الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. مقتل الليثى ناصف قائد الحرس الجمهورى فى لندن وزوجته تتهم السادات
  • ١٩:١٠
  • الجمعة , ٢٤ اغسطس ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم.. مقتل الليثى ناصف قائد الحرس الجمهورى فى لندن وزوجته تتهم السادات

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٤٤: ١١ ص +03:00 EEST

الجمعة ٢٤ اغسطس ٢٠١٨

مقتل الليثى ناصف قائد الحرس الجمهورى فى لندن وزوجته تتهم السادات
مقتل الليثى ناصف قائد الحرس الجمهورى فى لندن وزوجته تتهم السادات

فى مثل هذا اليوم 24 اغسطس 1973م..
سقط الفريق الليثى ناصف، قائد الحرس الجمهورى السابق، من شرفة الشقة التى يقيم فيها فى برج «ستيوارت» بالعاصمة البريطانية لندن، وتوفى فور ارتطامه بأرض الشارع، و«أطاح عنصر المفاجأة الأليمة برفيقة حياته التى كانت تبكى فى حرقة، وتطالب بدفنه بعد الاتصال بالملك حسين عاهل الأردن، والملك الحسن عاهل المغرب، لأنهما من سلالة النبى، صلى الله عليه وسلم»، وذلك وفقا لرواية الدكتور مصطفى الفقى فى مقاله «الليثى ناصف» المنشور بجريدة «المصرى اليوم» عدد «9 أكتوبر 2008»، مضيفا، أن السيدة الحزينة التى تنحدر من أصول تركية واضحة قالت إن هناك مؤامرة هى التى أودت بحياة زوجها، ورددت كثيرا بأنه تم الخلاص منه بسبب اعتزازه الشديد بالرئيس جمال عبدالناصر حتى إنه أطلق اسم «هدى» و«منى» على ابنتيه تيمنا بالرئيس الراحل.

وقع الحدث صباح مثل هذا اليوم «24 أغسطس 1973»، وكان الليثى فى لندن لإجراء فحوصات طبية قبل سفره إلى العاصمة اليونانية أثينا ليشغل سفير مصر فيها، واحتجزت السلطات البريطانية الجثمان مدة أسبوعين لإجراء التحقيقات اللازمة، ويشير «الفقى»، وكان نائبا للقنصل المصرى فى لندن، إلى أن التحقيقات البريطانية مضت فى ثلاثة احتمالات أولها، أن «الليثى» سقط لاإراديا نتيجة مرضه بضمور فى المخ ومع قامته الطويلة لم يستطيع الحفاظ على توازنه، والاحتمال الثانى أنه انتحر وهو احتمال يكاد يكون معدوما لمن يعرفون الرجل وإيمانه وخلقه، والاحتمال الثالث، أنه جرى القذف به من الشرفة، أى أن هناك فعل فاعل.

كان لاحتمال قتله نصيب وافر من الجدل خاصة ولم تر زوجته غيره، كما روت للكاتب الصحفى عادل حمودة فى كتابه «أيام السادات الأخيرة»: «من قتل الليثى ناصف؟» قائلة: «استيقظ فى الصباح الباكر وأدى صلاة الصبح ثم فتح المصحف وقرأ القرآن الكريم، وبعد ذلك تناول إفطاره وجلس يشاهد برامج التليفزيون، وفى تمام التاسعة صباحا نهض من مقعده وأخبر أنه سيذهب إلى الحمام»، وتضيف الزوجة: «مضت أكثر من ساعة ولم يظهر، ظننت أنه نزل ليتريض كعادته فى الصباح ثم يعود، كان توقعى أنه بعدما خرج من الحمام دخل حجرته وارتدى «التريننغ سوت» و«الكوتش» ونزل إلى إحدى الحدائق القريبة من العمارة، لكننى فوجئت بعد ساعتين بضابط إنجليزى يطرق بابنا ويخبرنى بالعثور على جثة زوجى أسفل العمارة».

