المشاركة في مباراة كرة قدم مع أبناء قريته في وقت متأخر من الليل، كان طلبه الأول من رفاقه واتضح أنه الأخير، ليرحل إسماعيل حسين عبدالله، في لحظة صمت بعدما حقق رغبته التي كانت بمثابة وداع للدنيا، حيث أعلنت مستشفى نجع حمادي بمحافظة قنا، وفاة أحد الطلاب بمعهد بنين أولاد نجم الأزهري، إثر ابتلاع لسانه عقب سقوطه على الأرض.

أصدقاء إسماعيل: طلب يلعب معانا ووقع منطقش
واقعة "إسماعيل" الشهير بلقب "العوني"، بدأت عندما كان يتجول بشوارع قريته "نجع الست"، التابعة للوحدة المحلية لقرية أولاد نجم، يوم الجمعة الماضي بعد منتصف الليل، واجدا أمامه رفاقه يلعبون كرة القدم ليتقدم خطوات طالبا منهم المشاركة، متخذا من المرمى مكان له، وفقا لما رواه محمود أحمد، الطالب بالصف الثاني الثانوي بمعهد أولاد نجم، والشاهد على وفاة ابن قريته، خلال حديثه مع "الوطن".

"شاط الكورة من الجون ورجع ورا، كان حاسس ومحبش حد يشوفه في اللحظة الأخيرة".. تلك الكلمات رددها محمود، رفيق إسماعيل في المباراة الأخيرة التي جمعتهم، متذكرا الموقف بالمشاعر التي اجتاحته وقت وقوع "إسماعيل" على الأرض، وهرولته هو وأصدقائه عليه معتقدين إصابته بالإغماء.


إسماعيل توفي بعد أيام من نتيجة الثانوية الأزهرية
لحظات من الصدمة والسؤال عما حدث لإسماعيل تارة من حوله يستخدمون وتارة أخرى ينادون لكن دون جدوى "وقع منطقش"، لتنقله سيارة في الحال من لمستشفى نجع حمادي العام، التي أوضحت وفاته إثر ابتلاعه لسانه وقت وقوعه على الأرض، لتخرج قريته بأكملها في صباح اليوم التالي في جنازته.

قبل وفاة "إسماعيل" بأيام علم بنتيجة المواد الدراسية بالصف الثالث الثانوي الأزهري التي اجتازها وفرح لذلك الأمر كثيرا، فضلا عن استعداده لباقي المواد للعام الدراسي الجديد كونه قسم المواد الدراسية، حسبما أكده زميله بالمعهد الأزهري أحمد محمد، لـ"الوطن"، مشيرا إلى أن الراحل كان دائم الإغماء عليه.

مدرس إسماعيل: طالب مجتهد وذو سيرة طيبة
إسماعيل حسين عبدالله، طالب مجتهد ومتميز وعلى خلق سيرته طيبة بين الجميع هو ووالده وشقيقه الأكبر، هكذا وصف بهاء السيد، مدرس اللغة الفرنسية بمعهد أولاد نجم الأزهري، تلميذه وجاره.


مشيرا إلى أن عائلته تعيش حالة صعبة بفقدانه خاصة وأنهم فقدوا والدته منذ عام أيضا.