ماذا يريد العريان من الإمارات؟
إسماعيل حسنى
١١:
٠٨
ص +02:00 EET
الخميس ٢٠ يونيو ٢٠١٣
بقلم إسماعيل حسني
لا يكتفي الإخوان بما يحققونه في مصر من كوارث على الصعيد الداخلي، من تمزق سياسي، وإنفلات أمني وإرهابي، ونقص حاد في الوقود والكهرباء والسلع الإستراتيجية، بل تمتد أياديهم لتعبث بأمننا القومي وتفسد علاقاتنا بالشعوب الشقيقة والمجاورة، إما عن مراهقة وسوء التقدير أو تصفية لحسابات خاصة بالتنظيم العصابي الدولي لجماعة الإخوان.
فلم نكد نفيق من فضيحة إذاعة الإجتماع الرئاسي حول سد النهضة الإثيوبي التي أدت إلى انهيار مكانة مصر في إفريقيا، وتكتل كل الدول الإفريقية في مواجهتنا حتى فجعنا بقطع العلاقات التاريخية مع الشقيقة سوريا التي كانت يوما إقليم مصر الشمالي، واليوم يحاولون إفساد علاقة شعب مصر الودية بل والحميمية مع حكومة وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة، والله يعلم من الأشقاء الآخرين سيأتي دوره غدا.
ففي خطبة حنجورية خرقاء بمجلس الشورى الإخواني الباطل قام عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان بفتح النار على دولة الإمارات متوعدا أبناء شعبها بتسونامي نووي إيراني يجعل منهم عبيد لدى الفرس.
ورغم أن هذا العريان لا يمثل إلا نفسه وجماعته المحظورة قانونا والمرفوضة شعبا، ورغم أن الناس قد اعتادت على تصريحاته الرعناء التي يسعى بها للبقاء في دائرة الضوء تعويضا عما يعانيه من تهميش داخل جماعته فلم يعد أحد يعيره انتباها، إلا أن تصريحاته هذه المرة قد آلمت المصريين جميعا لأنها مست بلدا عربيا شقيقا استطاع مؤسسه الشيخ زايد رحمه الله بفيض محبته وعطاءه أن يجعل له مكانا خاصا في قلب كل عربي، وشعبا ودودا خلوقا عاشق لمصر ومحبا للمصريين، وأصابت في الصميم عشرات الالاف من الأسر المصرية التي تعتبر الإمارات وطنا ثانيا لما تجد فيها من حفاوة وتكريم واعتبار، لهذا كله هب المصريون من كل حدب وصوب وعلى اختلاف مشاربهم وألوانهم للتنديد بهذه التصريحات واستنكارها، وتلقين صاحبها دروسا لن ينساها مهما بلغ حقده أو أعماه جهله.
إلا أن السؤال الذي تطرحه هذه التصريحات البذيئة ويجدر بنا أن نبحث له عن إجابة هو ماذا يريد العريان من حكام دولة الإمارات ؟
هل يريد منهم التفريط في سيادة واستقلال بلادهم، وغل يد العدالة عن ملاحقة الخارجين عن القانون، ومن يحاولون زعزعة أمن واستقرار البلاد، كما تفعل جماعته في مصر؟
هل يريد منهم فتح أبواب بلادهم للعصابات الأيديولوجية حتى تتحول الإمارات من واحة للإستقرار إلى ساحة للإقتتال الفكري والعرقي والمذهبي، كما تفعل جماعته في مصر؟
هل يريد منهم إيقاف عجلة البناء والتنمية الحضارية في البلاد والتي أصبحت نموذجا يحتذى والتفرغ لاجترار أحلام الماضي، وبناء قصور من الأوهام الإمبراطورية، كما تفعل جماعته في مصر؟
أم أن السيد العريان قد قصد بتلك البذاءات استفزاز حكام الإمارات ليخرجوا عن تقاليدهم الراسخة في التعامل الدبلوماسي الهادئ مع الأزمات إلى اتخاذ إجراءات انفعالية بحق الجالية المصرية في الإمارات فتتخذها جماعته ذريعة للإيقاع بين الشعبين والتغطية على إحالة بعض كوادر الجماعة إلى المحاكمة بتهمة بالتآمر على أمن واستقرار الإمارات؟
وأخيرا هل تعتبر تصريحات العريان إعترافا منه بأن جماعة الإخوان قد أصبحت رأس جسر لأحلام التوسع الإيراني في المنطقة، والبوق الذي يقوم بتوزيع رسائل التهديد الشاهنشاهية على الإخوة والأشقاء؟
لا يتوقع أحد من الإخوان المسلمين وهم يتاجرون بدين الله أن يتحلوا بحسن الخلق في التعامل مع شركاء الوطن ولا مع الأشقاء والجيران، إلا أن عمق وأصالة الروابط بين الشعبين المصري والإماراتي الشقيقين كفيل بتفويت الفرصة على كل مغرض أثيم.