كتب : أدولف موسى

اننى لا اريد ان اتناقش فى صحة او عدم صحة اى عقيده اىً كانت لان هذا لا يهمنى. اننى اريد فقط مناقشة كيفية توصيل العقيده لاتباع العقيده او لغير اتباع العقيده عن طريق علماء العقيده. هل يرودون علماء هذه العقيده توصيلها الى الناس لكى يحبونها ام لكى يكرهوها قبل ان يعرفها حتى من لا يتبعها؟ اننى اريد ان اتحدث هنا خصيصاً عن العقيده الاسلاميه و الاهم عن علمائها. و لكن لماذا فقط عن العقيده الاسلاميه فقط و ليس عن العقائد الاخرى ايضاً؟ لان اى عقيدة اخرى لا يريد اتباعها فرض شريعته على اصحاب العقائد الاخرى مثلما يفعل اصحاب هذه العقيده التى اتناول تحليل تصرفات علمائها فقط و ليس ما أوتى بكتبها.

فى البدايه اريد طرق موضوع مهم له صلة كبرى بما اريد تحليله، اننى اتعجب ان تدار بلد مثل مصر من اطفال رضع ليس ليدهم كفأة التعلم. نعم ان كنا نحاسبهم بسنهم فهم قد تعدوا سن المراهقه لكنهم ليسوا بكفاءة تحمل مسؤلية حتى لحضانة اطفال. كلما حدثت مصيبه خرج واحد منهم ليعللها بمصيبه اكبر! الم يتعلم احدأ منهم كيف يطقن الكذب و كيفية بيعه الى الناس؟ لماذا استعمال الوقاحه والغبى و التعنت فى اصدار القرار لكى يملا على الناس "لكى يقبلوه عن يد و هم صاغرون" و لا يحاولون ان يوصلوه الى الناس لكى يقبل بالعقل؟ ان ادعى الرئيس يوماً انه يرجع فى بعض من قراراته و يعلل ذلك بانه يريد تصحيح بعض الاشياء التى وقع فيها عن غير علم فهو بذلك يكذب. الحقيقه ان الرئيس قد رجع تقريباً فى كل قراراته لانه اهوج و لا يشعر الى الان انه رئيس بلد بالفعل و لا يعرف الى الان ما هى متطلبات هذه الوظيفه؟ لقد وصل به الحال الى حد انه وجد انه لابد ان يتمسك بالباقى من قراراته الهبله مثل الاصرار على عدم تغير رئيس وزراء خايب ليبقى على ما يمكن ابقائه من ماء الوجه الذى فقده الى آخر قطره. يعنى بصراحه رئيس طرطور و تايه. كانت اكبر مصيبه عندما سمعت هذا الحوار التاريخى لرئيس بلد طلب منه حوار مع احد الاعلاميين فى التلفزيون امام الجميع و حاول تلفيق اجاباته بطريقه واضحه لكى يخفى عجزه على التفكير و الرد او التوضيح. "انا الرئيس الشرعى الذى يعرف كل شئ و حتى ما لا يعلمه الاخرون لانى انا وحدى الرئيس". "اننى احترم القانون! اننى احترم الشرعيه" و هلم جر من هذا الهبل. ان لم يكن المتحدث معه بهذه القدره على تصحيح اخطائه و عدم الاصرار على الرد الصريح المباشر منه لكانت مصيبه ليست فقط على سيادة الرئيس بل على مصر كلها لأن العالم كله عندما يرى و يسمع كيف يفكر رئيس مصر كانوا سوف يحكموا على هذا البلد بالتخلف لانهم انتخبوا هذا المتخلف.

