الأقباط متحدون - البابا: توازنات لبنان نموذج يحتذى عربيًا
أخر تحديث ٠١:٠٣ | الجمعة ١٤ سبتمبر ٢٠١٢ | ٣ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٣ السنة السابعة
إغلاق تصغير

البابا: توازنات لبنان نموذج يحتذى عربيًا


 من عقر دار مسيحيي الشرق يندد بالأصولية

حاملًا شعار السلام للشرق الأوسط، وصل البابا بنديكتوس السادس عشر ظهر الجمعة إلى لبنان، في زيارة تستمر ثلاثة أيام وتنطوي على حساسيات كبرى في هذا البلد الذي تخيم عليه الأزمة السورية.
 
بيروت: اعلن البابا بنديكتوس السادس عشر عند وصوله الى بيروت الجمعة ان "التوازن اللبناني الشهير" يمكن ان يشكل نموذجا لكل الشرق الاوسط وللعالم باسره. وقال البابا في كلمته اثر وصوله الى بيروت في زيارة تستغرق ثلاثة ايام ان "التوازن اللبناني الشهير والراغب دائما ان يكون حقيقة واقعية سيتمكن من الاستمرار فقط بفضل الارادة الحسنة والتزام اللبنانيين جميعا، انذاك وحسب سيكون نموذجا لكل سكان المنطقة والعالم باسره".
ودعا البابا الى وقف ارسال الاسلحة الى سوريا حيث يدور نزاع مسلح اوقع الاف القتلى. وقال للصحافيين في الطائرة التي اقلته من روما الى بيروت "ان ارسال الاسلحة يجب ان يتوقف نهائيا، لانه بدون ارسال الاسلحة لا يمكن للحرب ان تستمر".
 
واضاف البابا امام المراسلين الذين رافقوه في الطائرة "بدلا من ارسال اسلحة الذي يعتبر خطيئة كبرى، من المناسب ارسال افكار السلام والخلق والمحبة". وتابع البابا "يجب مطالبة رجال السياسة بالالتزام فعليا بكل قواهم (...) من اجل السلام وضد العنف".واقترح البابا "بادرات واضحة للتضامن مثل ايام صلوات للمسيحيين والمسلمين".
وانتقد الاصولية معتبرا انها "تحريف للدين". وقال البابا إن "الاصولية هي دائما تحريف للدين. مهمة الكنيسة والاديان هي تنقية نفسها. هذه المهمة يجب ان تجعل من الواضح ان كل رجل هو صورة عن الله يجب ان نحترمها بالاخر". واعتبر الانتفاضات في العالم العربي التي ادت الى الاطاحة بانظمة ديكتاتورية في تونس ومصر واليمن بانها "ايجابية".
 
ووصل البابا الى مطار رفيق الحريري الدولي ظهر الجمعة ليبدأ زيارة رسمية وراعوية الى بيروت تستمر ثلاثة ايام حيث يتوقع ان يوجه رسالة تدعو الى التعايش بين المسيحيين والمسلمين. وحطت طائرته عند الساعة 13:40 (10:40 تغ) في المطار حيث ينظم له استقبال رسمي قبل ان يتوجه الى حريصا على بعد 29 كلم شمال شرق بيروت حيث يوجد مقر السفارة البابوية. وتوافدت الشخصيات الرسمية والدينية الى مطار رفيق الحريري الدولي الجمعة لاستقبال البابا.
 
وفي الطريق الى المطار نصبت اعلام الفاتيكان ولبنان والبطريركية المارونية مع صور البابا والرئيس اللبناني ميشال سليمان. كما نصبت صورة عملاقة عليها صورة البابا مع شعار "سلامي اعطيكم" بالعربية والايطالية بالاضافة الى لافتات الترحيب.
وفي مدرج المطار نصبت منصة رسمية زينت بالابيض والاصفر وضع عليها كرسيان للبابا والرئيس اللبناني وفي المقابل جهزت مقاعد الرسميين لاستيعاب حوالى 200 شخصية من رسميين وممثلي الطوائف.
وفي اجواء فرح كان الشبيبة ممثلو الحركات الرسولية يرددون هتافات مرحبة بالبابا حاملين الاعلام مع النشيد الوطني ونشيد الفاتيكان. ورفعت لافتة كتب عليها "لبنان اكثر من وطن، انه رسالة" مستعيدة كلمات البابا الراحل يوحنا بولس الثاني خلال زيارته الى لبنان في 1997. ويرافق البابا وفد كبير من الكرادلة.
 
وتعتبر زيارة البابا زيارة دولة تاتي تلبية للدعوة الرسمية التي وجهها اليه الرئيس اللبناني ميشال سليمان وزيارة راعوية تلبية لدعوتي مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك ومجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان على اثر انعقاد السينودوس حول الشرق الاوسط في تشرين الاول/اكتوبر 2010.
واستكمل لبنان التحضيرات لاستقبال البابا في زيارته "التاريخية" الى لبنان التي تنطوي على تسع محطات اساسية: ثلاث منها خاصة بزيارة الدولة، وأربع خاصة بالزيارة الراعوية واثنتان مشتركتان. وقد وضعت السلطات اللبنانية كل اجهزتها الامنية في حالة استنفار تمهيدا لزيارة البابا التي تاتي في ظل مخاوف من تداعيات الازمة السورية على هذا البلد.
 
وأكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان الخميس خلال تفقده التحضيرات لزيارة البابا الى القصر الجمهوري "مواكبة جميع اللبنانيين لزيارة قداسة البابا وأن كل لبناني هو بمثابة خفير لعدم حصول اي خلل أمني". ولم يشأ البابا الغاء هذه الزيارة التي قد تكون الاصعب خلال فترة ترؤسه الكنيسة الكاثوليكية، بسبب المأساة التي يعيشها العديد من المسيحيين في الشرق، مهد المسيحية، بسبب خصوصا تصاعد موجة الاسلام المتطرف.
 
وتنظم للبابا استقبالات حاشدة في مختلف محطات زيارته التي تلاقي ترحيبا كبيرا. وعنونت صحيفة "النهار" اللبنانية الجمعة "14 ايلول، البابا عندنا" فيما كتبت صحيفة "السفير" في افتتاحيتها "اهلا وسهلا بالبابا المستنير الذي توجه الى المنطقة بتحية "سلامي اعطيكم" وعنونت "لبنان يرحب بالبابا بالقلق على سوريا ومنها".
من جهتها عنونت صحيفة "الانوار"، "ترحيب مسيحي-اسلامي بزيارة البابا" فيما عنونت البلد "بركة السلام في لبنان". وفي عنوان صحيفة المستقبل "كل لبنان يستقبل البابا اليوم" وفي "الجمهورية" "لبنان ينتظر زيارة السلام".
 
في جونيه، المنطقة المسيحية الواقعة على بعد عشرين كيلومترا شمال بيروت، ويقول ايلي مخيبر (23 عاما) الذي تطوع للمساعدة في التحضيرات ان زيارة "البابا تشعرني باننا لا نزال مهمين في هذا الشرق. انا سعيد لانني اشارك في حدث تاريخي" مضيفا "هذه الزيارة تحيي فينا الامل".
من جانبها تقول ليليان خليفة (50 عاما) "اكثر ما يسعدني في الزيارة انها اسكتت السياسيين على شاشات التلفزة المشغولة بالحديث عن الزيارة، وانصرف السياسيون والمواطنون اجمعون للتحضير للزيارة والترحيب بالحبر الاقدس، انها نعمة وزيارة عظيمة".
 
وعلى طريق المطار رفعت يافطات صفراء كتب عليها "اهلا بكم في وطن المقاومة" مع توقيع حزب الله. ويقول محمد (40 عاما) الذي يعمل في محل على طريق المطار ان البابا "رجل دين وياتي برسالة سلام ومفروض انه ياتي لحمل المحبة ورسالة تعايش" مضيفا "ما لا يعرفه الغرب عن الاسلام، انه يوجد تقارب بين المسيحية والاسلام في الشرق".
وتاتي الزيارة في وقت تشهد سوريا المجاورة نزاعا داميا قتل فيه اكثر من 27 الف شخص بحسب ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان منذ انطلاق حركة احتجاجية فيها منتصف اذار/مارس 2011 تعرضت للقمع على ايدي السلطات. واعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الخميس ان البابا سيدعو خلال زيارته الى لبنان الى وقف دوامة العنف في سوريا والى وقف الدعم "بالمال والسلاح" لاي طرف.
 
وينظم للبابا لدى وصوله بعد ظهر اليوم حفل استقبال في مطار رفيق الحريري الدولي يتوجه بعده الحبر الاعظم الى حريصا (29 كلم شمال شرق بيروت) حيث مقر السفارة البابوية. وسيوقع في بازيليك القديس بولس الملاصقة للسفارة الارشاد الرسولي للسينودوس الخاص لمجمع الاساقفة من اجل الشرق الاوسط، وهو بعنوان "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط: شركة وشهادة".
و"الارشاد الرسولي" ياتي بعد 15 عاما على اطلاق البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الارشاد الخاص بلبنان خلال زيارته لهذا البلد في العام 1997. ويلتقي البابا السبت الرئيس اللبناني ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ثم رؤساء الطوائف الاسلامية، واعضاء الحكومة ومؤسسات الدولة والهيئات الدبلوماسية ومنظمات شبابية.
 
وسيكون على لقاء مع شبيبة لبنان بعد ظهر السبت في باحة مقر البطريركية المارونية في بكركي القريبة من حريصا. ويتخلل هذا اللقاء اناشيد وتراتيل وهو تحت عنوان "سلامي اعطيكم"، وهو الشعار الذي اختاره البابا لزيارته.
ويتوج البابا زيارته بقداس يترأسه عند الواجهة البحرية لبيروت حيث جهز المكان ليتسع لاكثر من مئة الف شخص. وكان البابا وجه الاربعاء من الفاتيكان نداء من اجل "السلام المرغوب جدا" في الشرق الاوسط في نطاق "احترام الاختلافات المشروعة".
واكد البابا الاحد ان زيارته "الرسولية الى لبنان وعبره الى الشرق الاوسط باكمله توضع تحت علامة السلام". وسيلقي البابا سبعة خطابات على الاقل خلال هذه الرحلة ال24 الى الخارج منذ انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية عام 2005.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.