بقلم : أدولف موسي
قرأت فى جرائد المانيه كثيره ما حدث يوم الاربعاء 13.03.2013 فى المانيا كلها. فى وقت واحد ابتدأ فى الساعة السادسه صباحاً تم من قوات الشرطه فى المانيا كلها الهجوم على اماكن للمنظمات السلفيه الاسلاميه فى كثير من اركان البلاد. تم العثور على مفرقعات، منشورات عدائيه هدامه للمجتمع، اسلحه بيضاء، اسلحه ناريه و ذخيره، خرائط لاماكن حيويه فى المانيا بهدف اتمام عمليات ارهابيه و تخريبيه فيها، صور ليمينيين المان يراد قتلهم و التخلص منهم لانهم ضد انتشار التيار الاسلامى فى المانيا بعدما شاهدوا ما فعل اهل هذه العقيده فى بلادهم. لكن ليس هذا الموضوع الذى اريد ان اتحدث عنه و لكننى اريد ان اناقش ما كتب فى الصحف الالمانيه عن الارهاب الاسلامى بعد هذه "الكبسه".
فى الصحيفة الاولى فى المانيا كتب هذه التحاليل الذى اضع لكم رابطين منهم و لكن للاسف فقط بالغة الالمانيه.
http://www.bild.de/politik/inland/salafismus/razzia-gegen-radikale-salafisten-in-deutschland-29481852.bild.html

http://www.bild.de/politik/ausland/terrorismus/deutsche-extremisten-trainieren-in-aegypten-28475108.bild.html

اهم ما جاء فى هذا التحليل هو النصر العظيم الذى وصلت له بلدى مصر فى ان تكون المُصَدِر الاول فى العالم لتصدير الارهابيين بل و اصبحت مصر هى الدائرة الاولى و الاساسيه لتجمع و لتنقلات هؤلاء الارهابيين لاوروبا و العالم كله. اضع لكم رابط آخر يظهر فيه كيف تتم تحركات الارهابيين فى العالم، من اين آتوا؟ ما هو هدفهم؟ ما هى مهمتهم؟
http://www.bild.de/politik/ausland/mali/terroristen-in-nordafrika-die-karte-der-angst-28348784.bild.html
نتطلع فى بادئ الامر على هدف هؤلاء الارهابيين فى الغرب. انهم يهدفون الى الغاء الدستور الالمانى بل الدساتير فى العالم كله لتحل محله الشريعة الاسلاميه كدستور وحيد للعالم كله حتى و ان كانت بالقوة و التدمير و الارهاب و الاغتيالات. و لكن ما هى هذه الشريعه التى يريدونها هؤلاء ان تكون دستور العالم و ما هى خطورتها؟ الاجابه بسيطه، هى نفس الشريعه اى الطريقه التى يتم تطبيقها على طريقتهم فى مصر و الشرق و التى ادت الى التخلف الذى فيه هذه البلاد. ولكن اين سوف تبقى الحضاره؟ هل يستطيع احد هؤلاء ان يعيش هو نفسه فى هذا المناخ تحت الشريعه التى يريدون تطبيقها؟ دعنى اسأل هذا السؤال بطريقة اخرى، هل يستطيع أى من هؤلاء الاستغناء مثلاً على ما وصل اليه الغرب الكافر من تكنولوجيا؟ هل يستطيع الاستغناء عن الطائره التى تنقله من قاره الى قاره؟ عن الهاتف المحمول؟ عن السياره المرسيدس الالمانيه؟ عن الانترنت؟ عن المفرقعات التى يدمر بها فى كل مكان فى العالم و هى ايضاً من صنع هؤلاء الكفار؟ بالتأكيد مستحيل لان اكثر الناس استعمال لهذه الاشياء هم هؤلاء الارهابين و فقط للارهاب!

نأتى لتحليل آخر، لماذا يذهب بعض من الالمان او الغربيين للسلفيه بل ليكون اخطر من السلفيين الاصليين انفسهم؟ عندما تحدثت مع كثير من هؤلاء وجدت كمية الكراهيه التى لدى اى منهم ضد المجتمع الذى يعيش فيه و هذه الكراهيه تضغط عليه الاحسان بالرغبة الشديده للانتقام بكل وحشيه من هذا المجتمع الذى فى نظره قد ظلمه. و لكن لماذا هذا الاتجاه السلفى؟ لان هذا المنهج يحلل له حق الانتقام على المجتمع الذى "فى نظره" قد ظلمه. يحل لنفسه كل انواع العنف و التخريب الذى يصل الى القتل المقنن بالشريعه التى يتبعها. ان فعل الانسان اى جرم او اى شئ خطأ ربما يجعله ضميره ان يشعر بعض الاحيان بالندم. لكن اذا وجد هذا الانسان من يعطيه الطمأنينه على ان ما فعله من اجرام حلال عن طريق قانون مشرع "و ليكن تشريع يدعى انه سماوى" يجد هذا الانسان المفر و تقنين هذا العمل كشئ مقنن حلال ايما جاء هذا القانون الذى سمح له بهذا. يشعر الانسان بعد ذلك ان كل ما يفعله حلال لانه يتبع مبادئ او تعاليم من احل له هذا الارهاب و هذا الاجرام.

