موكب عائلي يسير إلى جانب المعهد القومي للأورام، في طريقه إلى منطقة البساتين ليزف عروسًا إلى بيتها، لحظة واحدة هزت الأرض من تحت أقدامهم ليتحول المشهد المُبهج بكل تفاصيله من أغانٍ ورقص وتصفيق إلى نداءات استغاثة وصراخ ودماء.

 
داخل "ميكروباص" كانت تجلس عائلة أولاد أعمام بنسائهم وأطفالهم، يتجاورون السكن في شارع واحد، وتجاوروا في الموت أيضًا، إذ تفحمت جثثهم في حادث الاصطدام الذي شهده محيط معهد الأورام، مساء أمس، أسفر عن وفاة 20 حالة.
 
تصف أحد أقارب العائلة، لـ"الوطن"، ما حدث بـ"الكابوس" الذي لا يصدقه أحد، فكان أحد الركاب معه أطفاله ومعهم أحد أعمامهم وابنته وأولاد عمومة آخرين بأطفالهم، وإلى جوارهم والدة ووالدة العروس، فهم جزء من عائلتي فرج وفرج الله.
 
كانت في السيارة ترقص فرحا بزفافها وإلى جانبها زوجها، تخيّلت أنّها ستترجل منها بالفستان الأبيض نحو منزلها لتبدأ عمرا جديدا مع شريك حياتها، لكن ثوانٍ قليلة فصلت سيارة كانت تقل والدها ووالدتها عن سيارتها، قفزت بها من قمة السعادة إلى هاوية الحزن بعد مصرع والديها في حادث معهد الأورام، وغيّرت وجهتها نحو المستشفى التي انتقلوا إليها بـ"الفستان الأبيض" بدلا من منزلها، الذي ذهبت إليه لاستبدال ثوب الزفاف بآخر أسود، وانتظرت جثمان والدها الذي أتوا به من حلوان بعد وقوعه في النيل من أثر الانفجار مثلما حدث في بعض الجثمابين الأخرى.
 
"بيوت العيله فضيت، كانوا كلهم قرايب في بعض وساكنين في نفس الشارع 3 بيوت جنب بعض"، كلمات "آية" المعبرة عن صدمة العائلة التي كانت في طريقها إلى البساتين حيث منزل العروس بعد انتهاء الفرح الذي كان في نادي المعلمين بالتحرير وساقهم قدرهم إلى الاتجاه من ناحية المعهد في هذا التوقيت.
 
وشهد محيط معهد الأورام التابع لجامعة القاهرة، انفجارًا مدويًا، مساء أمس الأحد، نتج عن اصطدام سيارة ملاكي كانت تسير عكس الاتجاه بسرعة عالية، بشارع كورنيش النيل أمام معهد الأورام، بـ3 سيارات، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا، بحسب مصدر أمني.
 
وأعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، ارتفاع عدد الوفيات لـ20 حالة بينهم 4 مجهولين، وكيس أشلاء، وارتفاع عدد المصابين إلى 47 حالة، مشيرة إلى أن الوضع الصحي للمصابين مطمئن بشكل عام، باستثناء 3 حالات خطرة في الرعاية المركزة، مقدمة التعازي لأهالي المتوفين في حادث معهد الأورام، متمنية الشفاء العاجل لباقي المصابين.
 
وأمر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق بانتقال فريق من أعضاء نيابة جنوب القاهرة الكلية لموقع حادث الانفجار الذي وقع أمام معهد الأورام بمنطقة قصر العيني، وإجراء المعاينات اللازمة؛ للوقوف على أسباب وكيفية وقوع الحادث.