د.ماجد عزت إسرائيل
تُعدّ قرية برينكهاوزن إحدى القرى العريقة في منطقة هوكستر بولاية شمال الراين وستفاليا، وقد ورد ذكرها لأول مرة في وثيقة تعود إلى القرن الثاني عشر. وظلّت حتى عام 1803م تابعةً لدير كورفي، قبل أن تصبح جزءًا من إمارة كورفي حتى عام 1807م، ثم بلديةً ضمن كانتون ألباكسن في مقاطعة فولدا التابعة لمملكة وستفاليا بين عامي 1807 و1813م، لتُضمّ لاحقًا إلى بروسيا. وفي عام 1816م أُلحقت القرية بمقاطعة هوكستر الجديدة آنذاك، وكانت تابعة لإدارة هوكستر–ألباكسن التي تحولت في القرن العشرين إلى دائرة هوكستر-لاند. وبموجب إعادة تنظيم المقاطعات، اندمجت برينكهاوزن رسميًا في مدينة هوكستر في 1 يناير 1970م.
وتزخر القرية بمعالم تاريخية بارزة، أهمها كنيسة القديس يوحنا المعمدان الكاثوليكية ذات الأروقة الثلاثة، والتي يعود تاريخ تأسيسها إلى منتصف القرن الثالث عشر، بينما أضيف برجها الشمالي الغربي عام 1872. وإلى جوار الكنيسة يقع دير برينكهاوزن، الذي كان في الأصل ديرًا سيسترسيًا ثم بندكتيًا، قبل أن تتخذه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مقرًا لأسقفها العام في ألمانيا منذ عام 1993م. ويحمل الدير اليوم اسم دير السيدة العذراء مريم والقديس موريس القبطي الأرثوذكسي، وأصبح مركزًا روحيًا وثقافيًا بارزًا يربط بين التراث القبطي العريق والبيئة الألمانية المحيطة.
كما تضم برينكهاوزن مباني ذات قيمة اجتماعية محلية، منها المدرسة الابتدائية الكاثوليكية التي أُغلقت عام 2008م، وأعيد تأهيلها لاحقًا لتصبح مركزًا مجتمعيًا افتُتح في نوفمبر 2011م. وتتمتع القرية بموقع جغرافي متميز، إذ يمر بالقرب منها الطريق الاتحادي B239، كما يقع مطار هوكستر–هولزميندن على بُعد 1.5 كيلومتر شرقها فوق تلة راوشهبيرغ.
وفي استمرار لدورها الديني البارز، ستشهد برينكهاوزن غدًا الجمعة في تمام الساعة السابعة مساءً احتفالًا رسميًا لإعلان تأسيس مطرانية الأقباط الأرثوذكس في ألمانيا، في حدث يُعد من أهم اللحظات في تاريخ الوجود القبطي بأوروبا. ومن المنتظر أن يشارك في الاحتفال عمدة القرية والفرقة الموسيقية المحلية وعدد من الشخصيات الرسمية وسكان المنطقة، تقديرًا للدور الكبير الذي يقوم به الدير القبطي في تعزيز التفاهم الثقافي والروحي داخل المجتمع الألماني.
وسيُبرز هذا الحدث المكانة المتنامية للجالية القبطية في ألمانيا، والدور المحوري الذي يلعبه دير السيدة العذراء مريم والقديس موريس في خدمة الأقباط، وترسيخ حضور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كجزء من النسيج الديني والثقافي للبلاد.
وبهذا تصبح برينكهاوزن — القرية ذات التاريخ الممتد عبر قرون — نقطة انطلاق رسمية لمرحلة جديدة في تاريخ الأقباط الأرثوذكس بألمانيا، يجتمع فيها عمق التراث الألماني مع هوية الكنيسة القبطية العريقة، في مشهد يعكس التلاقي بين الثقافات والدّيانات على أرض واحدة.





