عرض: سحر غريب
"في هذا الكتاب ستعرف بعض الحقائق العلمية على منوال:
• مترو الأنفاق هو وسيلة المواصلات الوحيدة في العالم التي تخبرك من سيأتي بعد حسني مبارك (غمرة أو عرابي على حسب الخط)، كما أنه يعطيك أملاً في التغيير الحقيقي الذي يحدث في مصر (محطة حسني مبارك يتم فيها التغيير.. للخط الثاني!).
وستتعلم بعض الأقوال المأثورة:
• مصر تتسول من نفسها.
• ما تقولش إيه ادتنا مصر.. خلي الطابق مستور.
وستدخل في بعض الاختبارات المحرجة:
س: هل تتمنى كرجل أن تصبح مثل تامر حسني؟
أ. احترم نفسك يا بني آدم
ب. دوووووس يا معلم
جـ. يا ريت.. بس هو فين شعر الصدر.
كما أنك ستقابل عددًا من الشخصيات التي أثرت في حياتك:
(الرئيس مبارك، خطيب الجمعة، مراتك، الشاب أبو بنطلون ساقط وبوكسر مخطط، الإخوان المسلمين، ميكي ماوس)
وأخيرًا… قراءة سعيدة.. أو (بالشفا يا معلم).. على حسب رأيك.!"
صدر الكتاب عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ وهو للكاتب الصحفي "محمد فتحي"، يقع الكتاب في 204 صفحة من القطع المتوسط.
الكتاب يضم مقالات اجتماعية وسياسية ساخرة، موزعة عبر أربعة فصول رئيسية هي:
• ما تقولش إيه ادتنا مصر: والذي يحتوي على مجموعة من المقالات الساخرة منها:
مقال يحمل عنوان ما شربتش من نيلها (يا وحش).. طب جربت تغنيلها (يا كخة)، وفيها يتحدث الكاتب عن الأغاني الوطنية التي فقدت حلاوتها وفقدت للكثير من مصداقيتها مع ما يعانيه المواطن المصري في بلاده، فهي أغاني تشعر معها بأنها ليست أغاني فتشعر مع كلماتها بأن حد ماسك عليك ذلة وبيعايرك بيها مثل ماشربتش من نيلها؟ وكأن الشرب من مية النيل سبب للوطنية تحس أنهم بيعايروك بحاجة ربنا مديهالك مش هما... ويتصور الكاتب في مقاله المطربة شيرين تلبس ملاية لف وفارشاها لأي مواطن تسول له نفسه سوء الظن بالبلد وعمالة تديله:
ماشربتش من نيلها يا وحش.. طب جربت تغنيلها يا كوخة... طب مامشتش في ضواحيها طيب ما كبرتش فيها، وكأنها تعايرنا أننا كبرنا فيها يعني المفروض ربنا يوقف نمونا عشان تستريح.
• الفصل الثاني يحمل عنوان مصارعات مصرية ويتخيل الكاتب في هذا القسم أنه في البدء كانت المصارعة، ففي بداية وجود الإنسان على الأرض كان عليه أن يصارع من أجل البقاء وأن يقف في مواجهة الحيوانات المفترسة إما لترويضها أو للإنتحار، ولكن في الغالب كانت للمصري وجهة نظر مختلفة فهو وحتى الآن يحب مشاهدة المصارعة لكنه لا يحب أن يكون طرفًا في المباراة، وفي الغالب لم يقف المصري أمام ديناصورات أول الزمان وإنما ضحك عليها قبل أن يجري بعيدًا عنها ليكتفي بالفرجة، فيكون سلاح المواطن المصري الوحيد هو الدعاء على كل ظالم ومفتري وابن حرام دون، وماتشات المصارعة الوحيدة التي تشارك فيها هي تلك المتعلقة بأكل عيشك مستمدًا قوتك فيها من المثل الذي كانت تردده االست والدتك: يا واكل قوتي يا ناوي على موتي، صحيح أن الأمر نسبي جدًا وأن أغلب من ينطق بمثل هذا المثل في عصرنا هذا لا يزيد عن كونه (فنجري بق) والدليل موجة الغلاء التي تتصاعد حولك دون رد فعل منك سوى اللعنات، والفساد الذي تراه من حولك ليل نهار وتعمي عينيك عنه وتلعب دور الشيطان الأخرس بمنتهى الحرفنة لكنك في النهاية بتنزل علي فاشوش.
ويقدم الكاتب في هذا الفصل أكثر أشهر 10 ماتشات مصارعة يراها المصري في حياته اليومية..وهي:
(1) الأهلي والزمالك
(2) المتظاهرون والأمن المركزي
(3)المعارضة والوطني في مجلس الشعب
(4) مصارعة طوابير العيش والمواصلات
(5) السلفيون والعلمانيون
(6) الصحف القومية والصحف الخاصة
(7) التعليم واللي بيتعلموه
(8) المسلمون والأقباط
(9) الإخوان والنظام
(10) المدونون والداخلية
• فصل بعنوان لا يا شيخ!!: ومن مقالاته كفاية هرتلة في الدين يرحمكم الله، ويتناول فيه الكاتب فتوى إباحة أن تقوم المرأة العاملة بإرضاع زميلها في العمل منعًا للخلوة المُحرمة ويجب ألا تقل عدد الرضعات عن خمس رضعات مشبعات.. ولك أن تتخيل خمس رضعات في وقت العمل الضيق يعني الواحد هايقضي اليوم كله رضاعة، وطبعًا لن يوافق أحد بعد ذلك علي أجازة الرضاعة على اعتبار أن الشغل موجود يبقى ترضعي في البيت ليه؟ وستصبح مشكلة الدولة في حالة زيادة عدد العاملين من الرجال عن الحد المسموح به وبالتالي من الوارد أن تستورد الدولة مرضعات، ووارد جدًا ان يُطبق في مصر نظام الاحتراف في الرضاعة (وهناك صديق يتمنى احتراف هيفاء وهبي تحديدًا).. وعلى ذلك يجب أن توضع خانة جديدة في البطاقة باسم اللي رضعتك... تخاريف كله تخاريف.
• أما الفصل الأخير فيحمل عنوان طـق حنـك ومن مقالاته:
في مديح شعر الصدر.. وفيه يتحدث الكاتب عن مُتلازمة تامر حسني أو قباحة والتي أصابته بحيرة شديدة بعد أن أصبح لسانه يفلت منه كلما سمع اسم تامر حسني، وصار الكاتب يخاف أن يظهر له تامر حسني بغابات شعر صدره الكثيفة والتي يصمم على إظهارها وربما تربيتها وزراعة بعض المساحات منها لتصدير محاصيلها، ويرمقه بنظرته المسهوكة ويرزعه بالجيتار علي نافوخه، وصار الكاتب يلتفت حوله ويبسمل ويحوقل قبل فتح الثلاجة أو الحنفية أو البوتاجاز أو حتى الحمام خوفًا من أن يبرز منهم تامر بجيتاره وشعر صدره وأغانيه التي يشعر أنه كتبها ولحنها وهو يدعك أصابع رجليه!!