الحمار يقع فى نفس الحفره مرتان
صورة تعبرية
رفيق رسمى
رغم أن الولايات المتحدة قد تخصصت عبر عقود طويلة في بيع حلفائها وأصدقائها، بمجرد أن تجد البديل الأفضل، أو أن تراهم آيلين للسقوط- وغالبا ما تكون هى السبب الرئيسي في هذا السقوط- إلا أن كثيرين هم الحكام الذين لا يتعظون، وما أن تغدر أمريكا بحاكم، حتى يتطوع آخر، ويقدم نفسه لها كـ "عميل مرشح" على أمل أن تكون هى "المظلة" التي يستخدمها هو للقفز على كرسي الحاكم، وتدور الأيام ليجد في النهاية الغدر بانتظاره، وربما ترفض حتى استقباله في بلادها، ولو للعلاج، لأنها ببساطة استنفذته، حتى سقط في أعين شعبه، ولا تريد أن تراهن على جواد خاسر، بل تريد أن تراهن على البديل، وغالبا ما تكون قد أعدته، أو طرح هو نفسه عليها كبديل أفضل.. وهكذا!!
وتجارب حلفاء كثيرين لواشنطون طالهم منطق الغدر الأمريكي بالحلفاء والأصدقاء "لا صداقة تدوم.. ولا وفاء يستمر" ومنهم الرئيس الباكستاني برويز مشرف، وتجربة شاه إيران محمد رضا بهلوي، وتجربة الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس، وتجربة مانويل نورييجا رئيس بنما.
وتجارب هؤلاء الذين باعتهم أمريكا أيضا ومنهم الرئيس العراقي صدام حسين، وإدوارد شيفاردنادزه رئيس جورجيا، وسوهارتو رئيس أندونيسيا، وبينوشيه ديكتاتور شيلي، وباتيستا ديكتاتور كوبا، وموبوتو رئيس الكونغو، وبي نظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة، وجان أريستيد رئيس هاييتي، وعسكر آكاييف حاكم قرقيستان وغيرهم وغيرهم.
الخطأ التاريخي الكبير الذي يقع فيه أي حاكم إذا اعتقد ولو لحظة واحدة أن أية قوة عظمى خارجية يمكن أن تضمن له الاستمرار في السلطة، لأن الضمانة الوحيدة هنا هى شعبه، والتاريخ شاهد على هذه القوى العظمى وكيف تغدر بأصدقائها، وتراهن على البديل لتبدأ اللعبة من جديد!!
رفيق رسمى
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :