محرر الاقباط متحدون
استقبل قداسة البابا لاون الرابع عشر، في أجو فتيان حركة العمل الكاثوليكي الإيطالي، في القصر الرسولي، موجّهًا إليهم كلمة أبوية حملت رسائل روحية، وإنسانية، داعيًا إياهم إلى عيش الإيمان كمسيرة تلمذة حقيقية، ومسؤولية يومية داخل الكنيسة، والمجتمع.
 
وفي كلمته، تأمل الأب الأقدس في مغارة الميلاد التي أعدّها الفتيان، معتبرًا أن جمالها الحقيقي يكمن في بعدها الشمولي، إذ إن الطفل يسوع، الذي لم يجد موضعًا في الفنادق، جاء ليحتضن الجميع بلا استثناء. 
 
وأكد الحبر الأعظم أن قلب الله يبقى مفتوحًا لكل إنسان، من الصغير إلى الكبير، ولكل من يطرق بابه برجاء وثقة، كما شجّع قداسته الفتيان على ألا يكتفوا بالسعي إلى أن يكونوا صالحين، بل أن يطمحوا إلى الأفضل عبر طريق القداسة، مستشهدًا بسيرة القديسين الشابين بيير جورجيو فراساتي، وكارلو أكوتيس، اللذين جسّدا الإيمان الحي من خلال محبة ملموسة، وخدمة صادقة للمحتاجين، والمتألمين.
 
وتوقف بابا الكنيسة الكاثوليكية عند مفهوم السلام، موضحًا أنه لا يقتصر على غياب الحروب، بل هو ثمرة صداقة، وعدالة تُبنى من خلال الكلمات، والتصرفات اليومية في العائلة، والمدرسة، والمجتمع. 
 
وفي دعوة عملية، حثّ عظيم الأحبار الفتيان والفتيات على التفكير في شخص يرغبون في التصالح معه قبل عيد الميلاد، مؤكدًا أن المصالحة الصادقة هي أثمن هدية يمكن تقديمها، لأنها تنبع من القلب، ولا تُشترى.
 
واختتم قداسة البابا لاون الرابع عشر لقائه بالتشديد على دور الشباب كتلاميذ يسوع، ورفاق درب الكنيسة، قادرين على زرع الرجاءؤ وصنع السلام في عالم يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى قلوب منفتحة، ومحبة متجسدة في الأفعال.