بقلم : ماجد سمير
"جمعية رعاية حقوق الحمير" ستشيد حتما بالمجهود الخارق للسادة المسئولين بعد نجاحهم غير المسبوق في منع تهريب عدد كبير من الحمير من مصر إلى قطاع غزة عبر الأنفاق، الخبر حقيقي وواقعي جدا بلا أدني "تهيأت" أو خيال خصب للكاتب أو "زغلله" في عيون القارىء، باستثناء الجزء الخاص "بجمعية رعاية حقوق الحمير" وإن كان من غير المستبعد تكوين منظمة أو هيئة تهتم بشئون الحيوان المسكين شديد الوفاء والإخلاص لأنه فعليا شريك الإنسان في الحياة على مدار قرون لاتحصى، لدرجة أن ايطاليا منذ عدة سنوات أصدرت طابع بريد يحمل صورة حمار تكريما للحيوان طيب القلب، لأنهم في بلاد "الاسباجتي والرافيولي والبيتزا والبرانزينو سولتو" يعتبرون الحمار شريكا في الحضارة والتاريخ.
لم أقرأ بقية الخبر لكني متخيل أن الحمير التي تم استردادها من المؤكد ستم تحويلها للضابط النبطشي بعدها ستلف كعب داير كل الجمهروية بعد اجراء عملية فيش وتشبيه للحدوة اليمين الأمامية فقط بهدف التأكد من عدم تورطها في جرائم أخرى مثل تهريب البرسيم على الحدود أو المضاربة في البورصة بشكل سلبي يهدف لزعزعة الإقصاد وربما ضرب مشروع النهضة في مقتل.
ولضمان نجاح عملية الكعب الداير وعدم تعرض المسئولين للمسائلة القانوية ستنتدب قوات أمن خاصة تجيد التعامل مع طبيعة الكائن الحي، وطبيب بيطري فضلا متخصص في تغذية الحمير لديه سابقة أعمال لا تقل عن 5 سنوات في مجال شبيه أو العمل المضني في فدانين برسيم و550 كيلو علف أو ايهما أقرب.
وفورا سيستغل حكامنا الجدد بمنتهى الحرفية – كعادتهم- الحدث أجل من المزيد من التلميع لهم ولمشروعهم وسنجد كل من ينتمي اليهم جالس أمام الكاميرا حاملا في يده "فوط تلميع" منطلقا في كل الفضائيات للتعبير عن مدى ابداع حزبهم وجماعتهم ومرشدهم، حكامنا الجدد يهمم الرأى العام العالمي، خاصة من يتهمهم بالقصور الشديد في مجال حقوق الانسان، لأنهم مدركون تماما أن الشارع لم يعد لهم ولن يكسببوا صوتا واحدا فوق اتباعهم لأن كل عاصري الليمون اعلنوا الندم التام والموت الزؤام على الخطأ الفادح الذي أصاب الوطن بحموضة، لم يصلح لها اي نوع من الفوار.
وبعد اتمام عملية "الكعب الداير" يكتشف أولي الأمر أن الحمير بريئة وغير مطلوبة على ذمة قضايا أخرى ويجب اخلاء سبيلها فورا وعودتها لقواعدها سالمة غانمة، ويخرج على الفضائيات المدافعون والمزايدون والمتحذلقون والخائفون على حقوق الحمير وضياعها وينقسم المجتمع بين مدافع ومهاجم وربما أيضا مُكفر للحمير، رغم أنه لايوجد على مدار التاريخ حمار اضطهد حمار آخر لأنه لونة غامق أو مختلف عنه في طول الذيل أو وزن الحدوة، لم نسمع ولو مرة واحدة حمار باع صوته من أجل حفنة البرسيم ورغم ذلك ستظل الحمير وسطنا مظلومة ولن تجد من يدافع عنها حتى ظهور "جمعية رعاية حقوق الحمير" |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |