زهير دعيم

" هذا هو اليوم الّذي صنَعَهُ الربُّ ، فلنفرحْ ولنتهلّل به " 
ها هو العام  الجديد يطلّ من خلف الغيم ،  يحمل في كفّه حمامة  سلام ،  وفي الأخرى زهرة ياسمين ...  

عامٌ جديديطلُّ علينا ،  والقلوبُ لا تزال تبحث عن دفء يشبه حضنَ أمٍّ ،  وعن كلمةٍ طيّبة ، وعن يدٍ تُربِّتُ على أكتاف تَعبى.
دعونا ومن باب التفاؤل نقول وبصراحةٍ : انّنا لا نودّع الأعوام التي مضت ... بل نطويها بحنان ، ونخبّئها في خزائن الذاكرة مع كلّ ما فيها من ألم وأمل ، فهي رغم قسوتها ، علّمتنا كيف نشتاق  

وكيف نُصلّي .
في هذا العام الجديد ،  نعلّقُ الأمنياتِ  المُلوّنةَ على أجنحة الملائكة  ، ونرسم على جبين الغيم وهجًا لا يعرف الذّبول  ونصلّي قائلين :  
أيّها الربُّ المحبّ لكلِّ البَّشَر ، اجعلْ هذا العام ربيعًا للقلوب ،  

وغفرانًا للنفوس المُتعبة ،  وامسحْ دموع الأمهاتِ الحزانى ،  
وامنحْ أطفالنا ما يكفي من الضَّحك والطمأنينة .

عام جديد...  
نريد فيه أنْ نحبَّ أكثر ،  ونَغفِرَ أسرع ومن القلب ، ونحلم أبعد . 

لعلّ الأمل يزهر فينا كما يزهرُ اللوزُ في ربوع  الجليل ،  
هادئًا، نقيًّا، مبشِّرًا بخيرٍ قادمٍ لا محالة .

كلُّ عامٍ وأنتم أملٌ لا ينكسر . وزنبقةٌ لا تذبلُ ـ ومحبة لا ينقطعُ خيطها .