بقلم / رامى حافظ

بدأت حملة توكيلات منذ ايام للفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع الحالى احد وزراء حكومة قنديل الذى عينها الرئيس د.محمد مرسى بل ازداد الامر بتحليلات سياسية من مؤسسات بحثية واعلامية تحلل العلاقة بين الرئيس والفريق ترسخ فى الاذهان ان هناك مواجهة بين الطرفين ، تناسى الجميع ان الراوية التى تداولها الاخوان حول تقديم الفريق السيسى تقريراً استخباراتى حول دور المشير طنطاوى والفريق عنان فى اسقاط مرسى اثناء احداث اغسطس التى تبناه رجال مبارك ، يحاول الآن الفريق السيسى ترسيخ صورة آخرى معاكسة للدور الذى مارسه فيما عرف باقالة القيادات العسكرية وانهاء حكم العسكر فهو يظهر نفسه بأنه الرجل الذى يسعى لأحداث توازن امام الاخوان معتمداً على المؤسسة العسكرية ، متجاهلاً دوره فى قيادة المؤسسة العسكرية لأقرار المادة (195) من الدستور التى تنص على " وزير الدفاع هو القائد العام للقوات المسلحة ، ويعين من بين ضباطها " وهو نوعاً من تقاسم السلطة الواضح .

ان أظهار الفريق السيسى باعتباره البديل المنطقى للرئيس مرسى يمثل إشكالية فى طريقة تفكير الداعيين لها فهذا الطرح له تياران اساسيان هما :
- الأول من الفلول : وهم رجال مبارك وبطبيعة الحال يفضلون الحكم العسكرى الذى ارتبط بهم بمجموعة من المصالح المتبادلة معهم والآن اصبحت مهددة ، ويغطى هذا التيار مجموعة من الاعلاميين والسياسيين المرتبطين بالأجهزة الآمنية والتى مازالت ولائها لمبارك ونظامه .

- الثانى من الثوار : وهم بعض مكونات الثورة وهؤلاء تناسوا جرائم المجلس العسكرى الذى كان احد اعضائه الفريق السيسى والذى كلفهم مبارك بإدارة شئون البلاد ، وللتذكير جرائم المجلس العسكرى طوال المرحلة الانتقالية وهى ( احداث دير الانبا بيشوى – احداث كنيسة صول – كشوف العذرية – احداث المقطم – احداث كنيسة امبابة – احداث مسرح البالون – احداث كنيسة الماريناب – احداث ماسبيرو – احداث محمد محمود 1و2 – احداث مجلس الوزراء – مجزرة بورسعيد – احداث العباسية – اكثر من 12 الف مدنى فى السجون العسكرية – الدور الخفى فى موقعة الجمل ) .

اذن الفريق السيسى هو احد المتهمين فى تلك الجرائم التى ارتكبها المجلس العسكرى فهو احد اعضائه والذى أذل مصر طوال المرحلة الانتقالية ، فهل نسيتم ؟

وبطبيعة الحال سيكون المثار فى الذهن هو سبيل الخروج من هذه الازمة والاجابة بسيطة وقد مارسها المصريين " بيان التغيير " مرة آخرى لكن يجب ذكر الاشخاص المكلفين والهدف والخطة الزمنية لهذا العمل ، واعتقد ان اتحاد المعارضين فى كيان جبهوى امر سهل الكثير فجبهة الانقاذ الوطنى الآن تمثل الطرح الحقيقى والبديل المناسب يستطيع ادارة شئون البلاد .

ان الدعوات لتأييد الفريق السيسى هو الطريقة التى عاد بها الاخوان للشارع لتشتيت المواطنين العاديين وتغيير النمط الاحتجاجى ضدهم من اجل احداث صدمة محبطة تكون نتيجتها استكمال خطة " اخونة الدولة " التى بدأت بخطوتها الاولى بنشر الرجال ، ان تحليلى الشخصى للهجوم الاعلامى الاخوانى على الجيش والفريق ما هى الا عملية الهاء لتمكين الفريق بفعل ما يشاء فى المؤسسة العسكرية لتنظيمها فى اطار تكتل ولائى خلف شخصه واتخاذ المواقف التى تناسب الاخوان والجيش ، ان الاخوان يتناسوا ان اللعب بالعسكر هو سبب أزمة 1954 مع الرئيس الراحل عبد الناصر والتى كانت نموذجاً لحالة التخبط السياسى للمدنيين ، ان النموذج الباكستانى أصبح حاضرا فى اذهان الجميع .