نترك هذا و لنتكلم على شئ آخر يحيرنى. تعالوا معاً نتكلم على البلاك بلوك كمثال لشيزوفرينيا المصريين. جاءت هذه الظاهره و خرج الاغبياء يلقوا الذنب على اقباط اى مصرى مصر و يدعوا ان الكنيسه المصريه الغلبانه وراء هؤلاء، لكن اثبت فى الاخر انهم لم يكونوا مخطط قبطى لأن مسيحى مصر بطبيعتهم غلابه و مسالمين زياده عن اللزوم. اى نوع من الهبل الذى جاء فى فكر صاحب هذه الفكره لكى يلقى بحمل على من لم يفعل الشئ. لكن الغريب ان هناك كثيرون من صدقوا هذا الاهبل. على الرغم من ذلك، اريد هنا ان افترض ان هؤلاء البلاك بلوك على حق مجموعه من الاقباط! فما هو المانع لذلك؟ اليسوا هم ايضاً مصريون ام ان تكوين اى تنظيم لابد ان يكون مقصور على المسلمين فقط اى كانت ميوله و ان كان للمصرى الغير مسلم دور لابد ان لا يتعدى كونه فقط تابع؟ اليس للمسيحى ايضاً الحق ان يعترض كمصرى او حتى كمسيحى فقط لان مصر هى ايضاً بلده التى له الحق ان يسمع صوته فيها؟
جاء احد المسئولين ووجه "ادانه" الى مسيحى على انه يبشر بالمسيحيه! قيل للمسيحى ان هذه جريمه يعاقب عليها القانون المصرى و تصل الى الاعدام! جاء المسيحى ليدافع عن نفسه و يقول انه لم يفعل ذلك لانه سحل من السلطات المصريه الغوغائيه! و سؤالى، هل ما فعله المسيحى هنا حقاً جريمه؟ و لكن ان دعى مسلم مسيحى او اى انسان آخر الى الاسلام بل اجبره على اتباع عقيدته بل اغتصب و خطف الفتيات القصر ليجبرهم على تغير عقيدتهم الى الاسلام، هل فى هذه الحاله يصبح كل شئ حلال؟ بمعنى ان ما فعله المسلم حلال و الذى عمله المسيحى حرام بل جريمه يحاسب عليها القانون المصرى و تصل الى الاباده؟ و ندعى بعد ذلك ان هناك مساواه؟ لا تظن اننى سوف اقبل ان اعيش فى بلد تجعلنى اقل من اى مواطن آخر فيها، "ده كان زمان وجبر"
نأتى لهذه النوعيه من فلاسفة الغبره التى منهم السيد الرائع العظيم محمد حسان. اننى لا افهم هذه الشخصيات المتوترة الفكر الا اننى اجد فيهم المعاناة تحت مرض الانفصام فى الشخصيه ولا احد فيهم يعلم ماذا يقول! اوصلوا لى انا الغير مسلم عقيدتهم على انها عقيده تسمح بالكذب، تسمح بالعنصريه، بالسب و اللعن، اهدار الحقوق الانسانيه و تحكم بقتلى ان بشرت بعقيدتى للمسلم و يأتى مرة اخرى ليدعوا اننا جميعاً شركاء فى الوطن الواحد! ماذا يعنى هؤلاء بشركاء فى الوطن؟ هل فهم من افتى بهذه الكلمه ما قاله؟ انظر الى القنوات التلفزيونيه بأسرها! امثال السيد حسان هم الوحيدون الذين اصبح لهم حق وضع القرار على حسب ما يروا ان كان تتماشى مع الشريعه ام لا؟. اننى لا اريد ان ادخل مجال فى تقيم اى عقيده لان هذا لا يهمنى على الاطلاق بل اريد من ما اراه و اسمعه من موصلى هذه التعاليم ان احكم على ما يوصله لى عن عقيدته. فلنفرض مثلاً اننى كمصرى وافقت على تطبيق الشريعه الاسلاميه فى بلدى! اى مشرع سوف اتبع؟ هل من قال لكم دينكم و لى دينى و كل مشرع عندما يقول ذلك كمشرع لابد انه يعلم علم اليقين ان هذه الكلمات منسوخه و لا يحق تطبيقها؟ اى انه كاذب فيما يدعى لكى يضحك علىً؟ ام اتبع من يريد تطبيق الشريعه على حق بأستعمال سورة التوبه 5 و 28؟ فهم ليسوا ممسوخين! لو اردت قبول حكم بلادى بهذه الشريعه اليس الافضل ان يجلس علماء هذه الشريعه سوياً ليقرروا جميعاً على اى طرق التشريع سوف تسير البلد؟ و لكننى اتحدى انه من المستحيل بل من رابع المستحيلات وجود خطوط موحده بين اهل هذه العقيده فكيف يريد بلد ما تطبيق قوانين شريعه حتى علماء اهلها لا يتفقوا على شئ موحد فيها؟
