بقلم:  وجيه رؤوف

 
عجبت لأحدى التصريحات التي صدرت من احد المسئولين على الساحة السياسية في مصر والتي صرح فيها بأنه يتمنى أن يحصل المسلمون المهاجرون في أميركا على الحقوق التي يحصل عليها الأقباط في مصر ,
 
وبرغم معرفتي بمصدر هذه التصريحات التي صدرت من النائب البرلماني نائب دائرتنا عن الأقصر والذي أحترمه وأكن له كل تقدير ,
ولكن هذا التصريح هل يعنيه فعلا !!! , أم هو يتخيل هذا !!!
 
قد يكون هذا فعلا ما يدور داخل مخيلته   وذلك  لرؤيته الخاصة  ولكن إن فكر وعاش كما يعيش القبطي  فسوف يكون له رأى مختلف ,
وإذا تحدثنا بالبلدي وبالطريقة العامية وسألنا : ما هو الاضطهاد    ؟؟؟
 
وبنفس ألطريقه وبنفس المنطق سوف نقول أن الاضطهاد هو كل ما يتعارض مع وثيقة حقوق الإنسان العالمية في حق الإنسان في العيش بحريه وكرامه  وحقه في حرية ممارسه العبادة وحرية التعبير  وحرية الملبس والمأكل وحرية التعليم وحرية وحق الإنسان في الصحة وخلافه , أليس كذلك ؟؟؟!!!
وإذا جلس أخي المسلم  ووضع نفسه في موضع القبطي وجلس متأملا ما يحدث للأقباط , فأنا واثق أنه سيقول :الأقباط مضطهدون   
لن أتحدث عن حقوق الإنسان في مصر  فلا يوجد شيء أسمه حقوق الإنسان  إطلاقا  إلا إذا كنت تتحدث عن مراكز حقوق الإنسان ومنظمات حقوق الإنسان التي تحاول نشر فكر حقوق الإنسان في بلاد  لا تعترف بالحقوق من أساسه ,
 
وإذا حاولنا الحديث عن الخروقات لحقوق الإنسان القبطي فحدث ولا حرج :
 
