بقلم: شيرين ماهر ذكي
تشهد البلاد اليوم حالة من الغضب العارم الذى تجسد فى صورة حشود فى شتى محافظات الجمهورية إعلانا بأن الشعب لا يريد أن يذوق من نفس الكأس الظالم الذى شرب من بحور قهرة طيلة ثلاثون عاماً ماضية ، نعم اليوم فى جمعة الخلاص خرج الجميع من كبيرا إلى صغير ، غنى و فقير ، يحملون اللافتات و مرددين للهتافات ، يطالبون الرئيس بالرحيل ، نعم الرحيل ... فلم يعد للشعب من طاقة ليستوعب تجارب المزيد من الحكام فى حياتة ، لم يعد الشعب قادر أن يخوض فى تجربة تدعى النهضة ، تلك الكلمة التى ليست لها معالم و لم تسبقنا دولة بتجربتها حتى و لو على الحيوانات ....
إن الشعب قد إنتفض و بلغ الرشد و لم يعد من السهل التسخيف من ذكائه أو اللعب بأقدارة ، كل من شارك اليوم فى تلك التظاهرات هو مصرى وطنى لا ينتمى لأحد و ليس له ولاء إلا لتراب أرض بلاده الحزينة.
و لكى يا مصر أهداكى الشعب دمائة تاجا تتوجى به ، و لسوف يستمر عطاء شعبك أبدا الدهر و لن يتركك لمن يريد العبث بكى أو بتاريخك و مكانتك بين الشعوب.
إن أبناء الوطن لا يريدون وصى عليهم ليقوم بتربيتهم و تأديبهم ، إن شعب مصر العظيم يريد قائد له يقوده للتقدم و الإزدهار ، و ما تمر به الأوطان فى الوقت الراهن ما هو إلا عبث من بعض الشخصيات التى لا تدرك قيمة الوطن ولا تفهم معنى وطن ولا تكترث بشعب هذا الوطن ، و لأقول بعبارة أوضح أننا نعيش فى عهد الوحوش التى تبحث عن الفريسة دون أن ترحمها ، هذا الحكم الذى لا يكترث إلا بأهوائة و تحقيق رغباته و حبه فى السلطة حتى ولو على حساب جثث و أشلاء أبناء هذا الوطن.
إن المواطن المصرى البسيط أى إن كانت ديانته ، أو ثقافته ، لا يدرك هذا الصراع ولا يعنيه ، إنه يبحث عن العيشة الكريمة له ولأولاده ، و يبحس عن الرزق الحلال لا يريد أن يهان أو يذل ولا يريد أن يقهر ، فكل ما ينادى به هو السلام و راحة البال.
و لهذا لفت إنتباهى هذا الرجل البسيط ، الطيب الملامح ذو الوجه الهادئ ، كم أثرت فى كلماته البسيطة و التى لخصت الحدوتة المصرية الحزينة فى كلمتين ( المرار الطافح).
نعم فتلك الكلمات لها رنين خاص على الأذن و خاصة فى تلك الأحداث المشينة التى تمر بها بلادنا ، إن بساطة و مصرية هذا الرجل أبكت عينى و أرهفت قلبى
كل ما أتمناه للوطن أن تزول عنه الغمة الحالية و ينزاح هذا السواد الذى يغلف الأجواء و أن أرى هذا الرجل الجميل فى يوما مشرق ستراه البلاد قريبا و هو يحمل لافتة آخرى عليها(الحمدلله نحن نعيش كالبشر) و لا نعيش كالبهائم.