محرر الأقباط متحدون
في أعقاب هجوم جديد نفّذه مستوطنون إسرائيليون في الليل الفاصل بين 4 و5 ديسمبر على بلدة الطيبة، القرية المسيحية الواقعة شمال الضفة الغربية، تحدّث الأب بشار فواضله، كاهن رعية اللاتين في البلدة، لوسائل إعلام فاتيكانيّة عن تفاصيل الحادث وانعكاساته على المجتمع المحلي. وقد نُشرت المقابلة في أكثر من وسيلة إعلاميّة تابعة للفاتيكان.
الهجوم أسفر عن إحراق سيارتين وكتابة شعارات تهديد، من دون تسجيل إصابات. ويُعد هذا الاعتداء السادس الذي تشهده الطيبة منذ مطلع عام 2025. وجاء الهجوم بعد ساعات قليلة فقط من افتتاح «ليالي الطيبة الميلادية» في رعية المسيح الفادي، والتي شارك فيها دبلوماسيون من ثماني دول إلى جانب وفود من رام الله والقدس والقرى المحيطة.
الأب فواضله، الذي توجه فورًا إلى منزل العائلة المتضررة، قال إن الأهالي «شكروني وقالوا إنهم يقدّرون حضور الكنيسة إلى جانبهم». لكنه شدد في الوقت نفسه على الحاجة إلى «مزيد من الضغط والتحرك الكنسي لحماية أهلنا وبلدنا». وأضاف: «الطيبة هي آخر قرية مسيحية في المنطقة. نحن بحاجة إلى تعاون عالمي كي تستمرّ هذه البلدة في الحياة».
ورغم أن الاعتداءات المتكررة لا تزال، حتى الآن، تقتصر على الأضرار المادية، فإنها تزيد شعور السكان بعدم الأمان. ويقول الأب فواضله: «نحن باقون هنا. لا نشعر بالأمان، لكننا نواصل حياتنا ونواصل الاحتفال بعيد الميلاد». ويضيف: «الخوف يدفع بعض العائلات إلى التفكير في المغادرة، ولذلك نحن بحاجة إلى اهتمام دولي وتحرّك دبلوماسي وكنسي لدعم المجتمعات الضعيفة شرق رام الله التي تتعرض لهجمات يومية».
وفي حديثه لوسائل الإعلام الفاتيكانية، شدد الأب فواضله على قوّة الرجاء وسط هذه الظروف: «رجاؤنا لا يتوقف. عندما نتعرض للمزيد من الهجمات نزداد رجاءً. إنه رجاء اليوم الثالث… رجاء القبر الفارغ وقيامة المسيح التي تمنحنا حياة جديدة».
وبحسب تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد وثّقت الأمم المتحدة منذ بداية العام 1,680 اعتداء نفّذها مستوطنون إسرائيليون في أكثر من 270 تجمعًا فلسطينيًا، بمعدل خمسة اعتداءات يوميًا. ويظل موسم قطف الزيتون الأكثر تضررًا، مع تسجيل 178 اعتداء خلال شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر في 88 منطقة مختلفة.




