بقلم / مريم أنيس 
"أرجوكي لا تجعل أبنك يلعب مع ابني فانه يخيفه .
 
هذا مقزز! أنظري طفلك هذا لا يعي ما يفعل وهو يأكل ويشرب .
 
بالتأكيد هناك أحد في العائلة لديه ذات المرض والجينات.
 
ياالله ، هل أتاك هذا بسبب غضب الله عليكم .
 
لا تتركي منزلك واهتم بابنك في المنزل ؟ "
 
أتجنب سماع تلك الجمل المريرة التي تمر علي مرور الظلام في كهف مهجور.
 
فالظلمة لا تبرحه ، وهكذا الالم لا يفارقني ولا دوي تلك الكلمات يترك مسامعي ، فهي تهمس بأذني كلما نسيت أو ظننت أني نسيت.
 
أشعر انني بمنفى ؛ لاأستطيع الخروج أو التعامل مع الاخرين بطيبعية ! لقد شكرت ربي على ما أعطاني وأعرف اني لدي واجبات ومهمات تفوق اي ام لديها طفل طبيبعي .
 
أتكيف مع ذلك وأحاول أن أتمم رسالتي مع ابني وانهض بقدراته .
 
أذهب له الي احدى مراكز التنمية المختصة بتعليم اطفال متلازمة داون .
 
أفرح عندما يتعلم شئ جديد أو يريني مهارة جديدة قد تعلمها في يومه حتى لو كانت بديهية بالنسبة لاي طفل أخر ولكن فرحتي بتقدمه وتطوره تسعدني وتثلج قلبي .
 
أتجنب الخروج مع باني كثيراً في الاماكن العامة لاني لا أريد أن أسمع ما لذ وطاب من الانتقادات الاذعة أو حتى نظرات الشفقة ومصمصة الشفايف التي تعتري اي أحد يراني ولا يريد أن يدير رأسه بل ينظر ويتمعن في أحوالي وأحوال أبني . 
 
نعم أنا أم لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ، أعاني الحرج .
 
أشعر أني لا يمكن أن استمتع بخروجي الي الشارع مثلما يستمتع الاخرون .
 
لا حق لي أن امشي بدون نظرات تجرحني أو صوت همهمات يقبض قلبي
 
. نريد أن نغير تلك النظرة تلك الرؤية لأهالى هوءلاء الاطفال .
 
نريد حقنا أن ننعم بنظرو طبيبعية من المجتمع ولا نتلقى نصائح وارشادات ممن حولنا .
 
كانت تلك كلمات خرجت من أفواه أمهات مثيرات يعانون "
 
وقد التقيت مع أحد المشرفات والمتخصصات في احدى دور الرعاية والتأهيل لأطفال التوحد ومتلازمة داون تدعي" ريهام كريم " .
 
وأخذت تشرح وتوصف حال تلك الأمهات في الواقع العملي للحياة، أكدت أن الامهات يتلقين معاملة صعبة ممن حولهن ومن أقاربهن حيث انهم يعانون من صعوبة الخروج في الاماكن العامة وذلك في حد ذاته معضلة كبيرة لاننا نثقل كاهلهم بجعلهم لا يتركون المنزل خوفاً مما سيصافوه في الشارع.
 
لذلك واجب كل انسان ألا يعنف هؤلاء الامهات او ينظر اليهن بنظرات مختلفة . أيضا قالت أن هناك من يمنع أبنائه بالاختلاط بأالاطفال الذين يعانوا من التوحد او متلازمة داون خوفأ عليهم.
 
وقالت أن هؤلاء الاطفال هما طاقة من الحب لا تنضب ، فهم لديهم حب كبير لكل من حولهم ، يتذكرون جيداً من يحبهم ويصل اليهم كل الحب والاهتمام بسهولة. فهم لديهم طاقات فكرو ذكاء ومواهب يمكن أن ننميها ونستفيد بها وذلك ما يعملوا به في عملهم .
 
نريد أن تكون أطفالنا مثال جميل نقتدي به في الحياة . بالطبع لا نغفل المثال الرائع الذي نكن له كل الاعجاب. يجب أن نذكر تلك الفتاة التي حققت حلمها وكسرت كل حواجوز الأعاقة وأعطت مثال للنجاح رغم كل الموانع والسدود .
 
أنها رحمة خالد المذيعة التي بموهبتها وخفة ظلها ولباقاتها أستطاعت ان تكون مقدمة لبرنامج وتظهر على الشاشات في براعة وخفة الظل لتلقي بكل صورة نمطية لأبنائنا في عرض الحائط وغيرها كثيرون في مجالات أخرى.
 
تلك هي الصورة المشرفة الجميلة التي يجب أن نعمل عليها لجعل كل الاطفال مثلها.