CET 00:00:00 - 27/04/2013

كلمه ورد غطاها

بقلم: ماجد سمير
صرخ المعلم عبده صاحب المقهى الشهير بمنطقة الجيزة بعد أن سمع من الزبائن عن إنتشار حشد كبير على صفحات التواصل الإجتماعي سواء فيس بوك أو تويتر كبير لتنظيم المليونية الثانية لتطهير القضاء، وقال:"هو أيه حكاية الجماعة دول مع  "التطهير" مرة الإعلام ومرتين القضاة وطبعا بقية البلد؟ صفق المعلم بيديه حضر فورا الجرسون طلب منه المعلم شيشة وقهوة مضبوطة، ثم سأله قبل أن يتحرك منصرفا لتجهيز الطلبات عن مدى فهمه لما يردده دائما الإخوان عن "تطهيرالقضاه" جاء رد الصبي ..بما يفيد أن الأمر واضح جدا لأن الجماعة بحكم قربها من الله حتما ستبدا مشروع النهضة "بالتطهير" بما يتيح لها بدء نهضتها "على نظافة" ويتختتم ردة متسائلا "إلا يا معلم معقول القضاه يبقوا كبار كدا ولحد دلوقتي ماحدش طاهرهم.
 
ابتسم المعلم وأشار له بالإنصراف، وإعتدل في جلسته متأملا المقهى ورواده الجالسون كل في حناباته، صبي المقهى دون أن يقصد فسر الموقف بشكل تحليلي رائع، المقصود ليس تطهير القضاء أو الإعلام أو التعليم أو غيرها من الأجهزة المستمرة في عصيان الإخوان ومشروعهم،  الهدف يكمن في تحويل مصر إلى ولاية تابعة لحلمهم العظيم بإخضاع العالم لمشروعهم المسمى بالخطأ بالمشروع الإسلامي، وحتى يتحقق الحلم بكل بساطة المطلوب ختان الوطن أو تحويله إلى شىء لاقيمة ولا جدوى منه، تأجير وتعطيل العقول خطوة حتى يصبح المواطن مؤهل للمعيشة التامة تحت شعار السمع والطاعة دون تفكير .
 
أحضر الصبي الشيشة وفنجان قهوة ووضعها أمام المعلم، وتجول في أرجاء المقهى ملبيا طلبات الزبائن، اعتدل المعلم في جلسته وبدا في شد نفس طويل من الشيشة لمح د.صبحي على الناحية الأخرى من الطريق، يسير صبحي بنفس طريقته المعتادة منذ ما يزيد عن نصف قرن مرتديا بدلته ويحمل تحت إبطه جهاز الضغط والسماعة ويمسك في يدة الأخرى كيسا أسودا مليئا بالأدوية يكشف على المرضى ويصف العلاج بمهارة فائقة، وأحيانا يصرف الأدوية لغبر القادرين من المرضى، ختان الأولاد الذكور المهاراة الطبية الأشهر للدكتور صبحي، فعلى مدار سنوات طويلة نالت أجيال متتالية في الجيزة شرف تعامل مشرطه بحرفية فائقة، وكان "صبحي " لعقود تزيد عن أصابع اليد الواحدة سببا رئيسيا في انطلاق أغنية " يا أم المطاهر رشي الملح سبع مرات" في منازل وبيوت المئات وربما الآلاف من العائلات في الجيزة،  وليس غريبا أن تجد رجلا ملىء هدومه مثل المعلم "عبده" يؤكد بكل فخر" أن الدكتور صبحي هو اللي طاهرني".
 
القى الدكتور التحية على المعلم من بعيد وأنطلق في أحد الشوارع الجانبية، ضحك المعلم لخاطر إستعانت حكامنا الجدد بالدكتور صبحي ومشرطه في عملية الختان المنتظرة للوطن، وضع ساقا على ساق ورشف من فنجان القهوة وهو يخرج دخان كثيف من أنفه، وقال لنفسه من المؤكد أن الدكتور صبحي سيرفض التعامل معهم لأن الختان له أصول وقواعد طبية لن يقبل الرجل المخضرم التغاضي عنها، وضع "لاي" الشيشة جانبا ورجع بظهره على الكرسي للوراء وابتسم ساخرا.. "صبحي" لن يقبل لأنه يعرف جيدا الفارق بين التطهير والخصيان.
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق