«كل شيء بالخناق إلا الجواز بالاتفاق».. حيث أننى تزوجته على غير  رضا مني  بعد أن ارغمنى أهلى على الزواج من محمد. هكذا بدأت آية كلامها أمام رجال الأمن بعد القاء القبض عليها بتهمة قتل زوجها.

ففى واحدة من أبشع جرائم القتل التى شهدتها محافظة القليوبية.. تخلصت ربة منزل من زوجها  محمد (نجار) فى شهر العسل بطعنه عدة طعنات ولم تتركه إلا جثة غارقة وسط الدماء على سرير غرفة النوم بشبين القناطر وقامت بمساعدة نجلة خالتها بالقائه بأحد الشوارع الجانبية للمنزل.

فمن رحم القسوة تولد الكراهية وتضيع سنوات العمر فى  الدروب وينتزع الحقد من جذور الآدمية ويعيش فى أكفان المرارة والضياع حتى يجيء الأجل وتنتهى رحلة الحياة المملوءة بالشجن والدموع ، فهو زوج زرع  القسوة فى بيته فكانت النتيجة أنه فقد حياته على يد زوجته.

الحكاية تدور أحداثها فى مدينة شبين القناطر بالقليوبية، حيث تقدم محمد (30 سنة) ، نجار مسلح، لأسرة آية (23 سنة) طالبا يدها للزواج فوافقت الأسرة على طلب محمد، لكن آية اخبرت أسرتها بأنها غير موافقة على هذا العريس، وأنها لم تسترح له، لكن أسرتها تجاهلت رأيها، وبعد فترة من الشد والجذب بين الأسرة وآية رضخت للضغوط واعتبرتها فرصة للتخلص من هذا السجن الذى تعيش فيه، ووافقت أملا فى حياة أفضل مع هذا العريس الذى على غير رغبتها.

وبالفعل تزوجت آية من محمد، لكن فرحتها  المجبرة عليها  لم تدم طويلا، فبعد أيام من زواجها عرف الخلاف طريقه بينها وبين زوجها. الذى بدأ يعتدى عليها بالضرب باستمرار ويتعمد اهانتها، وهنا شعرت آية بأنها خرجت من السجن الكبير  بيت أسرتها، إلى سجن أصغر فى بيتها الجديد. وفى إحدى المرات  حدثت مشادة كلامية بينهما، وافصحت له بأنها تزوجته على غير رغبتها ورغماً عنها، واستشاط الزوج غضبا، وقام  بضربها ضربا مبرحا، وهنا قررت آية التخلص منه، فعقدت العزم وبيتت النية لذلك، وعقب خلوده إلى النوم قامت بإحضار سكين وأجهزت عليه بها بـ11 طعنة، وعقب ذلك قامت بالاتصال هاتفياً بنجلة خالتها لاستدعائها والتى حضرت حيث قامتا بحمله وإلقائه على جانب طريق ترابى بالقرب من المنزل.

وتمكن فريق البحث الذى أمر به اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية بقطاع الأمن العام من ضبط العروس وأقرت بأنها ارتكبت الواقعة نتيجة معاملة زوجها بقسوة لها، خاصة أنها تزوجته على غير رغبتها؛ لتقتلع جذور الأسرة وتتناثر احلامها على واقع مرير تجنح بالعمر فى صخور الأحزان وتتبعثر خيوط الفرحة فى دروب وطئها الفراق والشجن وتفرط عقود الأمان فى أبيار الألم، لتهل نسائم الأحزان من بعيد محملة بقسوة المجهول، ولترسو سفينة حياة آية على أعتاب السجن لتهدر أجمل سنوات عمرها خلف الأسوار.