الأقباط متحدون - إبن النيل .. تقدم لفنانه مرتين وقوبل بالرفض ..هربت وتزوجت من وراء اهلها .. سر اعتكافه واعتزاله الفن ..محطات فى حياة الراحل “شكري سرحان ”
  • ٢٢:٤٢
  • الجمعة , ٢٢ مارس ٢٠١٩
English version

إبن النيل .. تقدم لفنانه مرتين وقوبل بالرفض ..هربت وتزوجت من وراء اهلها .. سر اعتكافه واعتزاله الفن ..محطات فى حياة الراحل “شكري سرحان ”

فن | الأهرام

٢٠: ٠٤ م +03:00 EEST

الجمعة ٢٢ مارس ٢٠١٩

شكري سرحان
شكري سرحان

على مدى مشواره الفني الذي قارب الخمسين عاما، استطاع أن يدخل حلبة أفضل مائة فيلم في السينما المصرية بـ 15 فيلما.

وهو الرقم الذي لم يسبقه إليه أي فنان آخر.. هو “أبو العلا” في الزوجة الثانية، و”علي” في رد قلبي، و”سعيد مهران” في اللـ ـص والكلـ ـلاب
.
و”إمام” في شباب امرأة.. هو الفنان شكري سرحان الذي نحتفي اليوم بذكرى رحيله الـ 21. من مدرسة الإبراهيمية.

بدأ شكري سرحان أولى خطواته في التمثيل، بعدما انتقل من قرية الغار بمحافظة الشرقية ليعيش في حي الحلمية بمدينة القاهرة، وبعد تخرجه التحق بأول دفعات المعهد العالي للفنون المسرحية هو وشقيقه صلاح سرحان‏‏، وتخرج في المعهد عام 1947.

وعلى عكس كثير من الفنانين الذين دخلوا السينما من باب المسرح، بدأ الفنان شكري سرحان مشواره الفني من السينما حيث قدمه المخرج حسين فوزي أمام الفنانة الاستعراضية نعيمة عاكف في فيلم “لهاليبو”، ليتخطفه المخرج الكبير يوسف شاهين لبطولة فيلم “ابن النيل”، والذي يعتبره النقاد الانطلاقة الحقيقية له في مجال السينما.

رد قلبي
ويعتبر دوره في فيلم “رد قلبي” أمام مريم فحر الدين وهند رستم، من أهم ال محطات في حياة شكري سرحان حيث حقق الفيلم نجاحاً ساحقاً، نال على أثره جائزة الدولـة الأولى في التمـثيل عام 1959.

وفتحت السينما ذراعيها على مصراعيه أمام شكري سرحان، ليكتب اسمه في قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية، بمجموعة من الأفلام التي حصدت الكثير من الجوائز “شباب امرأة” أمام تحية كاريوكا، واللص والكلاب أمام شادية”.

كما حصل على جائزة أحسن ممثل أول عن دوره في فيلمي “الزوجة الثانية، والنداهة وليلة القبض على فاطمة”.

شكري والسندريلا وشادية
لعب الفنان شكري سرحان أدوار البطولة أمام كبار الفنانات، ومنهم سعاد حسني، ومريم فخر الدين، وشادية، وماجدة، وفاتن حمامة، وتحية كاريوكا، في سلسلة متنوعة من الأفلام التراجيدية والكوميدية.

وشكل مع السندريلا ثنائيا فنيا في عدة أفلام بعد “الزوجة الثانية” وهي “الأشقياء الثلاثة، لماذا أعيش، السفيرة عزيزة، التلميذة، حكاية زواج، أعز الحبايب”.

كما كون مع الفنانة شادية، واحدًا من أفضل الثنائيات السينمائية خلال الخمسينيات من القرن الماضي، حيث قدما معا مجموعة من الأفلام بلغت 15 عملا سينمائيا منها “الأم القاتلة، الستات مايعرفوش يكذبوا، اللص والكـلاب، المرأة المجهولة، الهاربة، حياتي أنت، شباب امرأة، موعد مع الحياة، نادية، ارحم دموعي، بائعة الخبز، الهاربة”.

قبلة فاتن حمامة
لم يستمر الثنائي الفني بين شكري سرحان وفاتن حمامة طويلا، بعد أن قدما معا “موعد مع الحياة، ليلة القبض على فاطمة، أنا بنت ناس
.
طريق الأمل ، لا تطفئ الشمس، بسبب “قبلة” بينها وبين الفنان عمر الشريف في فيلم “صراع في الوادي” حيث قال في أحد التصريحات الصحفية :” كنا نلتمس لها العذر فى ذلك، ونقول أن لها مبدأ يجب أن نحترمه.

