بقلم: د. تيتو غبريال
الزواج علاقة لها مكانتها فى كل الأديان ومقدسة فى كنيستنا القبطية بصفة خاصة فهى أحد أسرارها السبعة وليس الزواج قاصرا على مملكة الأنسان بل ايضا يتم بين البلدان والنظم والأيدلوجيات والأفكار ، ويعد الزواج باطلا ( كأنه لم يكن ) اذ لم تتوافر فيه الأسس الألهية أو الموضوعة من خلال أباء الكنيسة المرتشدين بالروح القدس ، هكذا أيضا بين النظم فاى محاولة لتزويج الأشتراكية بالرأسمالية هى محاولة فاشلة وقد فشلت كثير من البلدان ومنها مصر فى محاولاتهم وإصرارهم مباركة هذه النوعية من الزيجات مثلها فى ذلك مثل جلسات الصلح العرفية الغير عادلة والغير قانونية فى الأحداث الطائفية . والذى يدعونا لفتح هذا الملف هو ما تموج به الأن الساحة الكنسية من أحداث ليست بجديدة فمحاولة البعض لتزويج الكنيسة بالمال باطل فالكنيسة جسد المسيح لايمكن ان تدار بالمال كما يظن البعض الم يقل السيد المسيح (لا يقدر احد أن يخدم سيدين لأنه أما أن يبغض الواحد ويحب الأخر أو أن يلازم الواحد ويحتقر الأخر ، لا تقدروا أن تخدموا الله والمال ) مت6 : 24
ان محبة المال وشهوة السلطة وتعظم المعيشة نراه الأن فيما يحدث داخل الكنيسة فقد فتحت قناة V.T.C مجالها وأدارت برامجها وسخرت كاميراتها لشخصية قداسة البابا مدغدغة بذلك مشاعر وأحاسيس ومدى لهفة الشعب كله عن أى خبر أو صورة أو سماع أى كلمة أيا كانت عن قداسة البابا أو منه – وليس هذا مسلك هذه القناة فقط بل سلكته أيضا جميع الصحف المصرية الرسمية وغير الرسمية والمجلات والبرامج الأذاعية والتليفزيونية وإرجعوا إلى مبيعات هذه الصحف وعدد مشاهدى البرامج
وأنتم ستدركون ما أقول – فلا أحد يستطيع أن يزاحم محبة قداسة البابا فى قلوبنا وعقولنا فهو كما ذكرت سابقا فى مقالى الذى رشحت فيه قداسته لجائزة نوبل والتى تفضل موقع الأقباط متحدون من نشرها هو أن قداسته فى عقولنا فكرة وفى قلوبنا محبة وفى نفوسنا ضمير- وبذلك استثمرت القناة (بلغة المال ) شخصية قداسته بذكاء وحرفية شديدين لإنجاح القناة وقد تم لها ذلك وأصبحت تحظى بأعلى نسبة مشاهدة ( بالنسبة لقناة أغابى ) وان حذفت البرامج الخاصة بقداسته وأخباره وأحاديثه لفقدت الكثير من من شعبيتها فهى بذلك تدين بالنجاح لقداسته والمفترض أن تعطى قداسته المقابل المالى الذى يستحقه –ما دام الحوار يدار بلغة المال – ولو أننا نعلم أين تذهب كل الأموال التى يحصل عليها قداسته من مؤلفاته وتسجيلاته السمعية والمرئية والتى أشك معرفة قداسته بقيمتها حيث يذهب معظمها للفقراء وكم من بيوت وأسر تحيا بمحبتة ورعايتة وعطاءه لهم والباقى يذهب لتعمير الأديرة والكنائس .
كذلك رأى القائمين على القناة أنه من الحكمة الترويج للبابا الجديد !؟ متضامنة مع من يعملون لفرضه على الشعب القبطى من خلال صفقة الخاسر الوحيد فيها هو الشعب القبطى وبذلك يضمن القائمين على القناة إحتواء الكنيسة حاليا ومستقبلا على حسب تفكيرهم حيث أفردوا له برنامجا أسبوعيا لم يتابعه الكثير من المشاهدين !
