بقلم: تريز صبري عدلي
امتهنت الشعر منذ أن كنت
جنينا يؤنس أمه في بطنها.....
فهناك أحسست بنبض الكلمات....
وهمس القوافي فيما تحاجج بعضها....
ونسيت أمر الطعام والشراب.....
إذ أمدتني أبياتي بكل مخزونها.....
وعندما كادت أمي ذات يوما تجهضني....
أمسكت بأيد قصيداتي تشبست بقلبها.....
فما قدرت أمي أن تجهضني.....
وأفلتت بدلا مني قصيدة أهملتها.....
وعندما حانت لحظة الوضع.....
بدأت هي تصرخ ويئن رحمها.....
فما كانت المسكينة تلدني وحدي.....
إنما أنا وقصائدي بأسرها.....
ثم أخذوني من أمي ليغسلوني....
فيما تركوا قصائدي وعكرها.....
فتسللت من مهدي ليلا خفية.....
بحثت عنها.. ومن صحن قديم جلبتها...
مسحت دموعها..غسلتها..ولمعتها....
وعلي ورق نظيف عدت وكتبتها....
ثم تأملتها بشغف..وفي رفق لففتها...
وبجانبي في المهد وضعتها....
وكنت أعطيها من حليبي يوما بيوم...
وأحيانا كنت أمتنع وأرضعها كلها....
وقلت لها سوف نكبر معا ونحلم معا....
ونمضي بحياة تواصلنا صلبها....
وأخيرا مثلما ولدنا سويا....
سوف آوي لقبري الذي ذاته نعشها....
مدي الدهر في سلام نرقد....
وإن عوت فوقنا رياح.. شدد الزمان أزرها....