بقلم: فيولا فهمي
الناس في بلدي ياولدي يتناحرون ويتطاحنون ويتكاسرون ويفترسون بعضهم بعضًا، لأن الإستقرار المادي قليل والهدوء النفسي شحيح و صراع الذئاب في بلاد الحسرة والخراب كثير وكثير، فإن العنف المضاد بين العباد يتنامى بالجملة وبالدفعات، وليس غريب أن تنتقل الحرب بين السياسين والنشطاء في عصرالتكنولوجيا والإليكترونيات من التجمعات و المؤتمرات وساحات الشوارع إلى الإنترنت وفضاء الإفتراضيات، فإنتشرت المؤتمرات الإليكترونية، وتبادل الإتهامات على الرسائل الهاتفية والإيميلات والآن قد بدأت حرب الإذاعات الإليكترونية. 

وربما تعدد الإذاعات الإليكترونية التابعة للمنظمات الحقوقية أو التي تم إنشائها بالمبادرات الشخصية آثار إستياء الحزن الوطني الذي يريد أن يملأ جميع الفراغات مثلما ملأ حياتنا بمختلف الكوارث والمصائب و التناقضات، فلقد قررت القيادات الشبابية للحزب الهمام أن تنشأ الإذاعات بعد مرحلة المواقع الإليكترونية والمدونات، والأمر في حد ذاته ليس سببًا كافيًا لتفريغ شحنة الغضب والإنتقادات من الحزب الوطني، ولكن المشكلة أن قيادات الحزب إختاروا العراك والتشابك والخلافات على الحياة الإفتراضية وإبتعدوا عن المنافسات الحزبية على الساحات العلنية أو التواصل مع القواعد الشعبية أو التركيز على تنمية الوعي والتثقيف لجميع 
الفئات.

لذلك فإنه إستحق أن يحصل على لقب حزب المعارك الإليكترونية بعد أن خسر معركته مع التنمية الإقتصادية والإصلاحات الدستورية وإنتعاش الحياة الثقافية، كما أنه تنازل بمحض إرادته عن تقديم كافة الخدمات الصحية والتعليمية والإجتماعية لصالح حملات النهب من رجال الأعمال ذوي الثقافات الإحتكارية، وبدلاً من أن يكون حزب المهمشين و المتعشوئين أصبح حزب الأثرياء والمستغلين والمحتكرين والمتاجرين بهموم المواطنين المطحونين.