على مدار فصول الشتاء وبدايات الربيع تتحول مساحات كبيرة من مزارع مركزي كوم حمادة، وبدر بمحافظة البحيرة إلى اللون الأحمر، بالتزامن مع نضج ثمار الفراولة والتي تصل إلى ذروة موسمها في مثل هذه الأيام، ورغم وفرة محصول هذا العام يواجه المزارعون مشكلات تهددهم بالخسارة لعدم قدرتهم على تسويق المحصول لأسباب مختلفة.
 
في البداية يقول أحمد أغا – مزارع فراولة: "يوجد حاليا زيادة في المحصول المعروض، وبسبب ذلك انهارت أسعار الفراولة هذا العام رغم ارتفاع التكاليف علينا والتي تصل إلى 100 أو 120 ألف جنيه فسعر إيجار القيراط الواحد المزروع فراولة ألف جنيه بخلاف أسمدة وبلاستيك وخراطيم وشتلة، ووصلت يومية العامل إلى 120 جنيها ورغم ذلك غير متوفرين ونستمد العمالة من محافظات أخرى كالإسماعيلية والشرقية والمنوفية".
 
ويوضح أغا: "سعر الفراولة المفحوصة الخالية من المبيدات وصل إلى 2 جنيه أصناف، و3 جنيه لصنف فرتونة و3.5 لصنف الفيستيفال والأسعار الطبيعية التي تتماشى مع التكلفة المفروض لا تقل عن 8 جنيه ورغم كده مش لاقيين اللي يشيلها" .
 
"تعالوا شيلوها.. الفراولة ببلاش" يخاطب محمد محمود – مزارع، كبار التجار موضحًا أن المزارعين يواجهون خسائر وغير قادرين على تسويق المحصول وفي نفس الوقت سوق التجزئة المحلي مبالغ فيه والأسعار التي تباع بها الفراولة للمستهلك أغلى بكثير مقارنة بسعر تسليمها للتاجر ولو بيعت بهامش ربح معقول الكيلو لن يزيد عن 3 جنيهات للأصناف العادية و5 جنيهات للفاخرة.
 
"الشركات والمصانع دخلوا كمنافس في الزراعة ويزرعون مساحات كبيرة لحسابهم، ونحتاج أن تفتتح الدولة مصانع فغير معقول محافظة البحيرة أكبر محافظة زراعية لا يوجد بها سوى مصنع واحد، كذلك نطالب بفتح أسواق تصديرية أكثر لتستوعب الإنتاج الوفير" يحدد الحاج ناصر زيدان – مزارع أسباب زيادة المعروض بالأسواق ويضع مقترحاته لحل المشكلة.
 
ويقول محمود فتح الله – مزارع: "نواجه مشكلات أخرى تتمثل في الممارسات الاحتكارية التي تنتهجها شركات التصدير والتي تسلمت المحصول منذ شهر 11 بدون أسعار معلنة وحتى الآن لا يعلم المزارعون السعر الذي سيحاسبون به، في غياب أية رقابة تحميهم من جشع المصدرين".