عزه صادق : إن غلق مدرسة وإن كان ليس بالشئ السهل، لكن لو أن هناك حالة مرضية واحدة ظهرت، هذه الحاله يمكنها أن تصيب كل المشاركين لها في الفصل.
د. راضى إبراهيم : قرار غلق مدرسة، هو الخيار الأخير بعد أخذ إحتياطيات تجنب العدوى.
الدكنورعبد الفتاح صبحى : الفرار يعبر عن الإنفصال التام عن واقع المجتمع وعن تأثيره تربويًا في العملية التعليمية.
الأستاذ وصفي عبد السيد : مرض أنفلونزا الخنازير سيكون إنتقاله أسرع من سرعة إتخاذ القرار.
تحقيق: ناهد صبري - خاص الاقباط متحدون
سادت حاله من الخوف بين العديد من الطلاب وأولياء الأمور، وإمتد الخوف ليصل إلى وزارة التربية والتعليم؛ رغبةً منها في حماية أطفالنا من الوباء الخطر. وجاء قرار اللجنة المشتركة من وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة بإغلاق المدارس التي يتم إكتشاف مرض أنفلونزا الخنازير، H1N1 بها ليحدث حالة من الرعب بين الأهالي، حيث أظهرت التجارب المتاحة من الترويج لأهمية النظافة، وأخلاقيات التنفس، وتخزين الإمدادات المطهرة وتهوية الفصول بشكل سليم، وتنفيذ ما يلزم من تدابير للحد من التكدس، عدم جدوى لوقف إنتشار العدوى في المدارس أو الحد منها داخل مباني المدارس وفى المجتمع المحلى على حد السواء.
وقالت منظمة الصحة بأن إغلاق المدارس في وقت مبكر جدًا تنصح به عدد 193 دولة عضوًا، كما ترى أن المنفعة الرئيسية تتمثل من غلق المدارس بشكل إستباقي في إمكانية خفض وتيرة إنتشار الفاشية في منطقة ما والتمكن بالتالي من تخفيف ذروة الإصابات بالعدوى، و كسب بعض الوقت لتمكين البلدان من تكثيف جهود التأهب أو تعزيز إمدادات اللقاحات أو الأدوية المضادة للفيروسات أو غير ذلك من التدخلات.
ترى د. عزة صادق المستشار الإعلامي لشركة المصل والقاح" أن غلق فصل أو غلق مدرسة وإن كان ليس بالشئ السهل، لكن لو أن هناك حالة مرضية واحده ظهرت، هذه الحاله يمكنها أن تصيب كل المشاركين لها في الفصل إذ غلق هذا الفصل أو غلق هذة المدرسة لمدة 15 يوم -وهى مدة حضانة الفيروس- يغلق الحلقه على الفيروس؛ بمعنى لو أن هناك 20 طالب إذا مرض أحدهم فإنه يعرض باقى الـ 20 طالب للعدوى لأنهم عاشروه، حيث إن المناعة الطبيعية للأمراض عند الأطفال هي أقل بكثير من الكبار.
فالأطفال هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض خاصة في المدارس، حيث إنتقال الجراثيم يكون أكثر سهولة، كل طفل يجلب العدوى معه إلى المدرسة ينقلها إلى بعض من الطلبة الآخرين الذين بدورهم ينقلونها من الصف الدراسي إلى المتعاملين معهم.
إن إغلاق المدارس حل مثالي، ومن المتوقع أن يعرقل إنتقال الأنفلونزا قبل أن تجد الأنفلونزا طريقها إلى الكثير من المنازل، فتصبح المدرسة مكانًا لتوزيع العدوى على المجتمع، وهذا نوع من أنواع الحجر الصحى وسيساعد المصاب على الراحه التي يتطلبها المرض بمجرد شرب السوائل وأخذ المسكنات فقط كأي نوع من الأنفلونزا فلا يجهد جهازه المناعي إذ الفيروس ضغيف جدًا.
ويرى د. راضي إبراهيم إستشاري المناعة والجهاز التنفسي بإحدى المستشفيات الخاصة، أن قرار غلق مدرسه هو الخيار الأخير بعد أخذ إحتياطيات تجنب العدوى وكلها إحتياطيات عادية جدًا في حالات ظهور الأمراض المعدية، كل ما فى الأمر أن هذه الإحتياطيات تكون مشددة بعض الشئ.
وبسبب بساطة أعراض المرض وطرق العلاج في شكله الحالي إلا إذا تحور، يستلزم تخفيف العبء على المستشفيات بقصر إستقبالها علي الحالات من أصحاب المناعة الضعيفة، والإكتفاء بعلاج الحالات الأخرى بالمنازل، مع إتباع الإحتياطات الوقائية اللازمة.
ويقرر الدكنور "عبد الفتاح صبحي" الخبير التربوي، إن الحكومة تحاول أن تصور لنا أن القرار جاء مدروسًا وتم بناء على خطة محكمة، لكن الحقيقة تؤكد أنه غير ذلك بالمرة، إذ من المفترض أن يسأل في القرار المدرسون وأساتذة الجامعات؛ لأنهم الأدرى بما يحدث داخل المؤسسات التعليمية، وأن متخذ هذا القرار لم يأخذ رأي أحد من خبراء التعليم في ذلك، وإتخذ القرار بطريقة تعبر عن الإنفصال التام عن واقع المجتمع وعن تأثير القرار تربويًا في العملية التعليمية، فالمدرسة مؤسسة تربوية قبل كل شئ.
ومن جهة أخرى فإن القرار سيؤدي لـ«سلق» المناهج؛ لأن المدرس يشعر بإحتمال غلق المدرسة، فيسارع في شرح المناهج خوفًا من غياب الطلاب، الأمر الذي يحدث كل عام (فماذا سيفعل هذا العام؟)
وبسؤاله عن مدى فاعلية القنوات التعليمية وإستخدامها في الدراسة كبديل للمدارس والجامعات، قال: «القنوات التعليمية مازالت في طور «التجريب» ولا تصلح تمامًا ليتم الإستعاضة بها عن المدارس والجامعات، وإذا كان طلاب الجامعات لم يعتمدوا عليها حتى الآن فكيف يستخدمها طلاب ما قبل الجامعي؟
ويقول "وصفي عبد السيد" ولى أمر أحد الطلاب : بدايةً فإن خطة الحكومة للتعامل مع ظهور مرض أنفلونزا الخنازير في المدارس تقول أنه في حالة ظهور حالة واحدة معمليًا أو أكثر في فصل واحد، سيتم غلق الفصل لمدة اسبوعين على أن يتم إتخاذ القرار من مديرية التربية والتعليم ومديرية الصحة والمحافظة. إذن البداية غير مطمئنة لأن مرض أنفلونزا الخنازير سيكون إنتقاله أسرع من سرعة إتخاذ القرار.
وبالنسبة للإحتياطيات الوقائية من (غسل اليدين وتهوية الأماكن المغلقة وخلافه)، الأكيد أننا جميعا نشك في تلك الإحتياطات خاصةً في ظل ظهور أول حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير داخل الجامعة الأمريكية،ووصلت إلى المدرسة البريطانية في الأسكندريه وهما من الجهات المشهود لها بالإلتزام وإرتفاع المستوى،
من حيث المباني والتجهيزات وظروف الدراسة بصفة عامة.
فإذا كانوا فشلوا في منع تسريب الفيروس إلى طلابهم، فهل تقدر على ذلك إدارة أي مدرسة حكومية في أي قرية أو عزبة أو نجع ؟