حتى خرجت علينا أخيراً بقبلتها التاريخية الأولى في فيلم (صراع في الوادي)، فى الوقت الذى مثلت فيه أمامها دورًا عاطفيًا فى فيلم من إنتاجها (موعد مع الحياة).

وكانت فيه مواقف كثيرة تتطلب إظهار مشاهد القُبل، ولكنها كانت تمانع بشدة، مع أن مواقف هذا الفيلم كانت أقل حدة من مواقف الفيلم الآخر، حيث يظهر البطل فيه وهو يتهالك فى حب البطلة.

على عكس دورها في فيلم (صراع في الوادي)، الذي تظهر فيه في دور الفتاة المتهالكه علي حب البطل، وتقوم هى بتقبيله فى شراهة، وليس هو الذي يقوم بتقبيلها”.

كما قدم شكري سرحان عدة أفلام مع الفنانة سميرة أحمد، منها رجل في حياتي، وقنديل أم هاشم، اللهب، ابن كليوباترا”.

ومع الفنانة ماجدة قدم شكري سرحان عدة أفلام منها “النداهة، والجريمة والعقاب، وقصة ممنوعة، بين يديك، أرضنا الخضراء، جسر الخالدين”.

شكري والعالمية
اشترك في ثلاثة أفلام عالمية هم الفيلم الإيطالي “ابن كليوباترا» عام 1964 للمخرج الإيطالي فيرناندو بلدي، وشاركه البطولة من مصر يحيى شاهين وسميرة أحمد.

و”قصة الحضارة» للمخرج الإيطالي روبرتو روسيلليني أحد رواد الواقعية في السينما الإيطالية، بالإضافة لفيلم “أسد سيناء» للمخرج الإيراني فريد فتح الله منجوري، ولكنه رفض استمراره في هذا النهج بسبب عائلته وارتباطه بمصر.

مع بداية الثمانينات ابتعد شكري سرحان عن السينما، واتجه إلى التليفزيون فقدم مجموعة من أروع المسلسلات منها على “هامش السيرة، و محمد رسول الله بأجزائه، و القضاء في الإسلام ، المشربية، بيار الملح، ملك اليانصيب”، إلى جانب بعض الأعمال الإذاعية والتي من أهمها مسلسل (المعدية) مع الفنانة كريمة مختار.

وقدم سرحان للمسرح 7 مسرحيات، منها “سيرك يا دنيا، رجال الله، آه يا ليل يا قمر”.

وفي التسعينات.. كان قرار الاعتزال والتفرغ للعبادة إلى أن رحل في مثل هذا اليوم من العام 1997، تاركًا رصيد فنيا بلغ أكثر من 150 عملًا شاهدة على مشوار زمن الفن الجميل.

شكرى سرحان فتى الشاشة الأول، يعد من أعظم ممثلى السينما العربية فى القرن العشرين فى جيله، ولد بمحافظة الشرقية، وهو شقيق للفنان سامى سرحان، والفنان صلاح سرحان، وخال المطربة سوزان عطية.

كانت أول أعماله السينمائية فيلم «لهاليبو» مع الفنانة الراحلة نعيمة عاكف من إخراج حسين فوزى عام ١٩٤٩، ثم اختاره المخرج العالمى يوسف شاهين لفيلمه «ابن النيل» عام ١٩٥١، والذى كان الانطلاقة الحقيقية لنجوميته، ثم توالت عليه أدوار البطولة فى أعمال «درب المهابيل»، «شباب امرأة»،

«الطريق المسدود»، وغيرها من الأعمال.

شكرى سرحان كان يلقب فى ذلك الوقت بفتى الشاشة. وكرمه الرئيس جمال عبدالناصر بوسام الدولة، وحاز على العديد من الجوائز، وأبرز الجوائز التى حصل عليها فى أفلامه السينمائية الشهيرة فى فيلم «ليلة القبض على فاطمة» مع فاتن حمامة عام ١٩٨٤ للمخرج الراحل هنرى بركات، والذى حاز

من خلاله على جائزة أفضل ممثل، وله العديد من الأعمال الإذاعية والتليفزيونية، وأما رصيده السينمائى فهو ١٥٠ فيلما سينمائيا ابتداء من «لهاليبو» عام ١٩٤٩، وانتهاء بـ«الجبلاوي» ١٩٩١.