ومن العجب أن نرى صاحب القناة فى إحدى عشيات تطييب جسد القديس العظيم مارمينا وهو محتفظ بالأنبوب الذى يحمل جزء من رفات القديس وحده هو وأسرته ( وليس هذا إدعاء بل أذاعت القناة على الهواء الأحتفال بعشية تطييب الجسد من داخل الكنيسة وفى وجود الأسقف والكهنة والشمامسة والخدام والشعب ولا يستطيع أحد من أفراد الشعب أن يمسك الجسد وأقصى أمنية لأى فرد هو لمس أنبوب الجسد فقط )، وهذه نتيجة طبيعية لسيطرة المال وتعيد هذه الأحداث لذاكراتنا قصة عن المعلم ابراهيم الجوهرى تروى أنه كان يوما يصلى بكنيسة ابى سيفين بحارة زويلة فأرسل للقمص ابراهيم عصفور خادم كنيسة القلاية يقول له المعلم يلتمس الإسراع فى الصلاة ليتمكن من اللحاق فى الديوان فرد عليه القمص بصوت مسموع
" المعلم فى السماء والكنيسة لله وليست لأحد فان لم يعجبه فليبن كنيسة أخرى "
أما المعلم ابراهيم الجوهرى فعوضا عن أن يغيظه هذا الكلام سر منه وابتهج وإستعجل ببناء كنيسة أخرى –ومن عجب العجاب أننا لا نرى كنيسة بإسم المعلم ابراهيم الجوهرى رغم كل أعماله التى قدمها بإسم المسيح لخدمة الكنيسة والأديرة
وخاصة إخوة الرب !!!
وتتصاعد سطوة المال مما يجعلنا نرى الحجاب الثانى فى الكنيسة وهو علية القوم وهم منفصلون عن جسد الكنيسة ( المسيح ) كباقى الشعب وكأنهم من طبقة غير طبقة الشعب فهم أميز وافضل من إخوة الرب ( وسيصبح لهم حق التصويت
فى انتخاب البابا الجديد ولا نستبعد أرائهم فى إنتخاب الأساقفة والكهنة فالأيام ستحمل الكثير ) ونرى هذا واضحا فى محاضرات قداسة البابا – واذا استمرت الأحجبة والحواجز داخل الكنيسة وزادت المسافة بين المذبح (الله ) والشعب فسيجد الشعب نفسه يوما خارج المحلة متشبها بسيده والهه الذى صلب من أجله .
كذلك معاملات الأساقفة والكهنة مع الشعب فالثرى يلقى إحتراما وتقديرا أكثر بكثير ممن لايملكون من المحتاجين والمعوزين حيث نصيبهم الأزدراء والأهمال ..
فأن كان بولس الرسول يقول " لأن كلكم الذين إعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح ليس يهودى ولا يونانى ليس عبد ولا حر ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعا واحد فى المسيح يسوع فان كنتم للمسيح فأنتم اذا نسل ابراهيم وحسب الموعد ورثة ( غل 3 :28 )
وسؤالنا الأن هل تغيرت المفاهيم المسيحية ومبادئها أم تغيرت سلوكيات المسيحيين هل صدق غاندى عندما قال "أحببت المسيح لكننى لم أحب المسيحيين "
لعلها كبوة تعيدنا الى المسار الحقيقى وعلينا قراءة الأنجيل مرة اخرى وتاريخ الكنيسة لنعرف أن قوتنا فى الهنا الواحد الوحيد يسوع المسيح وأن المال ما هو الا وسيلة مثلها مثل أى وسيلة اخرى تصطف فيما تصطف فى خدمة الهدف الأسمى وهو الملكوت وإلى لقاء ثالث مع ملح الأرض وشهوة الكهنوت.