هاني رمسيس: يكتب "حصة الألحان والإجازات" كيف تفرق الوزارة بين العامل الأرثوذكسي والبروتستانتي؟
إلى سيادة وزير العمل.. مع كامل الاحترام لشخصك الكريم:
يبقى هناك سؤال يفرض نفسه بقوة؛ طبقاً لمنشور الوزارة الأخير والمنشور على صفحة رئاسة الوزراء، كيف ستفرق الوزارة في منح الإجازات بين المسيحيين بناءً على طوائفهم (أرثوذكس، كاثوليك، بروتستانت)؟
وكيف ستعرف طائفة كل عامل؟ وهل ستمنح الحكومة الإجازة بناءً على ماذا؟ هل ستطلب من كل كنيسة قوائم بأسماء المسجلين في كل طائفة؟ علماً بأن أغلب البروتستانت في مصر جذورهم ونشأتهم الأصلية أرثوذكسية، فكيف سيتم التفريق بينهم إدارياً في منح الإجازة؟
وعلى سبيل السخرية من الموقف:
يَسأل البعض: كيف سيعرفون الفرق بين أعياد الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت؟ الأمر لا يحتاج إلى "نباهة"، بل يحتاج إلى (حصة ألحان)!
الموظف الأرثوذكسي: ستقوم الحكومة بتسميع "ألحان القداس" والتسبحة السنوية له، وفي عيد الميلاد يُمتحن في ألحان كيهك و"7 و4"، وفي القيامة ألحان الصوم الكبير، واختبار تحريري في الأسرار السبعة!
أما الموظف الكاثوليكي: فسيُسأل في "عصمة البابا" و"الحبل بلا دنس" و"المطهر"، ويكون الاختبار تحريرياً فقط دون تسميع ألحان!
أما البروتستانت: فالاختبار سيكون في "كهنوت هارون" و"بتولية العذراء" و"الحكم الألفي"!
وهكذا تخصص الحكومة يوماً منفصلاً لكل طائفة منعاً لـ "الخناقات"، مع إمكانية عمل "يوم روحي" لوحدة الكنائس، أو "يوم رياضي" للكهنة لضمان عدم التصادم بين قساوسة الطوائف!
وبالعودة إلى التاريخ:
للعلم، فإن أول من منح إجازات خاصة للمسيحيين كانت قرارات مجلس قيادة الثورة عام 1952 في عهد البابا يوساب، الذي كان صاحب الطلب الأصلي من الرئيس محمد نجيب. كانت تلك هي المنشورات الرسمية الأولى التي تعترف بأعياد المسيحيين في مصر، ونحن نشكر من بذل هذا الجهد في زمانه.
الخلاصة:
هذه القرارات التاريخية التي صدرت منذ أكثر من سبعين عاماً، تحتاج اليوم إلى رؤية وشكل جديد يتناسب مع الدولة الحديثة ومفهوم المواطنة، وتكون قابلة للنقاش والتطبيق الواقعي بعيداً عن التقسيم المذهبي.