كيف يمكن تشريع ما يراد تطبيقه من كتب فيها الناسخ و المنسوخ، هذا حديث صحيح و هذا حديث ضعيف، هذا يؤخذ منه و يرد، اسرائيليات مدسوسه، وجوب تطهير مثلاً البخارى، الاجتهاد فى شرح فتوى او فى الفهم لاى آية او حديث و يقال بعد ذلك من المشرع "اننى اجتهد و لكن الله اعلم"! هذا كله يبين عدم ثبات هذه الشرع لان حتى علماء اهله لا يتفقوا على شئ واحد فيه الا على لعنى انا الذى لا اتبع عقيدتهم و ارادتهم لى ان اعيش فى بلد اجدادى كذمى يعطى الجزيه عن يد و هو صاغر!

السيد الفاضل محمد حسان (عفواً اننى لا اتكلم عن محمد حسان فقط ولكن لكل امثلته ممن يفتى و للاسف يسمع له). اننى اعدك لو ان كثيرون من مسلمون شعب مصر و الشرق الاوسط فيه قليل من الواقعيه و العقل المتفتح و يستطيع التفكير الحر و لا ينتمى لهبل الدروشه لكنت سيادتكم و امثالكم اكبر مصيبه لتابعى عقيدتكم و تركوها فى الحال لأجلكم انتم و ليس للعقيده. السيد الفاضل، ارجوك حاول ان تسمع خطبك و فتاويك المتخلفه مرة اخرى بعد ان اصدرتها من تسجيل و احكم عليها بنفسك عندما تسمع محمد حسان و هو يفتى لك لكن لابد ان يكون لك الكفاءه فى ان تستطيع ان تكون حيادياً. اننى لا اعلم ماذا يقول الاسلام ولكننى عندما سمعت ما قيل عن طريق علمائه و كرههم لى فقط لاننى لا اتبع عقيدتهم كرهت ان افهمه. وجدت نفسى فى بلدى اننى لست الا متسول حقير ينتظر العطف من اصحاب الفتاوى. عندما يهدم احد اتباع هذه العقيده مكان عباده غير اسلامى و بيتى و يقتلون ابناء بلدى. يخرج السيد حسان و امثاله ليتلوا علينا بفتوى انه سأل علماء المسلمون كلهم و قد اجمع العلماء ان اعادة بناء هذا دار العباده الذى هدم من اتباعه بالكره و الارهاب و قلة الادب ليس عليه حرج! اين هى الدوله؟ اين هو القانون الذى يتبعه الجميع. اصبح امثال حسان هم قانون الدوله! هرب احد الشباب المسيحى مثلاً مع فتاة مسلمه! تقوم الدنيا و لا تقعد و تهاجم الكنيسه التى ينتمى لها هذا الشاب و يطالب ان تقلب الى جامع و يهجر المسيحيون كلهم من بيوتهم بعد ان يقتل الكثير منهم! و لكن ما ذنب الآخرين؟ و ماذا اذا اخذ مسلم مسيحيه و اعتصبها امام اهلها؟ و تطلب منى بعد ذلك ان احترم شريعتك و ان احترم دينك الذى يسمح بذلك على حد قولك و فتاويك انت؟ العالم كله يبتدع و يخترع و ينظر الى التقدم الحضارى و نحن لازلنا فى "هل يحق رضاع الكبير او لا و كيف؟". "ماذا قيل عن فلان عن علان؟". "هل يسمح الشرع باستخدام المرأه كمتعه و كيف اتمتع بالمرأه؟". "هل يحل ان يكون لى عبيد او ملك يمين ام لا و كيف اعامل ملك اليمين او العبيد؟". "هل لى ان اهذب لحيتى ام اتركها بطبيعتها؟". وكلام فاضى كثير. الناس وصلت لما وصلوا اليه من حضاره و تقدم و ظل الشرقى يستعمل هذه الاختراعات و لكن فى وقت ما قبل التاريخ الذى وضع نفسه فيه.