لكن ما هى القوة الهائله للسلفيه فى الشرق ايضاً؟ انه فقط احساس الشرق انه ظلم من الغرب! و لكن من اين يأتى هذا الاحساس؟ عندما يشعر الانسان انه فاشل يحاول البحث عن سبب فشله و لكن للاسف لا يبحث لديه هو بل يبحث عند الاخرين. فيدعى بعد ذلك ان من وصل الى هذا التقدم الرائع الذى يستحيل ان يصل اليه هو لانه ليس بهذا الذكاء لابد ان تكون فيه عله و يشعر انه ظلم من الانسانيه ككل! و لكن ما هى هذه العله فى نظر هذا المتخلف الشرقى؟ انها وهمه بأن هذا الانسان المتقدم علمياً و حضارياً كافر حقير، يعانى من الفجر و الشذوذ و لكن هو هذا المؤمن الرائع الذى ظلم فقط لانه يؤمن بعقيدة كامله و عظيمه!

نجد ان كل غربى اعتنق عقيدة هؤلاء السلفيين بل العقيده الاسلاميه ككل و ذهب لهم كان سبب هذا الحقيقى هو الحقد على مجتمعه و الاحساس بالظلم من هذا المجتمع. و لكن ايضاً منهم من اراد ان يتزوج من مسلمه و كان شرطها ان يكون هو على عقيدتها و تأتى نسبة فشل هذا الزواج 100%. اننى على يقين ايضاً ان منهم من دخل هذه العقيده عن اقتناع تام بعد دراسة كامله و لكن اين كان منبع هذه الدراسه؟ هناك كتب لتعليم الدين الاسلامى التى توجد فى الاسواق الغربيه مترجمه بلغة كل بلد و متوفره بغذاره شديده و بأسعار تصل الى الا شئ. تقدم هذه الترجمات لهؤلاء طالبى المعرفه فقط ما يراد توصيله لهم و بالطريقه المراد توصيلها لهم. هذا لا يمنع ان كل هذه الكتب قد تم ترجمتها بالكامل ترجمه مراد ان تكون خاطئه لكى تعطى قارئها الايحاء انها تمتلك الروعه المنتظره منه. اننى لا ابالغ فى قول ان كل هذه الكتب و بلا استثناء قد تم ترجمتها بطريقة خاطئه لاننى اطقن هذه اللغات جيداً و قرأت هذه الكتب الاصليه بالعربيه و ترجمتها الالمانيه و الفرنسيه و الانجليزيه.

اخيراً اريد ان اقول اننى هنا كنت محايداً رغم كل ما كتبته. اننى احاول نقل حقائق ربما تكون قاسيه بعض الاحيان لكن الحقيقه لابد ان تظل حقيقه مهما كان الالم الناشئ عن معرفتها. اننى لم اريد الا ان انقل حقائق واقعه كما هى. اريد ايضاً ان اوصل معلومة اخرى، لماذا هذا الهيجان الاسلامى فى العالم كله؟ هل يكون للشرق العقل الكافى ليفهم اخيراً انه اذا اراد توصيل الاسلام الى العالم كله لا ينجح بهذه الطريقه. ان العالم كله ضد الاسلام الآن و ليس لانهم يكرهونه بل لان المسلمون يريدون اتباع الطريقة القديمه التى نجحت فى الماضى و لكنها مستحيل ان تنجح فى يومنا هذا و هى طريقة العنف، الارهاب، طريقة السيف. ان الارهاب الاسلامى الذى يحدث فى العالم الان لا يضر الا الدين الاسلامى فقط. لا احد يقبل على نفسه ان يتبع من وهمه انه ينقل له الاخلاقيات و المادئ الحسنه عن طريق العنف و الارهاب و التحجر الفكرى. اننى هنا اعمم كلمة الاسلامى ككل لاننى افكر بمنطق الغرب الذى لا يميز بين الاسلامى الارهابى، السلفى، المعتدل او اى نوع آخر. ففى فكر الغرب المسلم هو المسلم أىً كان منهجه. ان المسلم الراديكالى يظلم المسلم المعتدل لانه يرهب بأسم الاسلام الذى يتبعه المسلم المعتدل فى نظر الانسان الغربى. ليس لكل غربى ان يتعلم الاسلام على حق لكى يمكنه ان يفصل بين المسلم الراديكالى او المسلم المعتدل.
فقط الذى يعرف الفارق بين الاسلام المعتدل و الاسلام الراديكالى الارهابى هم خبراء البلاد الغربيه و لهذا تساعد الحكومه الالمانيه و الحكومات الغربيه حتى الكنيسه الالمانيه المسلمون المعتدلين فى بناء مساجدهم، اما المواطن الالمانى العادى فهو يعرف الآن ان الاسلام هو فقط ارهاب بسبب الارهاب الذى يروه من المسلمين الراديكاليين. لم اجد فى وقتنا هذا اى نوع من الاستعداد لأى زيارة رئيس هام او مؤتمر عالمى اى مكان فى العالم الا و ان كانت هناك تجهيزات رهيبه ضد الارهابيين الاسلاميين. وصد المسلمون المتطرفون الرعب فى كل العالم من الاسلام، فكيف ينتظر من العالم بعد هذا قبول هذه العقيده التى وصلها لهم ابناء العقيده على انها عقيدة الارهاب الاكبر فى العالم كله؟ ارجوك فكر قبل ان تتشنج.