الأقباط متحدون - الفنون القبطية والكنائس المصرية
أخر تحديث ١٣:١٣ | الأحد ١١ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش٣ | العدد ٣١٨٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الفنون القبطية والكنائس المصرية

بقلم مدحت بشاي
على دير العدرا ودينـى / زاد فرحى والرب داعينى / أمدح فيك بصوت رنـان / يا شفيعة يـا أم الديــان /تدعينى وأنا أجيك فرحان / على دير العـدرا ودينـى .. ، وفي الثقافة المسيحية الفولكلورية الكثير من الأغاني ، والتي تغنى بها المواطن المسيحي في مناسبات عديدة ، والتي منها في مناسبة الذهاب لزيارة القدس.. 

 "على فين يا مقدسة بتوبك القطيفة / رايحة أزور المسيح وأعول الضعيف".
أما الأيقونة وتاريخها المحفور في تاريخ الثقافة المسيحية والكنيسة المصرية فحكايتها حكاية ..   "أيقونة" في كتب تاريخ الفن المسيحي هي تعريب للكلمة اليونانيه "أيكون" التي تعني صورة أو شبه، مثال. تُكتب الأيقونة وفق أساليب معينة واعتبارات لاهوتية محددة، لترتقي بحياة الناظر إليها من الأمور الإرضية الى الأمور الروحيه. الأيقونة القبطية هي فلسفة كنسية روحانية تُساعد على ترسيخ الإيمان والمعرفة في الشعب، وتُعتبر الأيقونة أيضاً عظة وكتاب مرسوم مُسجل بلغة بسيطة جامعة يقرأها الكل دون تمييز بين لسان ولسان، يُترجمها الأمي بلغة بسيطة

كمن يقرأ كتاب أو يسمع عظة، ويلتمس فيها المُتعلم والمُثقف ما تعجز المؤلفات من الإفصاح عنه. يستطيع الأمي العاجز عن قراءة الكتب أن يذكر الأعمال المملؤة شجاعة التي قام بها القديسون بإخلاص، كأيقونة الشهيد مار جرجس، ومار قاريوس أبو سيفين، والقديسة دميانة والأربعين من العذارى، وغيرهم من القديسين. عندما نتأمل في الأيقونة، فنحن لا نقف عند حدود جمال الفن أو عدمه، ولكنها ترفع الفكر الى ما وراء الألوان والمادة إلى شخص صاحب الأيقونة، وتمزج مشاعرنا بمشاعره، فنقرأ فيها حياة صاحبها كلها في نظرة واحدة، وتملأنا بعواطف جديدة من حياته المُنيرة، لأنها تنطق بجهاده الذي قدمه وتشهد للأكاليل التي نالها، وتهتف بالمجد العتيد.

و"الأيقونة" كما يصفها الباحث في التاريخ المسيحي " قديس ماثل بحياة عبقها الجهاد والغلبة وأكاليل البر والقداسة فهي رسم يصور عمل قديسه ،وعندما نتأمل الأيقونةث لا نقف عند حدود جمال الفن أو عدمه ولكنها ترفع الفكر إلى ما وراء الألوان والمادة – إلى شخص صاحبها- وتمزج مشاعرنا بمشاعره. حينئذ نقرأ فيها قصة حياة صاحبها كلها في نظرة واحدة وتملأنا بعواطف جديدة من حياته المنيرة فهي يحث فتنطق بجهاده الذي قدمه وتشهد للأكاليل التي نالها وتهتف بالمجد العتيد أن يتمجد به.التاريخ المسيحي..

لذلك سعدت بدعوة صديقي الفنان السكندري عادل نصيف ( وهو أحد أبرز فناني الجداريات والأيقونات والصور المسيحية ، وأعماله مقتناه في عدد كبير من الكنائس في مصر والخارج ) لحضور افتتاح معرض " طريق الخلاص " الذي تنظمه مطرانية الطائفة الأسقفية بمصر ، لأن العقيدة المسيحية قد اعتمدت على سرد قصص الكتاب المقدس وسيرة السيد المسيح وسير القديسين على الصورة كوسيلة تعبير ، ولقد كانت أعمال فنان عصر النهضة وأقرانه في العصور الوسطى في أوروبا ، وفي مقدمتهم العبقري مايكل أنجلو خير شاهد على توثيق الكثير من الرؤى للحكاوي المسيحية بروعة وتقنية هائلة ..
ولذلك سعدت بتشارك كنائسنا المصرية لإقامة معرض "طريق الخلاص" لإعادة دعم وإحياء فن الأيقونة على الطريقة المصرية ، وقد شارك في المعرض : شارك في المعرض : د. فريد فاضل ، صلاح بطرس ، وجدي حبشي ، كازيل حمصي ، فلك نوح ، جمال لمعي ، مكرم حنين ، عادل نصيف ،بيير ميشيل ، ناثان دوس . 

قال الأنبا تواضروس الثاني في افتتاح المعرض : لقد سررت بلقائي بالفنانين الذين شاركوا في هذا المعرض الجميل وأشكرهم جميعاً على هذا الفن الراقي الذي يصور لنا حياة السيد المسيح وآلامه وموته وقيامته وخلاصه لنا نحن البشر . إنني أقدر دور الفن في الإلهام والتأمل الروحي ، لذلك نجد أن الكنيسة شجعت الفنون على مر العصور كوسيلة هامة لإيضاح أحداث الكتاب المقدس وحياة القديسين .

أما المطران منير حنا فقال : لقد تكونت الفكرة وراء " طريق الخلاص " في قلبي منذ وقت طويل . عندما زرت معرض بعنوان " رؤية الخلاص " في المتحف الوطني للفنون بلندن وتمنيت أن نقوم بمعرض مماثل يشترك فيه فنانون مصريون لنوضح قصة حب الله لشعبه عبر التاريخ .

وقد وصف الفنان د. فريد فاضل منسق عام المعرض بأنه قصة محبة الله العظمى للإنسان منذ بداية الخليقة حتى يومنا هذا كما يستشرف أجسادنا بمجيء المسيح ثانية إلى أرضنا الفانية ، فمنذ سقوط آدم وحواء في جنة عدن والله يخطط لإنقاذ الإنسان من الهلاك الأبدي ، ولم يكن ذلك بفعل أمر أو كلمة من فمه أو حتى وثيقة للصفح والمغفرة ، بل قد كلفه ذلك تضحية لا مثيل لها على مر الأزمنة حيث بذل الله ابنه الوحيد ليموت ميتة شنيعة على صليب العار وبذلك يحمل خطايا البشرية كلها في جسده ويتحد حكم الله العادل " أجرة الخطية هي موت " مع رحمة الله اللانهائية " لأن إلى الأبد رحمته " .

يبقى أن أحيي من حاول من الفنانين دعم الإحساس المصري في رسم " الأيقونة " وفي مقدمتهم الفنان الرائع " عادل نصيف ، وسعادتي غامرة باهتمام قداسة البابا "تواضروس الثاني" بمناقشة كل فنان حول أعماله وتبادل الأراء بثقافة ووعي فنان ومواطن مسيحي مشوق لكل إبداع جديد ..




 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter