أقباط متحدون-محرر الفيوم:
قال الأنبا إبرام، مطران الفيوم، أنه يجب الحفاظ على التراث القبطي الموجود بمحافظة الفيوم، بإعتباره آثار صنعت بأيادي مصرية، وأن المحافظة نشأت على يد سيدنا يوسف عليه السلام، لتكون مصدراً لزراعة الحبوب لمواجهة المجاعات التي سيطرت على مصر خلال هذه الحقبة التاريخية.
 
وأضاف مطران الفيوم، في كلمته، خلال افتتاح المؤتمر الدولي بعنوان "التراث والآثار القبطية في رحاب الحضارة الإسلامية (التأثير والتأثر)، بقاعة الاحتفالات الكبرى، الذي تنظمه كلية الآثار، خلال يومي 8 و9 أبريل الجاري، بالتعاون مع مركز الدراسات القبطية بمكتبة الأسكندرية، أن جميع شعب الفيوم يتعايشون بسلام ومحبة تامة.
 
وأوضح مطران الفيوم، أن الفيوم تتميز بأديرتها التاريخية منذ العصور القبطية، والتي وصل عددها إلى  120 دير متماثل مع أديرة وادي النطرون، تبقى عدد منها واندثر الآخر، مشيداً بدور كلية الآثار في المساهمة الفعالة في الحفاظ على التراث القبطي بالفيوم.
 
وأكد الأستاذ الدكتور أشرف عبد الحفيظ رحيل، القائم بأعمال رئيس جامعة الفيوم، أن كلية الآثار لها دور بارز في إظهار الطابع الأثري الذي تتميز به محافظة الفيوم، مشيداً بإقامة الكلية للعديد من الندوات التي تبرز الملامح الأثرية للمحافظة، لتميزها بتعدد الآثار الموجودة بها من حضارة فرعونية ورومانية وإسلامية وقبطية.
 
وأضاف القائم بأعمال رئيس الجامعة، أن جامعة الفيوم تهتم بالمحافظة على التراث القبطي لأنه شأن مشترك بين المسلمين والأقباط، موجها بضرورة الحفاظ على هذا التراث وحمايته والمحافظة عليه الذي يعتبر واجب وطني، لذلك أنشأت جامعة الفيوم، مركز الحضارة والتراث من أجل المساهمة في الحفاظ على الطابع الأثري الذي تزخر به جمهورية مصر العربية بوجه عام ومحافظة الفيوم بوجه خاص.
 
وقال الأستاذ الدكتور ناجح إبراهيم، القائم بأعمال عميد كلية الآثار بجامعة الفيوم، أن في الهوية المصرية لا فرق بين مسلم ومسيحي، مؤكداً أن تنظيم هذا المؤتمر يؤكد على وحدة الشخصية المصرية على كل العصور مضيفاً أن توصيات المؤتمر سيتم العمل على تنفيذها على أرض الواقع في مصر والعالم لحماية التراث الإنساني.
 
وأوضح الدكتور عاطف منصور، رئيس المؤتمر، أن الحديث عن التراث القبطي الذي يحمل الصفات والعادات والتقاليد المصرية، هو حديث عن تراث كل المصريين مشيراً إلى إختلاف وتعدد العصور التي مرت بمصر منذ العصر الفرعوني حتى اليوم، ولكن بقيت الهوية المصرية بعاداتها وتقاليدها وفنها وبراعة صانعيها محفوظة بكل أثر متواجد بمصر.
 
وأضاف رئيس المؤتمر، يجب الحفاظ على هذا التراث بإعتباره تاريخ إنساني يجسد الشخصية المصرية مرورا بتاريخها العريق، مؤكداً أن كلية الآثار بجامعة الفيوم تعمل جاهدة على الاهتمام بكل الحضارات على مر العصور، لذلك أنشأت قسم الدراسات القبطية لتصبح أول كلية للآثار على مستوى الجامعات المصرية تأسس قسماً خاصا لهذه الآثار.
 
وقال الدكتور أحمد أمين، مقرر المؤتمر، أن التراث القبطي هو جزء من تاريخ الإنسانية لذلك وقعت كلية الآثار بروتوكول تعاون ثقافي مع متحف أزوف بدولة روسيا، بالإضافة إلى إجراء أكثر من 62 مذكرة بحثية بالتعاون مع باحثين من 10 جامعات مصرية، وعدد من العلماء بروسيا واليابان، موضحا أن هذا المؤتمر يعتبر أول مؤتمر دولي تحظى به جامعة حكومية عن الحضارة القبطية، موجها الشكر للقائم بأعمال رئيس الجامعة، على رعايته للمؤتمر.
وتابع الدكتور لؤى محمود، مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، أن المؤتمر يأتي انعكاسا وتأكيداً لمظاهر التعايش السلمي وقبول الآخر ونشر المحبة والتسامح بين الأديان .
 
وقال الدكتور صلاح الجعفراوي، مستشار مؤسسة محمد بن راشد المكتوم للأعمال الخيرية، أن الحضارة القبطية ذات طابع فريد يجب علينا أن نعمل جميعا للحفاظ عليه، باعثا بتحية الشيخ محمد بن راشد المكتوم لمصر ولجامعة الفيوم.
 
شهد المؤتمر، الأستاذ الدكتور خالد عطالله، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب و نيافه الأنبا إبرام مطران محافظة الفيوم، وعدد من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.