1 – في الانتخابات الرئاسية والانتخابات التشريعية للشعب والشورى تم التعدي على الأقباط في عده مدن أشهرها المنيا والعياط وأسيوط وتم منعهم من الذهاب لأداء الواجب الإنتخابى وهذا تعد صارخ على حرية المواطنة وحق المواطن في المشاركة في انتخابات بلاده .
2- في التصنيف الوزاري في الحكومة وحركه المحافظين  تم تجاهل الأقباط  تماما وكأنهم لايمثلوا طيفا  وعنصرا من عناصر الوطن وهذا ضد ألمواطنه وضد حقوق الإنسان .
3- في التوظيف وفرص العمل  يتم تجاهل الأقباط  تماما  بل وصلت البجاحة بالبعض أن يطالب بأن يكون الموظف من ديانة بعينها ضاربا المواطنة وحقوق الإنسان عرض الحائط .
4- محاوله إذلال الأقباط الدائمة من خلال التحرش بالأقباط  سواء في العمل أو في الشارع أو التحرش بالأطفال  ويكفى فقط أن تدعى أن قبطيا سب لك الدين في الطريق أو شتمك فيأتي القوم من كل فج عميق ليعتدوا على القبطي وربما الأقباط جميعا وربما قتلهم وقد حدث هذا في الخصوص وغيره  وغيره , وبهذا يعيش القبطي مكسورا في وطنه إذا  أهين لا يرد   حتى لا تقع عليه وعلى قومه مخاطر القتل .
 5- التهجير القسرى للأقباط  فيكفى أن تحدث حادثه أو إدعاء بوجود علاقة بين مسيحى ومسلمه  حتى تقوم قائمه على الأقباط والمطالبة بتهجير هذا المواطن وأسرته وان يتركوا أموالهم وأملاكهم ليذهبوا  إلى مكان آخر لكي ينجوا بحياتهم من هذا الظلم وهذا الافتراء ,  وطبعا هذا لا يحدث في أميركا  ولكن يحدث في بلادنا التي  تنتهك حقوق الإنسان يوميا .
6- الافتراء اليومي على الأقباط والإدعاء عليهم بعده تهم , فيكفى أن يأتي طفلا في مدرسه إبتدائيه لكي يسأل معلمته عن ألمسيحيه فإن جاوبته كمعلمه  ذهب هو وأهله ومدرسي المدرسة لكي يتهموها بالتبشير وازدراء الدين الإسلامي وهو ما لم يحدث  فالمعلمة أجابت عن سؤال في المسيحية ولم تتطرق إلى  الإسلام من قريب أو بعيد , ولكنها البلطجة العربية التي تعمد إلى إذلال الأقباط في بلدهم وإنقاص  حقوقهم  وتأتى الحكومة الغراء  لتزيد الظلم وتصب النار فوق الجراح لتأمر بسجن معلمه الإبتدائى المسيحية لحين انتهاء التحقيقات التي تمتد لفترة طويلة وقد حدث هذا في قرية العديسات بالأقصر التى حدث سابقا التعدي على الكنيسة بها وقتل مجموعه من الأقباط داخل الكنيسة وكل هذا مسجل وموجود بتقارير.
7- في الوقت الذي تنصب فيه المحاكم داخل مصر للحكم على بعض أقباط المهجر في الخارج بسحب الجنسية منهم وحكم آخر بإعدامهم  لتعدى هؤلاء على الدين الإسلامي بالقول  ونحن طبعا ضد هذا التعدي على الأديان وندينه ونشجبه  ولكن لا نجد في المقابل حكما أشبه بذلك يوقع على من يقوم من شيوخ الفضائيات المصرية المتعصبين اللذين يقومون بسب المسيحية نهارا وليلا  بل وحرق الإنجيل  علنا في الميادين المصرية وأمام الإعلام , عن أي حرية تتحدثون ؟؟؟!!!
8- حرق الكنائس الذي يحدث دائما في مصر , فيكفى أن تحدث مشاجرة بين قبطي ومسلم ليقوم المتعصبون بحرقه كنائس الأقباط في هذا البلد وحرق متاجرهم وربما يمتد الأمر إلى حرق الأقباط ذاتهم وقد حدث ذلك كثيرا.   
9- التعدي على الأقباط لمنعهم من بناء الكنائس  ويكفى قتل أربع إخوة أقباط في برج العرب بالأسكندريه لظن البعض أن هؤلاء سوف يقوموا ببناء كنيسة وطبعا هذه حوادث متكررة وليست أول ولا آخر حادثه , وبالطبع هذا لايحدث مع المسلمين في أميركا في حاله بنائهم لدور عبادتهم  ومع الفارق الكبير في أن المسلمين في أميركا هم جالية بينما الأقباط في مصر هم أهلها و أصلها .
10- قيام دور العبادة بالهجوم على الأقباط واتهامهم بالكفر وأن مثواهم نار جهنم من خلال الميكروفونات العالية والتي تصل بالطبع إلى آذان الأقباط  وتكثر تلك الخطب كثيرا في الأحياء التي يسكنها أقباط لتكديرهم ليل نهار  وزيادة الشحن الطائفي ولتعييرهم علانية  وهذا بالطبع لا يحدث في الدول الراقية  المتحضرة .
11- حالات خطف الأقباط التي تحدث في مصر  خصوصا في نجع حمادى وسوهاج والمنيا  و طلب فديه  كبيره وذلك لإفقار الأقباط وتجفيف منابعهم المالية والغريبة أن الحكومة تعرف تلك العصابات بينما لا تأخذ إجراءا رادعا معهم  .
12- حالات خطف إناث الأقباط  وأسلمتهم التي تتم على مدار الأيام  دون وضع نهاية لهذا المخطط السخيف الممنهج .
13- إرهاب الأقباط اليومي والذي يحدث في الطريق وفى المواصلات ألعامه ومن التلسين عليهم بالكلام والإيماءات والبصق على الأرض عند رؤيتهم  بل ووصل الأمر إلى قص شعور الفتيات القبطيات في محطات المترو من قبل منقبات وذلك بهدف إرهاب القبطيات ودفعهم للتحجب وارتداء الزى الإسلامي وقد حدث ذلك مع الكثيرات وهذا ضد حق الإنسان فى اختياره للملبس والمظهر  وحقه في عدم فرض زيا أو ملبس معين له .
14 – تصعيب الحياة وتضييقها على الأقباط فمثلا :
- أحد الأخوة المتطرفين أشعل فتنه طائفيه بين المسلمين والمسيحيين وذلك لإستياءه من صوت المصلين داخل الكنيسة وطالبوهم بخفض صوتهم أثناء الصلاة  , برغم أن هذه الكنيسة ليست لها سماعات خارجية ولا هورن ( ميكروفون )  ولكنه نوع من الإذلال المتقن والمتعمد والممنهج ضد الأقباط , عمركم شفتم حاجه ذي كده !!!
- إذا كان قبطيا يملك جراجا فى بيته   يتعمد بعض جيرانه أن يركنوا سياراتهم امام باب جراجه  لتعطيله عن الخروج بسيارته مع العلم بوجود أماكن شاغرة كثيرة بالشارع ولكنهم يقوما بهذا للتضييق عليه ولا مانع أيضا من وضع القاذورات أمام منزله يوميا .
- في خلال مواسم الأعياد  يقوم البعض بإغراق الشوارع بالمياه أمام الكنائس  وخصوصا في الشوارع الطينية التي لا يوجد بها إسفلت  وذلك عمدا حتى تصبح الأرض ذلقه  فيسقط الأقباط وخصوصا السيدات  ليصبحوا اضحوكه الجميع .
- يقوم بعض الصبيه اللذين ينتمون لعائلات متطرفة بالاندساس وسط الأقباط في الموالد وأمام الكنائس لكي يتعمدوا التحرش بالقبطيات وأطفال الأقباط  لكي ما تحدث  مشاجرة فإذا ما حدثت تلك  المشاجرة تقوم فتنه في البلد وإذا ما صبر الأقباط على ذلك التحرش  يمر اليوم بتحرشه وقله أدبه .
15- الضغط الإرهابي على حرية التعبير وذلك عن طرق تهديد الكتاب والصحفيين بالقتل لكي يتوقفوا عن ألكتابه  وربما يقوموا فعلا بالتعدي على ذلك الصحفي أو الكاتب بالاصطدام بسيارته عمدا  حتى يتم إيذائه أو قتله  أو منعه من ألكتابه أيهما أقرب  وتوجد أمثله كثيرة على ذلك  وهذا يقف ضد حرية التعبير التي تكفلها وثيقة حقوق الإنسان العالمية . 
 
أعتقد بعد هذا السرد المطول لا يستطيع إنسان أن يدعى أن الأقباط يحصلون على حقوقهم كاملة ,
كتبت هذا المقال لكي يشعر أخي المسلم  بما يعانيه أخوه المسيحي داخل مصر ولكي ينهض المسلم مدافعا عن حق أخيه المسيحي في العيش بحريه وكرامه وعدالة اجتماعيه بما يتفق ومواثيق حقوق الإنسان العالمية ,
إلى أن يحدث هذا  مازلت مصرا على القول :
نعم نحن مضطهدون .