حسن عابدين: حصل علي مليون جنيه من الإعلانات وصلي عليه الشعراوي

 

كان حسن عابدين آنذاك في شهرة عادل أمام الآن : سيدا للمسرح ، ونجما للشباك السينمائي ، وعميدا للأعمال التلفزيونية الناجحة .. ولهذا إختارته الشركة العالمية ، عنوانا لحملتها الإعلانية في مصر والعالم العربي .. وحصل في مقابلها علي أعلي أعلي أجر حصل عليه ممثل مصري منذ أن بدأ عالم التمثيل والفن في مصر ( مليون جنيه ) . 

 

 

 

حسن عابدين ، سليل عائلة سياسية كبري ، وواحدا من ضباط حرب فلسطين الأولي عام ١٩٤٨ ، وأصيب في هذه الحرب ، وبعد سنوات من النجاح المدوي في عالم الفن ، سقط ميتا كالشهاب ، وصلي علي جثمانه الشيخ الشعراوي .. 

 

 

 

لم يدخل حسن عابدين عالم الفن بالصدفة وإنما كانت هناك مقدمات ساهمت فى تكوينه، فوالده الحاج عبدالوهاب عابدين كان عين أعيان بنى سويف، وكان يهتم فى نفس الوقت بأمور الثقافة والفكر والسياسة، فيعقد صالونا سياسيا وثقافيا كل خميس فى القرية، يجمع فيه أعيان بنى سويف وقت أن كانت مديرية، وفى هذا المناخ تربى حسن يستمع إلى الثقافة والسياسة، وأحب التمثيل الذى كان موهوبا جدا فيه .

 

 

 

وبالطبع لم يكن فى ذهن والده أبدا أن ابنه سيحترف الفن، فقد كان الوالد يرى التمثيل عيبا جدا، ولا يليق باسم العائلة، وتحايل حسن على ذلك بقبول وظيفته متواضعه في القاهرة، كان رئيسا لقلم المحضرين فى وزارة العدل، وأفادته هذه الخطوة بأن جعلته فى أحضان المسرح العسكرى، وكان من دفعته وأصدقائه الفنان حسن حسنى والفنان إبراهيم الشامى، وكان فضيلة الشيخ الشعراوى أحد أهم أصدقائه من خارج الوسط الفنى، حتى أنه فى يوم وفاة عابدين صلى الشعراوى إماما بالمصلين للجنازة فى قريته ببنى سويف التى دفن فيها.

 

 

 

وفي حوار أجرته جريدة النهار مع خالد نجل الفنان الراحل حسن عابدين كشف فيه عن محاولة والده إعتزال الفن وقال : "أثناء تقديم مسرحية «عش المجانين» مع الفنان محمد نجم سافر لأداء العمرة وهو واقف في قبر الرسول شاهده الحرس هناك فقال له أحدهم إبعد من هنا أنت ممثل فذهب وهو يبكي وتأثر بهذا الموقف وعاد من هناك وهو مقرر الاعتزال.. وكان لا يفعل شيئا سوى الذهاب للمسجد عند كل صلاة ويعود للمنزل فقط".

 

 

وقال لمحمد نجم "أبحث عن ممثل غيري وأنا سوف اشتغل أي عمل آخر"، الى ان جاءه صديقه الفنان ابراهيم الشامي وقال له نذهب الى الشيخ الشعراوي ونستفتيه والذي يقوله هو الذي سينفذ.

 

 

 

 

وبالفعل ذهب الى الشيخ الشعراوي وأصبح من وقتها تربطهم علاقة قوية جداً فقال له الشعراوي لم يصح ان نترك الفن لبعض النجوم الذين يقدموا شيئا رخيصا للناس وتبعد انت بل اجتهد ان تقدم شيئا نافعا للناس ويقدم لهم نصيحة حسنة.

 

 

جاءت لديه هو والشيخ الشعراوي والفنان ابراهيم الشامي فكرة إنشاء المسرح الاسلامي ولكنها  لم تكتمل، وقدموا معاً حلقات للتلفزيون بعنوان «نور الهدى» تناقش مشاكل اجتماعية، وكانت مع الفنانة ليلى طاهر وكل النجمات تظهر بالحجاب وبعد الحلقة يعلق الشيخ الشعراوي على أحداث الحلقات برأي الدين وهذه الحلقات لم يذع منها سوى ثلاث فقط من حوالي 25  عاما ، بعدها توقفت الى الآن، في الختام يكون الرحيل هكذا هي الدنيا بمرارة على فراق والده يروي خالد اللحظات الأخيرة للفنان المحبوب حسن عابدين: أثناء عرض مسرحية بولوتيكا في الاسكندرية تعرض لتعب وارتفاع في درجة الحرارة فعاد الى القاهرة ودخل المستشفي وقام بعدة تحاليل وقال الطبيب عنده لوكيميا وظل بها عشرين يوما.. بعدها سافر بمصاحبة أخي الأكبر طارق الى انجلترا وظل هناك حوالي شهر وفي يوم الاثنين المواقف 6-11-1989 إنتقل الى رحمة الله وعاد ليدفن في بني سويف.