كتب – روماني صبري
استعاد المخرج المصري الكبير خيري بشارة ، ذكرياته مع فيلم " آيس كريم في جليم"، الذي يعد واحدا من أهم أفلام الموجة الواقعية الجديدة في السينما المصرية في حقبة التسعينات ، والذي يعد بشارة من أهم روادها .

وكتب بشارة عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلا:" المرة الوحيدة التي كتبت فيها اسمي علي التترات بهذه الصورة ذات المغزي كانت في فيلم آيس كريم في جليم ١٩٩٢ ، وظني أن لا أحد التفت إلي ذلك، فلم أكررها من قبل أو من بعد لأن دور المخرج لم يكن في احتياج إلي تأكيد من هذا النوع، وهذا ما ظهر في نهاية تترات مقدمة فيلم آيس كريم في جليم:

التركيبة الغنائية والدرامية والأسلوبية والإخراج : خيري بشارة.


وتابع :" وللتاريخ أثناء تحضير الفيلم أخذت أحكي وأفيض لابنتي ميراندا وكانت وقتها في الثامنة عشر من العمر عن خيالي لسكن سيف (عمرو دياب) في جراج صغير متواضع بالمعادي وكيف أنني أريده أن يسبح في الألوان والأضواء كما لو كنا في نيويورك لأن مظاهر الحياة الغربية وعلي الأخص مطاعم الفاست فود قد بدأت تغزو القاهرة في مطلع التسعينات.

وأضاف :" وبالفعل رسمت ميراندا اسكتشاً ملوناً بديعاً إنسجم تماماً مع خيالي، فقمت بإعطائه لمنسق المناظر زكي شريف -وكان هذا هو عمله الأول- وطالبته أن ينفذه بحذافيره، وقد نجح تماماً وأضاف بعض لمساته الرقيقة التي تنسجم مع رسم ميراندا، وكنت وقتها اتصل بالشباب لأعرف كيف يرون الحياة من حولهم وما يحبونه وما لا يحبونه، كنت أريد أن أعكس طزاجة عالم الشباب بأحلامهم وقلقهم الحقيقي، ومن عالمي أطلقت أفراحي وإحباطاتي وتمردي، الشباب هم الذين جعلوني أذهب صوب عمرو دياب الذي يعشقونه وميراندا تحديداً هي التي حمستني للمغنية سيمون التي كانت مفتونة بها هي وصديقاتها.

وأوضح :"وحين سألني صديقي مدير التصوير طارق التلمساني الذي كنت أحتضنه بحماس منقطع النظير عن أسلوب الفيلم قلت له بساطة إنه (السباحة في الضوء)... وكان طارق في أحيان كثيرة يدندن وهو يوزع الإضاءة عبارتي (السباحة في الضوء)... ربما ليذكر نفسه ولا يحيد عن الأسلوب.

واختتم :"قاعدتي الذهبية قبل أن تسمع صوتك أسمع أصوات الآخرين، فمن خلال تلك الجدلية سوف يولد عملك صادقاً وأميناً.