عرض/ سامية عياد 
"ناموس الرب كامل يرد النفس .." ، الكتاب المقدس هو تاجا على رؤسنا لما فيه من وصايا وكلامات موحى بها من الله هى للنفع والتعليم والاستنارة الروحية والحكمة ، الاقتراب منه حياة أما الابتعاد عنه هلاك .. 
 
المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "الكتاب المقدس فى الكنيسة القبطية" وضح لنا أهمية الكتاب المقدس فهو له تأثير كبير على حياتنا كما يقول داود النبى "لو لم تكن شريعتك هى تلاوتى ، لهلكت حينئذ فى مذلتى" ، "ناموس الرب كامل يرد النفس ، شهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيما" ، "فى ناموس الرب مسرته ، وفى ناموسه يلهج نهارا وليلا" ، وغيرها من العبارات التى تدل على أن من يحفظ تعاليم الإنجيل يسير فى طريق الرب ويضمن الاستنارة والحكمة والحياة الأبدية ومن يتجاهل كلمات الإنجيل يضل الطريق ويفقد الحياة الأبدية ، الكتاب المقدس يحوى الوصايا العشر التى كتبت بأصبع الله وقول الرب بعدها "لتكن هذه الكلمات التى أنا أوصيك بها اليوم على قلبك ، وقصها على أولادك ، وتكلم بها حين تجلس فى بيتك وحين تمشى فى الطريق ، وحين تنام وحين تقوم" .
 
وعلاقتنا بالإنجيل تتحدد من خلال محبته أولا "أحببت وصاياك أفضل من الذهب والجوهر" ، "إن كلماتك حلوة فى حلقى ، أفضل من العسل والشهد فى فمى" ، ثم قراءاته باستمرار ثم اقتنائه واخيرا العمل به كما يقول الرب يسوع "الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة"، ويتطلب العمل بالإنجيل التدريب علي روح الوصية وتحويلها الى حياة معاشة ، ونستطيع أن نرد على كل خطية تحاربنا بآية من الكتاب.
 
والكتاب المقدس كله موحى به من الله ونافع للتعليم وهنا يأتى خطورة الاعتماد على آية واحدة سوء من جهة العقيدة أو السلوك والمعاملات ، المفروض أن نعرف كل الآيات المختصة بهذا الشأن ، مثال موضوع الخلاص له آيات كثيرة فى الكتاب المقدس مكملة لبعضها البعض منها "آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك" ، ثم "من آمن واعتمد ، خلص" وأيضا "إيمان بدون أعمال ميت" وهكذا حتى قانون الإيمان كل عبارة فيه تسندها آية أو آيات وكذلك كل أسرار الكنيسة وكل الطقوس ، بل أن الآية الواحدة لها معان كثيرة كما يقول دواد النبى للرب "لكل كمال رأيت منتهى ، أما وصاياك فواسعة جدا" .
 
احرص أيها الإنسان على الاقتراب من الكتاب المقدس ليس فى اقتنائه فقط فكل بيوتنا لا تخلو من الإنجيل لكن محبته من القلب لأنه صوت الله ، ثم قراءته بتمعن بصفة مستمرة حتى يكون حياة معاشة لا يفارقنا أبدا ..