بقلم: أدولف موسي 
أرجو ممن يقرأ هذه الكلمات أن يفكر في منطقها قبل أن يحكم عليها، الاهانه العمياء هي وليدة الجهل و عدم القدرة على الإتيان بالحجة المقابلة، امتلك الإنسان العقل الذي يرقيه عن الحيوان ليس كزينة و لكن ليستعمله في التفكير،أن لم يقوى الإنسان على التفكير و عقله لا يقوى إلا على استيعاب المسلمات، أنا أسف، يجعل من نفسه في مستوى من ليس له عقل. اترك لكلٍ الحكم على نفسه.
 
سمعت عن خطاب للسيد رئيس الجمهورية قبل أن يصبح رئيساً بقوله انه يريد المسلمون تربية أبنائهم على كره اليهود و تدريبهم على قتلهم في كل مكان! و الأهم من ذلك قد دخل فى نظرية التطور للعالم شارلز داروين في أثبات نظريته لكن بطريقه أكثر توسع، استطاع السيد مرسى تأكيد صحة هذه النظرية و لكن فقط على اليهود. قال داروين أن الإنسان أصله قرد و لكن السيد مرسى بذكاء العالِم البارع الذي قاد وكالة ناسا للفضاء من قبل و كان العقل المفكر في برنامج الفضاء الامريكى ذهب ابعد من ذلك و طور هذه النظرية لتصبح أن اليهود ليسوا فقط أحفاد القردة بل و زاد على ذلك بالخنازير فأصبحوا أحفاد القردة و الخنازير!
 
لقد تعجبت على هذا الاكتشاف و الإعجاز العلمي للسيد مرسى العالم البارع "اللي جاب الديب من ديله" و سألت نفسي من أين آتى بهذا البحث هذا العلامة مرسى! اهمنى هذا الأمر و أردت إن اعرف هل ما آتى به السيد مرسى معلومة جديدة أم انه اقتبسها؟ بعد البحث وجدته على حق انه سرقها و هي في الأصل "اليهود و النصارى أحفاد القردة و الخنازير" و ليسوا فقط اليهود! عرفت بذاك انه مدلس و لا يقول الحقيقة كاملة، فقد آتى بنصف الحقيقة على اليهود فقط و نسانى أنا الغلبان المسكين. سيادة الرئيس، لماذا تحتقرني و لا تريد ذكرى انا الآخر كحفيد للقردة و الخنازير كما هو مذكور لديكم؟ اننى أتظلم لديك لأنك أصبحت محرف لما تدين به و لابد من محاكمتك على تحريف كلمات إلهك و نبيك.
 
نظرت فى الكتاب السماوي الذي يتبعه السيد الرئيس و الذي وُضِع الدستور المصري منه كأساس التشريع الذي ليس له آخر. سألت نفسي، هل فقط لاننى مسيحي لابد لي أن أكون من أحفاد القردة و الخنازير؟ و لكن إذا هداني اله هذا التشريع إلى الإسلام و أصبح مسلماً على سبيل المثال، هل يعنى هذا اننى أصبحت مسلم من أحفاد القردة و الخنازير؟ عفواً سيدي، اننى استطيع تغير عقيدتي و لكن أصلى و اجادى سوف يظلون كما كانوا؟ معنى هذا أن كل مسلم عندما يغير عقيدته من اليهودية او المسيحية و يصبح مسلم يكون أيضا من أحفاد القردة و الخنازير! أرجو منك يا سيادة الرئيس ان تعترف اننى على حق. و لكنني أن أردت أن أظل على عقيدتي سوف يكون السيد مرسى و إتباع عقيدته مجبرون على احترام عقيدتهم و أن يعاملوني كما أملت عليهم هذه العقيدة التي تجبرهم ان يعاملوني على اننى من أحفاد القردة و الخنازير! و السؤال هنا، أليست هذه عنصريه و مهانة لانسانيتى؟ كيف احترم بعد ذلك اى إنسان يتبع عقيدة تجبره أن يدعوني بحفيد القردة و الخنازير؟
 
عندما قبلت الكنيسة المصرية عن طريق قيادتها انها ليس لديها مشكله مع المادة الثانية للدستور المصري العنصري كما كانت، معنى هذا أنها قبلت أن يعامل شعبها على انه من أحفاد القردة و الخنازير و الأكثر من ذلك على ان يٌعامَل شعبها كذميون! لكنى سيدي لا افهم شئ، كيف يدعى كتاب ألهى أن البشر كلهم أتون من أب واحد اسمه آدم و أم واحده اسمها حواء و لكنهم يقولون بعد ذلك ان بعض من هذه البشرية هم أحفاد قرده و خنازير؟ لقد سألت علماء علم الأنساب، هل يمكن لخنزير أو قرد جلب إنسان حتى و أن حدث جماع بين هذا الحيوان و بين إنسان؟ قيل لي مستحيل! و لكنني سمعت عن شئ اسمه الإعجاز العلمي في هذا الكتاب السماوي الذي يتبعه المسلمون. هل هذا من الإعجاز العلمي أيضا؟
 
