بقلم: القس. سامي بشارة جيد
فى حياة كل واحد منا قرارات نطلق عليها بحق مصيرية لانها تحدد مصير ومسار المستقبل وترسم الطريق الذى يسلكه الانسان ويتوقف على اختيارنا هذا او تركنا ذاك ليس مستقبلنا الزمنى فقط بل وايضا وجودنا ومصيرنا الابدى وهذا ملح واعم بل هو حاسم وحازم لا يحتمل التاجيل ولا التعطيل او التهاون ولا التهادن. فقرار العمل او االارتباط او الخدمة او الهجرة اغلبها تحدد او تبدد تعين او تعيق تضع او ترفع قامتنا فى رحلة الحياة. ولكن يبقى اهمها على الاطلاق واعظمها للانطلاق الى ابدع واروع الابعاد واحقها اليوم وغدا والى ابد الاباد الا وهو اتباع ومعرفة واختبار بهجة العشرة مع الرب يسوع المسيح فهو بالحقيقة الوثيقة والمقاييس الدقيقة اهم واعظم قرار بل اكمل واجمل اختيار وايضا افضل واجل اختبار. فعندما يدعونا الوحى المقدس "امن بالرب يسوع المسيح فتخلص انت واهل بيتك"(اع16 : 31 ) فهو يدعونا الى ثالوث ذهبى والى مثلث حبى ل:
1.    أهم قرار:
لكل قرار نتخذه فى حياتنا اثاره الايجابية وانعكاساته السلبية من نا حية او اخرى فليس هناك قرار له هذه الاهمية وتلك الاولوية سوى قرار تبعية الرب فالكل باطل كما قال الحكيم وقبض الريح اما مع المسيح فالكل بطل وبدون المسيح الكل رايح اما مع المسيح فالكل رابح. وقرار الايمان لابد له من اقرار ايمان واقرار ايمان المسيح هو المحبة فبدون محبة لا ايمان ولا رجاء وبالمحبة الايمان مقبول ويمكن معاينته. وفى المسيح كل شىء ممكن بالايمان وسهل بالرجاء ولكنه سهل جدا بالمحبة. وقبول المسيح اهم قرار لان كل الحياة والابدية تتوقف علية فاى خسارة يمكن ان تعوض واى مكسب يمكن ان يقوض اما قرار اتباع المسيح مكسب عير محدد لان فيه ناخذ انتصاره وبدونه لنا ابيليس وانكساره اذ حكم عليه بالموت الابدى. ان ما نفعله فى الارض يحدد ما سنكون عليه فى السماء وما نقرره فى الجسد يقرر مصيرنا فى حياة الابد لذلك فقرار معرفة المسيح من عدمة يتوقف علية امور مهمة وحيوية ومصيرية لذلك اصلى ان تتوقف للحظات وتفكر جيدا وتقرر ان يكون المسيح سيد ورب على حياتك لانه اتى لتون لنا حياة وليكون لنا افضل حياة.
2.    أعظم اختيار:
نولد بلا اختيار ونموت بلا اختيار وبين الميلاد والموت نختار. ولاشك ان اختيار الله لنا لنكون قديسين وبلا لوم بركة عظيمة اذا احسنا استغلاها وفرصة لا تعوض اذا اسرعنا باقتنصاها. لقد كنا غرباء وكنا عبيد وكنا ايناء الغضب لكن محبة الله التى بينها لنا فى المسيح يسوع واختيارنا فيه قبل تاسيس العالم لنكون ابناء البر واحرار من عبودية الخطية والعالم وابليس واهل بيت الله لاشك نعمة جزيلة وعطية جميلة. ودورنا ومسئوليتنا ان نتجاوب مع اختيار الله لنا بان نبادله المحبة بطاعة والحرية بمسئولية والبركة بسلوك وان نعطية المكانة الاولى والاولوية المطلقة. فكل من يختار ذا المسيح ملجا له فيستريح يحيا سعيدا مزينا ببره الصريح. المسيح واقف على اعتاب حياتنا ويقرع على ايواب قلوبنا فكل من يسمع لابد ان يفتح وكل من لا يسمع يدان لانه سمع ولم يستجب ومن يسمع ويتجاوب يدخل اليه ويتعشى معه ويباركه بكل بركه روحية فى السماويات. انى ادعوا كل من يقرا ان يقبل وكل من يقبل اليه لا يخرجه خارجا ومن يقبل ويومن تخرج من بطنه انهار ماء حية وكل من يومن يامن ولو مات فسيحيا.
3.     اتم اختبار:
معرفتنا للرب يسوع اساسها الاختبار فهو الاختبار المغير للحياة كلها والمسيح شخص فريد فهو ابن الانسان عاش مثلنا مجربا فى كل شىء بلا خطية وهو ابن الله الظاهر فى الجسد ليبطل بالموت ذاك الذى له سلطان الموت اى ابليس. فمن منطلق سلوك المسيح الكامل نختبر بصورة واقعية ولمسة عملية حياة يمكن ان تعاش ومواقف يمكن ان تختبر. فكما سلك ذاك يجب ان نسلك وكما ارضى الاب يجب ان نرضية وكما انتصر نحيا بانتصاره وكما احرز الخبرة الروحية العملية لابد ان نحوز المواهب الروحية التى تمكنا من تتميم مقاصده وان نبرز ثمر الروح القدس المتكاثر ليختبر الاخرين صدق اختبارنا لنعمة المسيح ونعكس حياته فى حياتنا. ربما نعرف عن المسيح وربما نفهم الكثير من العقائد المسيحية وربما نؤدى الفرائض الناموسية بكل اجتهاد وجدية ولكن تبقى حقيقة اساسية ومسلمة رئيسية ان الحياة مع المسيح حياة اختبارية فمن لم يحب لا يعطى الحب ومن لم يختبر الغفران يعجز على الصفح ومن لا يختبر الاحسان لن يكون ابدل محسنا. لقد مر المسيح علينا واذ زماننا زمن الحب فاحبنا وغسلنا وطهرنا بدمه وعلينا ان نختبره لكى نحب الاخرين ولكى نظهر حبه لهم. فالثالوث الذهبى اضلاعة القرار والاختيار والاختبار ومحيطة المحبة ومساحته ما قدمه لنا يسوع المسيح مجانا على الصليب.

القس: سامي بشارة جيد
راعى الكنيسة الانجيلية بابو حماد-الشرقية
ماجستير مسيحية الشرق الاوسط
Samy6868@yahoo.com