الأقباط متحدون - سلامات يا حكومة
أخر تحديث ١٣:٢٩ | الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ١٦ | العدد ٣١٠٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سلامات يا حكومة

حكومه الببلاوي - ارشيفيه
حكومه الببلاوي - ارشيفيه

 «لا عودة لنظام مبارك ولا نظام مرسي».. عبارة ذكرها بصيغ مختلفة كبار المسؤولين في النظام الحالي، وهو أمر يدعو للدهشة والتساؤل هل انقضى نظام مبارك ومرسي؟! أليس النظام معناه التوجهات والسياسات قبل الوجوه والأشخاص؟! ثم ما هي ملامح وطبيعة النظام الذي أتى بديلا لهما؟! وهل قام بتغير محدود في النظام السابق أم بقطيعة كاملة؟!

 
فعلى المستوى النظري فإن حكومة الببلاوي هي حكومة ثورة 30 يونيو المكملة والمصححة لمسار يناير 2011، وفرضت عليها الظروف وضع حكومة الحرب، وموكل إليها في الأساس تأسيس نظام بديل للأنظمة السابقة في الرؤية والإدارة، وإعادة بناء دولة طال الانهيار مؤسساتها (باستثناء وحيد هو القوات المسلحة) على أسس جديدة وحديثة.
 
أما على أرض الواقع، فإن النظام (الحالي) كلف الدكتور حازم الببلاوي المولود عام ستة وثلاثين من القرن الماضي بتشكيل وزارة كان مناسبًا لها قبل عشرين عامًا! وبدلا من أن تكون حكومة حرب محدودة العدد ومحددة الهدف جاءت الوزارة لتضم ستة وثلاثين وزيرًا، بالإضافة للببلاوي!
 
وبُني تشكيلها على قاعدة التوازن بين التكنوقراط وممثلي الثورة، ولذلك تم التغاضي عن تاريخ بعض الوزراء الذين ارتبطوا بشكل أو بآخر بالنظام السابق كوزراء تكنوقراط، أما حصة الثورة فوصلت لمن وضعوا العجلة أمام الحصان، وهو خلل واضح في تطبيق القاعدة ومن يمثل كل فصيل فيها.
 
وعلى مستوى الرؤية غابت الخطة الاستراتيجية وتم دفع الجيش والشرطة لصدارة المشهد، فتحمل ضباط وجنود ومجندون، يفتقدون التقنية والتدريب في غالبيتهم، مسؤولية حماية الدولة وأجهزتها، فكانوا أفضل ممثل لإرادة شعب اختار الحرب على إرهاب الإخوان وأتباعهم.
 
ومع تمركز الأمن في مناطق المواجهة الساخنة، سد الشعب غياب وقصور نظام تبنى الحل الأمني الذي طالما ركن إليه النظام (السابق)، وتولى بنفسه رد محاولات الإخوان التخريبية ومظاهراتهم في عموم قرى مصر.
 
وتبقى مخاطر المواجهة الأمنية منفردة لتخلق مشكلات أكثر مما تمثل حلا، خاصة مع استخدمها في منطقة ترث تراثًا سيئًا مع الدولة الأم ومع وإدارتها المركزية على مدار عقود، مما قد يقوي نزعة العزلة أو الانفصال.
 
وبدلا من فرض سياسة التقشف أو تعديل مسارات الإنفاق بما يتناسب وحالة الحرب وحال دولة تم تجريف ثرواتها، قامت الحكومة بفك وديعة مربوطة منذ حرب الخليج الثانية، واستخدمت 9 مليارات دولار منها أي ما يعادل60 مليار جنيه، بالإضافة إلى 11 مليار من دول الخليج في الإنفاق على احتياجات يومية طارئة في ستة أشهر فقط!
 
فنحن أمام نظام يتحرك برد الفعل وسياسة اليوم بيومه.. نظام لم يحدد تحديات المرحلة وأوليات مواجهتها.. نظام يستخدم رصيد غضبة الشعب ضد الإخوان، رافعًا شعار انتهت صلاحيته وهو «لا صوت يعلو على صوت المعركة»، معلنًا عدم عودة النظام (السابق)، سواء مبارك أو مرسي! والحقيقة الوحيدة أنه لا حاجة لعودتهما، لأن سياساتهم لا تزال حاكمة بالفعل، وسلامات يا حكومة النظام (الحالي)!

نقلا عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع