كتب :ادولف موسي

عندما شاهدت محاوره السيد رئيس الجمهوريه افتكرت ايام زمان عندما كنت فى الجامعه. جاء لنا احد الاصدقاء الساعة الثانيه صباح الامتحان و قال لنا انه لديه اسئلة الامتحان كلها. نظرت الى الاسئله سريعاً و وجدت ان ليس واحد فيهم من المنهج الذى درسناه. كانت الاسئله فى يدى، يبدأ الامتحان الساعه الثامنه صباحاً و لم اتمكن ان احضر حتى الرد على سؤال واحد منهم.

هذا ما حدث للسيد الرئيس تقريباً. المنهج الذى تعلمه عندما كان عضو فعال فى الاخوان المسلمين كان منهج الخراب و الارهاب و التدمير. جائت له اسئلة الامتحان ووجدها انها كلها ليست من المنهج الذى درسه و هى اسئله فى احترام الغير و الحريه و العداله الحقيقيه و ليست كشعار عبيط فقط. فشل السيد التلميذ فى تغير فكره الممنهج على ما كان تعود عليه و التحضير للاجابه عن الاسئله التى لم يراها فى منهجه الدراسى من قبل. اننى على يقين ان مقدم البرنامج اعطى له كل الاسئله ليحضر الرد عليها قبل المقابله و لكن لم يكن هذا ليلة الامتحان، مثلما كان الحال معى، بل قبلها بكثير. الدليل؟ لم نجد ان السيد الرئيس فوجئ بسؤال واحد! هل هذا يدل على الثقه بالنفس و الحضور الذهنى للرد على اى سؤال؟ لقد كانت محاولة الاخوان المسلمين محاولة معلم يفهم فى حرفته لكن التطبيق جاء على يد تلميذ غبى. لقد ارادت قيادة الاخوان المسلمين تطبيق مبدأ الهجوم خير وسيله للدفاع.

تمت هذه العمليه كالتالى:
-    تم جمع قرب جميع الاسئله التى يريد الشعب طرحها على الرئيس
-    ارادوا تلفيق الاجابه عن طريق اعطاء محاور حنون حق طرح هذه الاسئله على التلميذ البليد.
-    وضه الكل يده على قلبه لانهم يعلمون مدى قدرة التلميذ البائسه على التلفيق
-    كتبت هذه الاسئله بطريقه بسيطه لكى يستوعبها التلميذ الذى طلب منه الرد عليها.
-    روعي سهوله طرح الاسئله لقدرة استيعاب التلميذ الضحيله و محدودية ذكائه لكى لا يحرج فى اى كلمه لن يستطيع فهمها عند الرد
-    تسربت هذه الاسئله "اعطيت له عن علم ليسهل عليه الغش"
-    طلب من التلميذ عندما يسأله المحاور اختيار مسار الحوار على الطريقه البلدى، اسلوب العامه لانه لا يقوى على الاسلوب الاكاديمى العلمى و هذا كان واضحاً عندما سأله المحاور فى بداية الحوار على طريقة الحوار المفضله لديه
-    اختير المحاور على اساس ان يقبل كل ما يفتى به التلميذ و يعتبر ان كل سؤال قد تم الرد عليه بأمتيازز
-    اختير محاور ذكى "ترزى محترف يفصل الاجابه على مقاس السؤال" يسأل السؤال الصعب و يساعد التلميذ الفاشل ليس فقط على الرد بل ليصفق له على الغباء فى الرد ايضاً و يوصله الى الناس على انه قمة العبقريه.

-    وعد المحاور التلميذ انه لن يصر معه على الزامه بالرد الواضح على اى سؤال. "قول اى حاجه و سيب الباقى علىً"
رغم كل ذلك، رغم تسريب الامتحان، رغم مساعدة المحاور، رغم تهليل المحاور على كل غباء واضح صدر فى كل اجابات التلميذ فشل هذا التلميذ فى الامتحان بوضوح "جه يكحلها عماها!". كان من الافضل عدم خوض هذه التجربه للتلميذ لكى لا يكشف احداً مدى قدرته العقليه فى التلفيق لأن حتى التلفيق محتاج معلم! تم حزف كلمه من هنا و كلمه من هناك و روعى ان كل كلمه اراد لها مقص الرقابه ان تعرض لا تظهر الا مدى اضمحلال فكر التلميذ و لكن كان مستحيل نسف الحديث كله لترقب الناس الشائق له. ان اراد احد الوصول لحديث له معنى لم تبقى جملة واحدة مفيده لان الحديث كان كله "كلام مرسل" لامعنى له الا حشر كلمات و شعارات هبله للتتويه فقط.