اتهمت الزوجة «السادات» صراحة، فحمل الكاتب الصحفى وائل أبوالسعود هذا الاتهام إلى صلاح الشاهد، كبير أمناء رئاسة الجمهورية مع، عبد الناصر والسادات، ومبارك فى سنواته الأولى، كما كان قريبا من الليثى.

قال «الشاهد» فى جريدة «الجريدة - الكويت» فى «29 يوليو 2013»: «عندما ظن السادات أن كل من حوله يتآمرون عليه فور توليه الحكم، قرر أن يعتقلهم جميعا ليرتب البيت من الداخل، فاستدعى صديقه الفريق الليثى وأمره باعتقال كل مراكز القوى «المسؤولون الذين عملوا بجوار جمال عبد الناصر»، لكن الليثى عارض القرار بشدة، وصارح السادات بأنه كإنسان لا يستطيع القبض على أصدقائه ومحبيه، لأن بينه وبينهم «عيش وملح»، لكن السادات استخدم ذكاءه وحيله فى إقناع الليثى بأن هذا الإجراء مؤقت ومدته قصيرة للغاية من أجل حماية الوطن، وأنه لن يقدمهم إلى المحاكمات ولن يحبس أحدا منهم، وسأله الليثى: هذا وعد يا سيادة الرئيس؟ فرد الرئيس: طبعا، وعد ياليثى، وسوف ترى».

تحركت دبابات الحرس الجمهورى إلى بيوت معارضى السادات وتم اعتقالهم جميعا، وكان من بينهم، «على صبرى نائب رئيس الجمهورية، والوزراء، محمد فايق، شعراوى جمعة، ضياء الدين داود، سامى شرف، أمين هويدى، لبيب شقير رئيس مجلس الأمة، وآخرون»، وحسب الشاهد: «كان الليثى فى غاية الألم النفسى وهو ينفذ هذا الإجراء، لكن عزاءه الوحيد كما صارحنى وقتها، هو وعد السادات بالإفراج عنهم فى أسرع وقت دون محاكمات، ثم فوجئ بتقديم المعتقلين إلى المحاكمة، وحاول أن يذكر السادات بوعده، لكن السادات كان يرد بأن القانون يأخذ مجراه»، وحسب الشاهد: «احتد الليثى على السادات للمرة الأولى وطلب أن يعفيه من منصبه، فرد السادات: وماله ياليثى، لكنك ستعين فى وزارة الخارجية بدرجة سفير».

يقطع الشاهد: «الليثى لا ينتحر أبدا، وكان خائفا من انتقام السادات، لكنى لا أعرف ما حدث فى لندن»...!!

وفى حديث خاص مع محمود نور الدين ادعى انه يعلم القصة كلها..

