المدرسة هي أساس تنشئة مواطن يؤمن بقبول الآخر

كتب: هاني دانيال – خاص الأقباط متحدون
أكد الدكتور "حنا جريس" الناشط المدني أن هناك عدد من العوامل أدت إلى ظهور الدولة الرخوة، وعلى الرغم من إمكانية التغلب على مثل هذه الأمور إلا أنه لا توجد إرادة جدية من النظام لفعل ذلك، والدليل على ذلك أن محمد على باشا تسلم الحكم ولم تكن في مصر مؤسسات وكان الوضع مؤسف للغاية ولكن خلال 7 سنوات وبسبب الإرادة الحقيقية للتغيير تحولت مصر من دولة رخوة غلى دولة للمؤسسات والقانون وأصبحت دولة بالمتعارف عليه.
نوّه جريس خلال مشاركته في فعاليات ورشة عمل "جيل الوسط.. رؤى للمستقبل" بمكتبة الإسكندرية والتي استمرت يومين إلى أن المجتمع المدني لم يعد موجودًا، وخاصة بعد تخريب النقابات المهنية وضربها سياسيًا وهو ما أدى إلى هذا الوضع المخجل.

من جانبها دعت الدكتورة فيفيان فؤاد خبيرة التدريب بالمجلس القومي للأمومة والطفولة إلى التأكيد على الحقوق الاجتماعية والمساواة بين المصريين قبل الحديث عن الحقوق السياسية، مؤكدة على إن المواطن يهمه لقمة العيش والحياة بكرامة قبل أن يشارك في المجتمع، ومن ثم وضع المواطن في بؤرة الاهتمام على أساس العدالة الاجتماعية يمكن التفاهم معه في مفهوم المواطنة الشامل.
أكدت الدكتورة فيفيان على أن المجتمع محروم من المعرفة، وبالتالي لابد من الوصول لكل فئات المجتمع وتسليحها بالمعلومة لأن غياب المعلومات يساهم في  انتشار الشائعات وتردي المستوى الثقافي والفكري، بالإضافة إلى ضرورة التركيز على تلبية حقوق الفئات الضعيفة في المجتمع وعدم تهميشها.

أما سمية الألفي مسئولة برنامج الحد من الفقر بالمجلس القومي للأمومة والطفولة أكدت على إنه من أجل خلف فرد يؤمن بالتسامح وقبول الآخر والمشاركة في المجتمع في الشأن العام لابد غرس ذلك في المدرسة، وأن تكون المدرسة مكان التنشئة الأول، بالإضافة إلى ضرورة تعظيم فكرة العمل الجماعي لأن تغليب العمل الفردي في المدرسة يجعل التلميذ يتربى على رفض التعامل مع الآخرين على عكس المجتمعات الأخرى التي تؤمن بالعمل الجماعي.

يذكر أن ورشة العمل تأتي في إطار حرص مكتبة الإسكندرية على طرح مبادرات جديدة لإعلاء قيم الحوار وتقديم خطابات نقدية للقضايا مع طرح رؤى جديدة للمستقبل، وأطلقت مبادرة "جيل الوسط" والهدف منها التركيز مع الشباب على قضايا المجتمع، ودعوة المفكرين والمثقفين والسياسيين إلى ورش عمل مختلفة لمناقشة قضايا المجتمع بحرية وتقديم روشتة للحل، ونشر هذه المناقشات ضمن إصدارات المكتبة.

وقال سامح فوزي نائب مدير منتدى الإصلاح بمكتبة الإسكندرية: إن مبادرة "جيل الوسط" تأتي في إطار التواصل مع فئات المجتمع، وفرصة لتقديم رؤى وحلول لقضايا المجتمع بعد استنفاد الوقت الكافي في تشخيص المشكلات وبالتالي حان وقت مواجهتها على أن يتم بلورة هذه الأفكار خلال الفترة المقبلة لتتحول إلى برامج عديدة تقوم بها المكتبة.