السيد الفاضل المشرع و عالم الدين المسلم، انك لا تعطف علىً عندما تدعى اننى شريك لك فى الوطن او تريد ان تقبلنى ان اعيش بجانبك فهذا هو وطنى شئت هذا ام ابيت و هنا لى كرامة اى مواطن فى بلده. اننى لا اريد ان اتساوى بالمسلم لان المسلم ليس مقياس لى بل ان المسلم ذاته ليس له كرامة فى بلده لأن امثالكم تسلبوه هذا الحق ايضاً. ان اراد المسلم ان يعيش معى انا الغير مسلم فى سلام و محبه قيل له من خطباء الجوامع انه لا يجوز للمسلم ان يصادق كافر ذمى. اندهش يوماً متخلف اسمه زغلول النجار و قال " و الله جه الوقت لما النصرانى ابتدى يتكلم و يطلب اشياء كالمسلمين!" اذا قتلنى ارهابى مسلم لا يحاكم لانه لا يؤخذ دم مؤمن بدم كافر! صدقنى سبب كره العالم كله للمسلم ليس لأجل الاسلام لان الغرب لا يعرف الاسلام او حتى المسيحيه و لكنه عندما يجد الكره و محاولة الاضرار و الارهاب أتيه من منبع ما لابد ان يكره هذا المنبع و يحاول التخلص منه؟ ان وجد ان عقيدة ما تحث تابعيها على الارهاب و القتل حتى وان كانت قد جائت من السماء فلن يقبلها احداً. من هو المسيح؟ هل المسيحين كفره ام لا؟ هل المسيحيه كفر ام لا؟ هذا كله غير هام الا اذا جاء مسيحى ليتدخل فى تصرفاتك و يريدك ان تتبع شريعته التى ليس لك فيها بالعافيه و بالارهاب. ان تركك لحالك فهو غير مؤذى بل المؤذى هو الذى يتدخل فى خصوصياتك و يريد تطبيق شريعه التى ليس لك فيها عليك بالاجبار و عن يد و انت صاغر. اترك الناس فى حالها ووقتها سوف ينجذب كثير من الناس لتعليم من اعطاك السماحه و احترام الغير. سوف تكون احسن مبشر لدينك ان وصلته للناس على انه ليس بالغظب بل بالعقل و قبول فكر الاخرين. نعم اننى اخاف من كل مسلم يريد تطبيق شريعته على حق لانه سوف يكو مجبر ليس فقط على كرهى بل على معداتى. العويل و الارهاب لا يفيد بل يجعل الجانب الآخر مضطر الى الجوء الى الارهاب ايضاً من جانبه لمواجهة ارهابك. سوف يتعلم بل سوف يضطر يوماً حتى و ان كان حمامة سلام ان يرد عليك بطريقتك. ان كانت طريقتك ارهابيه فسوف يستعمل طريقتك الارهابيه، ان كانت طريقتك المحبه فسوف تجد منه اروع محب. هذا كله راجع لك.