
 
والمعروف أن البابا برثلماوس الأول هو بطريرك القسطنطينية المسكوني ورئيس الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية على مستوى العالم، ويُنظر إليه بصفته الدينية الأكثر تمثيلًا للأرثوذكسية عالميًا.