كتب .. ماجد سمير 
يظن البعض أن ما يثار حول توقيع محمود عبد المنعم كهربا لاعب الزمالك للأهلي يعد الأول من نوعه في خطف أو انتقال اللاعبين بين الفريقين الكبيرين، ورغم ما يشاع عن وجود ثغرات في عقد كهربا استغلها الأهلي في خطفه للقبيلة الحمراء إلا أن التصريحات الخارجة من الملكي بقيادة رئيس النادي المستشار مرتضى منصور تؤكد أن اللاعب مازال ملك الزمالك ولا يحق له الانتقال لنادي آخر إلا بمواقفه ناديه، ومازلت قصة الخطف في فصولها الأولى ولا يعلم أي شخص أين سيكون اللاعب الموسم القادم.
 
ويصل عمر قصص انتقال أو خطف اللاعبين من وإلى الزمالك والأهلي لما يزيد عن مائة بدأت بالملك حسين حجازي الحاصل على لقب سير من ملكة بريطانيا العظمي صاحب أول حالة من  حالات الانتقال بين الغريمين؛ فبعد أن فشل الأهلي على مدار عشر سنوات منذ تأسيسه في تكوين فريق كرة قدم 1907 اشترى  الأهلي حجازي وفرقته بالكامل في عام 1917 واستمر مع النادي الأحمر أربعة سنوات واختلف مع إدارة الأهلي وانتقل في  1921 إلى المختلط-  الزمالك حاليا- بعدها عاد للأهلي ثم الزمالك مرة أخرى مسجلا أول حالة انتقال بين الفريقين.
 
وكرر ساحر الكرة عبد الكريم صقر مسجل اكبر عدد من الأهداف في لقاءات الفريقين 19 هدف عشرة في الزمالك عندما كان لاعبا في الأهلي و9 في الأهلي عندما كان لاعبا في الزمالك؛ فضلا عن كونه اخف ظل في وسط لاعبي كرة القدم نفس قصة الانتقال من الأهلي للزمالك والعكس.
 
ويحكى أن "صقر" كان ضمن بعثة منتخب مصر المشارك في دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة البريطانية لندن سنة 1948 وأقام في غرفة مزدوجة مع لاعب الأهلي "حمدين" وأرسل رسالة لأهله كي يطمئنهم على حاله مضمونها أنه يعيش في غرفة يوجد بها سريرين ودولابين وحمدين.
 
وظل الانتقال وخطف اللاعبين قصص وحواديت أشهرها ارتداء "عبده البقال" احد المنتمين للأهلي "ملاية لف وبرقع"  يغطي وجهه حتى يدخل المنزل الذي يقيم فيه ميمي الشربيني وطه إسماعيل ليخطفها للانتقال للأهلي دون أن يشعر به رجال الزمالك المحاصرين لمنزلهما 
 
وتبدو قصة انتقال يكن حسين وزكي عثمان من الأهلي للزمالك في أربعينات القرن الماضي من القصص الشهيرة جدا في مسلسل الانتقالات بين الفريقين، نظرا لنجاحهما الباهر في الزمالك ويعدا من رموز  القلعة البيضاء.
 
وكان على باب مكتب يكن في المبني الاجتماعي القديم بمقر نادي الزمالك بميت عقبة لافته صغيرة تحمل اسم اللاعب الكبير، وفي كل مرة كان كاتب هذه السطور يدخل المكتب يشير لي – الراحل - إلى صورته وهو يحمل درع الدوري وإلى صوره أخرى لهشام يكن يحمل كأس إفريقيا قائلا " وده هشام ابني" ويرفع يده نحو صورة ثالثة لأيمن يونس يحمل فيها كأس أفريقيا ودا أيمن ابن اخويا.
 
وتسبب  النجاح الباهر لجمال عبد الحميد مع الزمالك في ضجة كبيرة بعد أن ظن مجلس إدارة الأهلي أن اللاعب انتهى اثر إصابته بكسر مضاعف في الساق بعد سقوط إكرامي حارس الأهلي عليه في لعبة مشتركة في التدريب، فتركه وخطفته العين الخبيرة لأبو رجيلة للزمالك محققا مستوى مبهر لان صاحب الرأس الذهبية يعد واحدا من أحسن من لعب في مركز رأس الحربة في تاريخ الزمالك.
 
وظل الأهلي متربصا بالزمالك لسنوات حتى نجح عام 1993في خطف نجم خط وسط الزمالك اللامع رضا عبد العال في عملية انتقال مثيرة تابعها كل محبي الرياضة في مصر والمنطقة العربية، دفع الأهلي في خزينة اتحاد كرة القدم مبلغ 625 ألف جنية قيمة الشرط الجزائي في عقد عبد العال مع الزمالك وكان وقتها مبلغا أسطوريا.
 
بعدها انتقل محمد عبد الجليل وأيمن شوقي من الأهلي للزمالك وحينها حاول "شوقي" كسب تعاطف الزملكاوية معه مؤكدا أن انتقاله للزمالك تأخر كثيرا مستشهدا بأن والده " شوقي قنصوة" كان لاعبا في الزمالك وسجل في مرمى الأهلي، ورغم ذلك لم ينجح أيمن في تحقيق شيء مع الزمالك 
 
ولم يترك الزمالك الموقف يمر دون الثار ونجح في عام 2000 في خطف التوأم حسام وإبراهيم حسن في صفقة تعد الأشهر في تاريخ انتقالات اللاعبين في مصر على الإطلاق نظرا لنجومية وشعبية التوأم في مجال كرة القدم، خاصة أنهما حققا مع الزمالك عديد من البطولات المحلية والإقليمية والقارية خلال أربعة سنوات كانت فترة لعبهما للزمالك، وفي المؤتمر الصحفي كانا حسام وإبراهيم أكثر ذكاء من أيمن حيث قالا: لن نقول أننا زملكاوية وان انتقالنا للزمالك تأخر، لكن منذ هذه اللحظة زمالكاوية قلبا وقالبا.
 
بعدها ظلت الحكاية مستمرة انتقل نادر السيد وطارق السعيد ومحمد صديق للأهلي من الزمالك وحسن ياسر المحمدي من الأهلي للزمالك ومؤمن زكريا من الزمالك للأهلي وفي حال انتقال كهربا للأهلي لن يكون الأخير وستظل المنافسة مستمرة بين الفريقين الكبيرين سواء في الملعب أو خارجه.