كتب: جرجس بشرى – خاص الأقباط متحدون
على خلفية المعركة المُثارة حاليًا بشأن النقاب أكد الكاتب الصحفي محمود عبد الرحيم في مقال له نشرته مجلة الديوان في موقعها على شبكة الإنترنت والذي جاء بعنوان (معركة النقاب "وجهة نظر علمانية") أن الصامتين سواء كانوا من العلمانيين أو الشعب هم الذين سيدفعون في النهاية ثمنًا باهظًا جراء تقاعسهم عن مُناهضة الأصولية.
موضحًا أن الصمت ما هو إلا علامة من علامات الجُبن أو الرضا على هذه الجريمة التي تُرتكب بحق هذه البلاد على يد نُخبة انتهازية تُوّظِف الدين لمُضاعفة حِصَتها من المكاسِب المادية والمعنوية، ولو كان المُقابل تدمير ثقافة ومُستقبل بلد وإرجاعه إلى العصور الوسطى.
كما أكد عبد الرحيم في مقاله على أن الخاسر الوحيد في هذه المعركة هو الشعب الذي يقف صامتًا بينما مُجتمعه يتلقى ضربات موجعة في عقله الجمعي ووجدانه، ويُساق إلى حافة التطرف وعصور الظلام، وتُسرق منه فُرَص التطور والانفتاح ومناخ الحُريات العامة.
كما أوضح عبد الرحيم أن الرابح من هذه المعركة -وفقًا لحسابات المكسب والخسارة- هو النظام المصري الذي وجد قضية يتلهى بها الناس عن ملفات أكثر إلحاحًا، أما الرابح الأكبر في هذه المعركة فهم الإسلاميون وفي مُقدمتهم الإخوان الذين حشدوا مُنتسبيهُم وأنصارهم في الشارع والجامعات بل والبرلمان ووسائل الإعلام، ليُسجلوا نقاطًا تُضاف إلى رصيدهم الشعبي، وليُعلِنوا انتصار مؤسستهم على المرجعية الدينية الرسمية "الأزهر" التي لطالما طرحوا أنفُسهم بديلاً عنها.
ورأى عبد الرحيم أن النظام السياسي ورموزه بمؤسساته السياسية والدينية في مثل هذه المعارك يقدم ساقًا ويؤخِر أخرى، ولا يعرف الحسم كلما اقترب من التابو الديني، إذ أنه في هذه المعارك تراه يرتبك سريعًا ويتراجع أمام احتجاجات الإسلاميين لأنه هو نفسه شريكًا لهم في العمل على استدامة الأوضاع القائمة، بل وترديها بحكم البنية المُحافظة ذلت النهج التسلطي التي ينطلقان منها، فضلاً عن أنه ليس جادًا في خوض معركة حقيقية لمواجهة المد الديني على حساب التنوير والتغيير الشامل والعبور إلى الدولة المدنية التي يحكمها العقد الإجتماعي ومبدأ المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الإجتماعية، لأن الدين لدى النظام يعتبر بمثابة ورقة يتلاعب بها وقتما يشاء وحسبما تقتضي مصالحة الضيقة ولو على حساب مصلحة الوطن والمواطن، ومن ثم يحافظ عليها ولا يسعى لإحراقها أبدًا. |