يقول «سرحان»: «كانت لى تجربتان لا أًنساهما أولاهما حين اتصل بى فتحى إبراهيم، وكان رئيسا لشركة الإنتاج العالمى «كوبرو فيلم»، وأخبرنى أن شركة سينمائية إيطالية سوف

تشترك مع مصر فى إنتاج فيلم باسم ابن كليوباترا، وأنهم اختارونى للقيام بدور البطولة الثانية فى هذا الفيلم، الذى كان يقوم بدور البطولة الأولى فيه الممثل الأمريكى كارك ديومزن ما.

وكان يشترك فيه أيضًا بعض الفنانين والفنانات الإيطاليين، ومن مصر اشترك فيه العملاق يحيى شاهين وسميرة أحمد وحسن يوسف، وقام بإخراجه أستاذ فى جامعة روما، وهو فى

الوقت نفسه مخرج سينمائي. وكانت فرصة فريدة لى أن أشاهد بعينى عملًا سينمائيًا يلتزم بالمثالية فى كل نواحيه إنتاجًا وإخراجًا وتصويرًا. فمواعيد التصوير مثلًا تسير بدقةٍ شديدة. لا تأخير ولا تعطيل ولا تأجيل، ولا شىء من هذا القبيل على الإطلاق».

يواصل: «بالمناسبة أذكر أنه كان هناك موعد للتصوير فى منطقة صحراوية اسمها بنى سويف، وكان موعد اللقاء هناك فى الساعة السادسة صباحًا أخذت سيارتى وذهبت فى الموعد المتفق عليه بالضبط، ولم أجد أحدًا قد وصل، وبعد عشر دقائق فقط وصلت عربات التصوير، وبها الفنانون والفنيون الأجانب

ومعهم المخرج ومساعدوه، وحينما رآنى المخرج وقد وقفت فى انتظارهم خرج من السيارة وأسرع إلى معتذرًا فى خجلٍ شديد لدرجة أننى لاحظت أن وجهه قد شحب، وهو يعدنى بأن هذا لن يتكرر أبدًأ، فابتسمت وطيبت خاطره بكلماتٍ رقيقة وأنا فى شدة العجب. فهذا الرجل هو مخرج الفيلم،

أى الرجل الأول فى كل شيء، ثم هو أستاذ فى جامعة روما والتأخير لم يزد علي عشر دقائق والأعجب من هذا أننا حينما بدأنا التصوير وذهبت إلى هناك لأبدأ المشهد الأول، فإنه بمجرد أن شاهدنى أمامه أسرع بتكرار الاعتذار لى أمام الجميع. تذكرت هذه الواقعة وأدركت لماذا يصل هؤلاء الناس إلى هذه المكانة الفنية».

وأحب شكرى سرحان الفنانة فاتن حمامة، ولكن فى صمت، وقد لقن الفنان صلاح منصور، شكرى سرحان، علقة ساخنة حتى يعترف بحبه لفاتن حمامة، لكن دون جدوى، فعاشق مثله قرر أن يحبها فى صمت ولم يمتلك يومًا الجرأة حتى يعترف لها بحبه.

والقصة بدأت خلال فترة دراسة شكرى سرحان، بمعهد التمثيل مع صلاح منصور الذى كان صديقًا مقربًا له، وسريعًا ما اكتشف «منصور» مشاعر «شكرى» الجارفة تجاه زميلتهما فاتن حمامة، لكنها مشاعر صامتة لم تجرؤ على الخروج بحكم طبيعته المحافظة، وهو ما أثار حنق منصور عليه؛ حيث رآه يتعذب دون طائل. وقد اعترف لها بعدما تزوجت من عمر الشريف.

حصل شكرى سرحان على جائزة أفضل ممثل ثمانى مرات على الأقل عن أفلامه الشهيرة: وأفضل ممثل من المهرجان الآسيوى الأفريقى عن دوره فى فيلم «قيس وليلى» ١٩٦٠ لكن التكريم الأهم والذى رد له الاعتبار بعد خمس سنوات من اعتزاله التمثيل وابتعاده شبه التام عن الأضواء

منذ العام ١٩٩١ وحتى رحيله عام ١٩٩٧ كان تكريم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى له عن مجمل مشواره فى سياق مئوية السينما المصرية واختيار النقاد له كأفضل ممثل، حيث اختير كأفضل ممثل فى القرن العشرين باعتباره صاحب أعلى رصيد من قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما العربية بعدد ١٥ فيلما.