دعونا نكون صادقون مع أنفسنا و نتكلم بالمنطق و كفانا خوف فى مواجهة الحقيقة كما هي. ان كل من يتبع الإسلام يجب عليه ان يتبع تعاليم هذه العقيدة ككل، ليس لدى اىً من يتبع اى عقيدة الحق بأخذ جزء منها و ترك الجزء الآخر. إذا على كل مسلم بل هو مجبر أن يعاملني على اننى من أحفاد القردة و الخنازير لان هذا تمليه عليه عقيدته، هل استطيع بعد ذلك أن أصادق أو احترم من يحتقرني بأمر من عقيدته؟ عندما يسلم علىً يقول لي "كيف حالك يا حفيد القردة و الخنازير"؟ حتى أن قيل أن هناك منهم من هو معتدل و يدعى انه لا يقبل علىً هذه التسمية، معنى هذا انه يخالف تعاليم كتابه و لم يصبح مسلم على الإطلاق!
 
سيادة الرئيس، إذا سبني أحدا بهذا الوصف سوف أقول عليه انه قليل الأدب سافل لم يجد من يربيه و سوف اعلم انه من أولاد الشوارع. صدقني لن أحاول الرد عليه لاننى لن اسمح لنفسي أن انزل إلى مستواه. لكن قولي سيدي، ماذا إذا كان هذا الحكم على اننى من أحفاد القردة و الخنازير هو الذي يحكمني و مثبت فى التشريع الذي تحكم به بلدي التي أعيش فيها؟ ما هو الفرق بين ابن الشوارع و سيادتكم كحاكم للبلد التي أعيش فيها؟ أن وافق رأس الكنيسة المصرية على المادة الثانية للدستور و يدعى ان ليس لديه مشكلة معها فليقبلها فقط على نفسه ولكنني كانسان ذو كرامة لن اقبلها على نفسي و لا على اولادى مهما حدث. قيل ان رأس الكنيسة قد قبل ذلك لأنه لم يكن لديه حق الاختيار و أراد أن يكون الثمن السلام فى البلاد! تم تسجيل قبول الذلة في الدستور المصري ..
 
و لكن الاهانه أصبحت أكثر من قبل. فكان الأفضل ان يصمت قائد الكنيسة و يترك الاغلبيه الغوغائية التي وضعت الدستور تفعل ما تشاء و لكن دون موافقة موثقه ممن يدعون على أنفسهم بحماة حقوق شعب الكنيسة. أن وضع دستور في اى بلد بهذه عنصريه قلة الأدب و يجبر من مثلى على قبول وصفهم ب"أحفاد القردة و الخنازير" لأن هذا مذكور في كتابهم السماوي فليس لدى إلا أن ارفض حتى مصافحتهم. الحكمة هي أن لا تورط نفسك الآن بموافقة على شئ لاتقبله الكرامة الانسانيه و التي سوف تعانى منها طوال حياتك بعد ذلك. إذا أردت أن تأخذ حقك بعد ذلك سوف يقال لك انك كحفيد للقردة و الخنازير ليس لك ان تنطق بكلمة واحده لأنك قد قبلت من قبل ان تكون هذه الشريعة المشرع الذي ليس له آخر في دستور بلادك و هذا موثق عليك بالصوت و الصورة. طالبت الكنيسة حقوق الغير مسلم فقط في الحالات المدنية، و لكن ماذا عن الأحكام الجنائية؟
 
أذكر مثال لكى نستطيع الفهم ما معنى قبول الشريعة الاسلاميه علىَ أنا أيضا كغير مسلم. عندما يقوم مسلم بقتلى و انا غير مسلم، يذهب المسلم إلى المحكمة، يحكم القاضي على المسلم بالبرائه و هذا شئ صحيح و قانوني و ليس لك أن تعترض عليه. ففي العقيدة التي وافقت أنت عليها أن تكون المشرع الاساسى و الوحيد لقوانينك و قبلت بذلك ان تطبق عليك تقول "لا يؤخذ دم مؤمن بدم كافر" و أنا في نظر دستور بلادي على حسب الشريعة المطبقة و يرتبط بها دستور بلادي كافر ليس لي إلا حقوق الذمي الحقير ادفع الجزية عن يد و أنا حقير مذلول. اذا تظلمت على ذلك سوف يقال لي أن قيادة كنيستك قد وافقت على ذلك من قبل. بمعنى آخر "اخرص و أتلم و اقبل انك فقط لاغير من أحفاد القردة و الخنازير الذين ليسوا لهم ثمن فى بلدهم." ان ادعى أحدا أن هذا من وحى الخيال فلينظر إلى جرائم الكشح و كنيسة القديسين و هلم جرى. لم يحكم على اى احد شيء إلا من تسبب في قتل مسلم فقط. عندما يثوروا أهل الذمة الذي أنا منهم على هذا لابد أن يقال لهم أن هذا هو التشريع الذي وافق عليه قياداتكم و الذي طبقه القضاء المصري بأمانه و بحق! 
 
أرجو ممن قرأ هذه الكلمات و فكر فيها أن يذكر لي أين لم اقل الحق؟ وضع الرأس في التراب كالنعامة لن يفيد. أما اننى واثق اننى إنسان له كل كرامه و حقوق أو أن اذهب لدفن آدميتي و اقبل على نفسي أن أكون حيوان.