الأقباط متحدون | خارج السطر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٢٦ | الاثنين ١٨ مارس ٢٠١٣ | ٩برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦٩ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

خارج السطر

الاثنين ١٨ مارس ٢٠١٣ - ١٣: ٠٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مصدفة عبيد

السكوت على المذبحة 

طعم الغدر لاسع فى الحلوق . مر مرار العلقم . الظلم ضارى وظلم ذوى القربى أشد ضراوة . يأتى الرصاص من حيث لا نحتسب. باردا ، قاسيا ، مدويّا كنهاية حتمية لزمان من الشهامة . 
 
فى رمضان الماضى سبقنا إلى الجنة شباب مصرى مسالم بات يحرس فى سبيل الوطن . ستة عشر جندى قتلوا غيلة ولا أحد يعلم حتى الآن بأى ذنب قتلوا !
وقتها تعهد الرئيس مرسى بتقديم الجناة إلى العدالة بأسرع ما يمكن ، وذكر بيان للقوات المسلحة بأن المعتدين سيدفعون الثمن . ومر الشهر تلو الشهر ، ولم يحدث عدل ، ولم يجر ثأر ، ولم تشهد مصر ما يدل أننا نعيش فى دولة لها كرامة ، ولديها عزة وكبرياء . لم يقل لنا أحد من المسئولين ــ لا الرئيس ولا الوزير ولا المهللين والمطبلين لولاة الامورــ  ماذا جرى ؟ وكيف تحققت العدالة فى هذه الجريمة ؟ 
 
من غزة الأسيرة انطلق القتلة كسهم طائش أخطأ  قلب صهيون إلى قلب مصر . من فلسطين الحبيبة رش الخونة غدرهم كافرين بالعروبة والاخوة والجيرة والتاريخ ..  من هناك ردوا الدعم بالدم ، والنصرة بالخسة  ، والعرفان بالنكران  . والمؤسف ــ رغم التسريبات المتكررة بأن منفذى المذبحة خرجوا من غزة ــ أن أحدا من حماس لم يعتذر ، ولم يساعد فى كشف القتلة أو تقديمهم للعدالة . 
 
غدر الإخوة ينطق بالعبرية .  غدر المتأسلمين يضخ كذبا وغشا . غدر معجون بجهل وسوء نية وحقد أعمى . " هل جزاء الاحسان الا الاحسان ؟ ".  يقول أمل دنقل راسما وجع الغدر :  " لم يصح قاتلى بى :  انتبه /كان يمشى معى / ثم صافحنى / ثم سار قليلا / ولكنه فى الغصون اختبأ ./ فجأة ثقبتنى قشعريرة  بين ضلعين / وأهتز قلبى كفقاعة وأنفثأ / وتحاملت حتى تحملت على ساعدى /فرأيت ابن عمى الزنيم /واقفا يتشفى بوجه لئيم / لم يكن فى يدى حربة أو سلاح قديم / لم يكن غير غيظى الذى يتشكى الظمأ ." 
 
حماس ليست فلسطين ، والقتلة ليسوا سوى خدم لدى الأعداء . من يقتل مصريا فليتبوأ مقعده من النار . من يقتل مسالما آثم . من يعتدى على صائم دون وجه حق هم سفلة السفلة . لو كانوا معروفين وجبت محاكمتهم ، ولو كان لحركة حماس صلة بهم لوجب حسابها ، ولو كان لأحد ما داخل غزة  مسئولية لصار من اللازم القصاص منهم فورا . 
 
بعد ثمانية شهور من المذبحة أخشى أن أقول : أيها الرئيس :اصمت . أيها الجنرال : كفى خداعا  .  أيها الجالسون على المقاهى: ترحموا على الشهداء . أيها الكتبة : اذرفوا مداد أقلامكم . ويا أمهات الشهداء لا تنتظروا ثأرا ، فليس لدينا من يثأر . والله أعلم . 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :