قال الكاتب الأمريكى البارز ديفيد إيجناتيوس، فى مقاله بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن شبح المجاعة بات على مسافة شهرين أو 3 من مصر، حسب تقديرات الإدارة الأمريكية، بعد أن تضاءل رصيد مصر من النقد الأجنبى، لمستوى لا يكفى لـ3 أشهر من الواردات، وانخفضت مؤشرات البورصة المصرية بمعدلات تدق ناقوس الخطر، والرئيس المصرى لا يفعل شيئاً يذكر لمواجه التدهور الاقتصادى أو احتواء الاضطرابات السياسية المتزايدة.
وأضاف إيجناتيوس أن الإدارة الأمريكية وحلفاءها راهنوا منذ عامين على أن الإخوان، إذا تولوا الحكم، سيكونون مجبرين على الارتقاء لمسئوليات الحكم، ومنها تحقيق إصلاحات اقتصادية لجذب المستثمرين، ولكن يبدو أنهم خسروا الرهان، فلم ينجح الرئيس محمد مرسى فى مواجهة الأزمات، بل حاصرته، ولم يثبت أنه القائد الذى كانت تأمله أمريكا.
وتابع الكاتب الأمريكى «يقال إن وزير الخارجية جون كيرى حث مرسى، فى لقاء مغلق أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة، على اتخاذ قرارات حاسمة سريعة، وألا ينتظر النجدة فى اللحظة الأخيرة من واشنطن، لكن من الواضح أن واشنطن حريصة على نجاح مرسى، وتخشى أن يكون البديل هو الفوضى أو انقلاب عسكرى»، مشيراًً إلى أن الجيش المصرى فى حالة ترقب، وبعض جنرالاته يرغبون فى التدخل، لكن الإدارة الأمريكية تعارض هذا التدخل وتدعم مرسى فى مواجهة القوى المحافظة فى السعودية والتيارات الليبرالية فى مصر.
وقال إيجناتيوس إن مرسى تجنب اتخاذ قرارات مؤلمة حتى الآن، بفضل دعم قطر التى ساندت احتياطى مصر بـ7 مليارات دولار، ويجب أن تكون رسالة واشنطن لقطر «توقفوا عن مساعدة مرسى على الهروب من الواقع الاقتصادى المؤلم». وأنهى مقاله بأنه رغم أخطاء مرسى الكثيرة، فإن المفاجأة الكبرى لواشنطن هى أن حكومته لم تسبب أى متاعب لإسرائيل، وأنه يحتفظ بعلاقات مع تل أبيب، أفضل من علاقات تركيا بالإسرائيليين، وهذا أفضل ما قدمه مرسى للأمريكان.