كان رد التلميذ على قرابة جميع الاسئله هى "يصح كل ما يفعله التلميذ وما يصدره من قرارات لانه يحكم بالشرعيه". لم يبخل التلميذ على مشاهديه باجابات توضح عقليته المحدوده. تحدث التلميذ للجميع، مدروش، اكاديمى، متعلم، جاهل و اننى متأكد انه لأول مره اجمع الجميع على الحكم على هذا التلميذ بالفشل. طبيعى هلل له البعض ليخفى هذه المصيبه التى انتخبها و لكن من كان صريح مع نفسه حتى وان كان جاهل علم الحقيقه.
"ألشرعيه، الديمقراطيه، احترام القانون، مصلحة مصر فوق كل اعتبار، تعلم الديمقراطيه، اول رئيس منتخب بطريقه ديمقراطيه و بدون تزوير و كلام فارغ كثير" استعمل التلميذ كلمات مرسله لا يستعملها الا الفاشل على الرد ليسد طريق الرجعه لأسئله اخرى. طبخ التلميذ طبخه من الزباله، هلل لها اتباعه و ارادوا بالارهاب النفسى اجبار الناس لقبول هذا العك على انه وجبه شهيه ليس بديل! اثبت التلميذ عدم الثقه بالنفس عندما ردد مرات عديده كلمة "انا الرئيس، انا كرئيس قررت و انا الوحيد الذى يصدر قرارات" و الابهى من ذلك هو اصراره على ان اختياره تم بطريقه شرعيه! كذب الكذبه و صدقها و الافظع من ذلك، اراد ان الكل يستسلم بصحتها! حتى و ان كان كذلك، بعد ان دخل مرحلة التنفيذ و تولى سلطه اكبر من مدى ادراكه او عقليته كيف يتحمل هذا التلميذ هذا الفشل و الرسوب فى الامتحانات فى كل ما يفعل و على الدوام. الى متى يستطيع مقاومة عدم القدره حتى على التلفيق؟ الغريب انه ادعى ان كل ما احس انه قد فعله بالخطأ حاول تصليحه و لكن حتى رجوعه فى كل قراراته تقريباً التى اصدرها لا تدل على محاولة الاصلاح لكن على عدم الثقه بالنفس، اهتزاز الشخصيه و عدم القدره على اصدار القرار ذو الاقدام الثابته! محاولة تصليح الخطأ فى القرارات السياسيه او غير ذلك لابد ان يكون لها نسبه معينه لا تتجاوز عدم صلاحية اصدار القرار المطلقه التى شاهدها الجميع مع هذا التلميذ الفاشل.

سيدى الرئيس، اننى اعدك بكل صدق و امانه ان سيادتكم لا تصلح. صدقنى هذه ليست اهانه بل حقيقه بمستندات سيادتكم ادرى بها. ان تخفى كثير من الاشباء عن الشعب فهذا لا يدل الا على عدم قدرة سيادتكم على مواجهة الواقع. اننى اشفق على سيادتكم من هذا الكم من الفشل. كما سلمت سيادتكم بصراحه فى بداية حديثكم الذى اتكلم هنا عنه، انك لا و لن تستطيع ان تنفصل عن اساس ماضيك من جماعة الاخوان المسلمون و حزب الحريه و العداله هذا معناه انهم المحرك الوحيد و ليس فقط الرئيسى لكم. ان كان لك قليل من الذكاء لفهمت انك بما تتمتع به الان من سلطه كنت تستطيع ان تكون اكبر و اعظم رؤساء مصر لو نجحت فى الانفصال من هؤلاء اصحاب القرارات التى عليك فقط تنفيذها. ان نجحت فى الانحياز للشعب و الانفصال عن ماضيك لحملك الشعب كله على الاعناق و لن يستطيع احداً على ردهم لأن الشعب اقوى. لكن ضعف شخصيتكم و عدم الثقه بالنفس التى تعانى منها لم تعطيك الفرصه لاختيار هذا الطريق لانك سوف تجد نفسك وحيد ووحيد فى اختيار القرار وحدك و هذا لا تقوى عليه سيادتكم. سيدى الرئيس، اننى لا اريد ان آخذ مكانك لان شكلك وحش جداً. اننى لن استطيع تحمل هذا الكم من الفشل و الاكثر من هذا هذا الكم من كره الناس لى. صدقنى اننى احسدك على قدرة استحمالك لهذا الكم من الفشل و الكره الذى تتمتع به من الناس.