حكاية عائلة "السني" صاحبة لافتة نعي قمص شبرا: 60 عاما من الصداقة

علاقة صداقة وعشرة ترجع إلى 60 عاما أو أكثر بيوتهم متجاورة، والأعياد واحدة، رأى منه أهل المنطقة كلها مواقف إنسانية مؤثرة، شباب المنطقة يذكرون له مساعدتهم في الحصول على فرص عمل، وكبار رافقوه في الطريق المؤدي إلى المسجد، يستمع إلى مشكلاتهم وينصحهم في حلها، ويوم أن رحل وتركهم تسارعوا فيما بينهم لنعيه بالشكل الذي يليق بعطائه وروحه التي لا يزال طيفها يحيطهم في كل وقت.

"وداعا للأب المحبوب القمص صليب متى ساويرس" عبارة صغيرة طبعها رجال وشباب أحد أكبر عائلات حي شبرا ينعون بها القمص صليب متى ساويرس كاهن كنيسة مارجرجس الجيوشي، اقترحها الحاج حافظ السني، أحد كبار رجال عائلة السني، تقديرا لعلاقة الصداقة والعشرة التي ربطتهم به وبعائلته على امتداد 60 عاما، وحسب وصف ابنه حسين حافظ السني، خبر وفاة القمص أحزن العائلة كلها بل وشبرا بمسلميها ومسيحييها، لافتة نعي قمص "مارجرس الجيوشي" المعلقة في شارع شيكولاني بحي شبرا والتي أثارت إعجاب سكان المنطقة وجمهور مواقع التواصل الاجتماعي، طبعها وعلقها رجال عائلة السني في نفس يوم وفاة القمص، وفي حديث حسين السني لـ"الوطن" حرص والده وأعمامه وكافة رجال العائلة على حضور جنازة القمص وحرص كل أهالي الشارع مسلمين ومسيحيين على تشييع جثمانه قبل أن يستقر في مثواه الأخير.

"كان ليه خدمات كتير مع كل أهل شبرا، وحضر عزا ناس كتير في عيلتنا ومواقفه معانا متتنسيش"، استكمل حسين ابن الحاج حافظ كبير عائلة السني الشهيرة في شبرا، عن القمص الراحل، راويا مواقف كثيرة ساعد فيها شباب المنطقة براتب شهري عوضا عن عدم وجود وظيفة، وموقف آخر تحمل فيه نفقات علاج كاملة لأحد رجال المنطقة إلى جانب المدرسة والملجأ والمستشفى التي ترجع إلى القمص وأسرته وكلها أماكن تقدم الرعاية والدعم للمسلمين والمسيحيين دون فرق.

نعي القمص الراحل لم يقتصر عند لافتة عائلة "السني" في شبرا، بل علق المسجد الكائن في نفس الشارع لافتة نعي له، إلى جانب وقوف الكثيرين في تشييع جثمانه، "الشارع كله بيعزي فيه من مواقفه الطيبة معانا"، حسب تعبير حسين أحد أبناء عائلة السني.