محمد الليثي ناصف الذي ولد عام 1922 وتخرّج في الكلية الحربية عام 1940، وتزوج في بداية الخمسينيات من امرأة اصولها تركية وانجب منها ابنتيه منى وهدي تيمناً بابنتي الرئيس ناصر، وبعدها تقلد الليثي عدة مناصب في الجيش الى أن اختاره عبد الناصر لتأسيس الحرس الجمهوري وقيادته تقديراً لثقته به، وبالفعل اسس الليثي سلاح الحرس الجمهوري وتردد ان عبد الناصر قال عنه قال إنه لو كان معه رجل آخر مثل الليثي ما خاف علي حياته أبدا، ما يعد دلالة قوية على ثقة عبد الناصر به وبقوته، الا أنه بعد وفاة عبد الناصر لم يستغني عن خدماته الرئيس السادات رغم ان محسوب على التيار الناصري بل اعتمد عليه وقرر ترقيته الى رتبة فريق وعينه مستشاراً عسكرياً له بالإضافة الى عمله كقائد للحرس الجمهوري، وكان الاختبار الصعب له حينما كلفه الرئيس السادات بالقبض اصدقاء الامس وهم رموز مراكز القوى والاتحاد الاشتراكي والعديد من الناصريين، وبالفعل نجح الليثي في الاختبار الأكبر وابدى ولائه للسادات الا ما كان يروي عن الليثي أنه كان ذا شخصية غريبة فبعد أن ألقي القبض علي مراكز القوي دخل في حالة عصبية لم يجد لها علاجا وفي ذات الوقت أخذ نفوذه يتسع في مؤسسة الرئاسة لكن السادات كان حذرا للغاية منه وقد حدثت مشادة كبيرة بين الرجلين عندما غضب عليه السادات عندما دخل عليه الليثي مكتبه بقصر الرئاسة دون مراعاة التقاليد العسكرية حيث كان عاري الرأس ودون أن يضع (القايش) حول وسطه فشعر السادات من ذلك الموقف أن الليثي يستهين به أو أنه تجاوز حدوده أو أن نفوذه وشعوره بذاته ارتفع وزاد علي الحجم الطبيعي و أن الاتفاق بينهم لم يدوم ووقع الانشقاق بينهم وتقول بعض الروايات ان الخلاف الثاني أن الليثي كان رافضاً للقبض على رجال عبد الناصر وتقديمهم للمحاكمة إلا أن السادات وعده بانه لن يقدمهم للمحاكمة وإنما سيتم احتجازهم فترة صغيرة لحين ترتيب الجبهة الداخلية الا أن ذلك لم يحدث وتم تقديمهم للمحاكمة وكان ذلك سبباً للخلاف بينهم، ومن بعدها تمت الاطاحة به من الحرس الجمهوري والحاقه بالعمل بالخارجية المصرية وتعيينه سفيراً لمصر باليونان.

وصرحت ابنة الفريق الليثي الصغرى هدي في احدي البرامج التليفزيونية أن والدها هو من طلب الابتعاد عن قيادة الحرس الجمهوري والشأن السياسي والعمل بوزارة الخارجية بعد علمه بتدبير مؤامرة ضده للإطاحة به بعد خلافه مع الرئيس السادات وبعد أن تأكد من معلومات من سفراء عرب تفيد بالتخلص منه بقتله.

وبالفعل سافر الليثي برفقة زوجته وابنتيه الى انجلترا لإجراء بعد الفحوص الطبية، ومن بعدها السفر الى اليونان لتسلم مهام عمله الجديد كسفير للبلاد إلا أنه القدر لم يشئ ذلك فعندما وصل الليثي وعائلته الى انجلترا نزل بشقة تابعة للمؤسسة الرئاسة في عمارة ستيوارت تاور شرق العاصمة البريطانية لندن، وفي يوم 24 اغسطس عام 1973كان اليوم المشئوم حيث استيقظ الليثي من نومه في الصباح الباكر كعادته ثم دخل الحمام واختفي صوته فجأة وكانت زوجته قد استيقظت هي الأخرى لتجهز له طعام الإفطار وبعد دقائق دق جرس الباب فوجدت أمامها ضابطا بريطانيا يخبرها بأن زوجها ألقي بنفسه من البلكونة وأن جثته ملقاة علي رصيف الشارع الآن.

وانتهت التحقيقات التي أجرتها المباحث البريطانية لعدة أيام لكشف ملابسات الحادث وقد انتهت التحقيقات في النهاية إلي أن الليثي توفي نتيجة شعوره بدوار وأن ما أدي إلي سقوطه بهذا الشكل أنه طويل القامة وبالتالي يسهل سقوطه من الشرفة.

ورغم الاجابة التي قدمتها التحقيقات البريطانية الا أن عائلته واصدقائه بل والكثير من السياسيين لم تقتنع بها وأكدوا أن الحادثة ليست طبيعية وأن ذلك جريمة اغتيال مخطط لها مسبقاً، الا أن مرور اكثر من اربعين عام على وفاة هذا الرجل الغمض من الواضح انها ليست فترة كافية لكشف لغز وفاته وقد تحمل الايام القادمة الاجابة أو تؤكد أنها دفنت الى جانبه .!!