حملت دراسة أمريكية نشرتها مجلة "سليب" (Sleep) اليوم "الثلاثاء"، 6 أغسطس، بشرى سارة لعشاق القهوة.

الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة "فلوريدا أتلانتيك" بالتعاون مع جهات بحثية أخرى، أشارت إلى عدم وجود ارتباط بين تناول القهوة في الساعات الأربع السابقة للنوم والنوم الصحي السليم.

الدراسة تُعد من أكبر الدراسات الطولية التي أُجريت على عينة من الأمريكان من أصول أفريقية؛ بهدف دراسة العلاقة بين تناول الكافيين والنيكوتين والكحوليات ونوعية النوم وجودته بشكل بموضوعي.

تقول "كريستين سبادولا" -أستاذ الصحة النفسية المساعد في جامعة "فلوريدا أتلانتيك"، والباحث الرئيسي في الدراسة- في تصريحات لـ"للعلم": "إن ما بين 50 إلى 70 مليون أمريكي يعانون من اضطرابات النوم، مثل النوم المتقطع والنوم لمدة قصيرة، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري وبعض أنواع السرطان، فضلًا على بعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب".

وتضيف: من الشائع أن التناول المسائي للكحول والكافيين والنيكوتين يؤدي إلى اضطرابات النوم، وأن تجنُّبها في أوقات تقارب وقت النوم من السلوكيات التي يمكنها تحسين النوم. لكن الدراسات التي تفحص آثار هذه المواد على النوم محدودة؛ بسبب أحجام العينات الصغيرة التي لا تمثل التنوع العرقي والإثني، وما يميزنا أننا تتبَّعنا أفراد العينة في البيئات الطبيعية التي يعيش فيها المبحوثون.

ضمت عينة البحث 785 مشاركًا بمتوسط عمر بلغ 63.7 عامًا، مثلت النساء 67.9% من حجم العينة، وارتدى المشاركون جهاز استشعار يشبه ساعة المعصم؛ لمراقبة طبيعة نومهم لمدة 6.7 ليالٍ في المتوسط، وتم تقييم مدة النوم واليقظة وجودة النوم.

كما رصد الباحثون تناوُل عينة البحث للكحول أو الكافيين أو النيكوتين في غضون أربع ساعات سابقة على وقت النوم، وانتهوا إلى أن "مَن يدخنون النيكوتين أو يتناولون الكحوليات مع العشاء قبل النوم بأربع ساعات يعانون من نوم أسوأ، مقارنة بالأيام التي لا يتناولون فيها هذه المواد، مع ضرورة النظر بعين الاعتبار إلى بعض المتغيرات التي قد تكون مؤثرةً في طبيعة النوم، مثل العمر، والجنس، والسمنة، ومستوى التعليم، وممارسة العمل أو الذهاب إلى المدرسة في اليوم التالي، وأعراض الاكتئاب والقلق والتوتر".

تقول "سبادولا": نظرًا إلى أن الكحول يتم استخدامه غالبًا كمساعد للنوم، فمن المهم بشكل خاص ملاحظة أن الكحول يرتبط فعليًّا بزيادة النوم المتقطع، كما يرتبط تناوله بنوم أقل جودةً وراحة، أما النيكوتين الذى كان المادة الأقل استخدامًا من قِبَل أفراد العينة، فكان أكثر المواد التي تناولتها الدراسة ارتباطًا باضطرابات النوم؛ إذ إن النيكوتين كمنشط يمكن أن يعطل النوم، عن طريق تعطيل الناقلات العصبية المشاركة في عملية النوم، وكذلك عن طريق التسبب في انسحاب النيكوتين في أثناء النوم.

وأوضحت الدراسة أن "استخدام النيكوتين قبل وقت النوم مرتبط بانخفاض وقت النوم لأكثر من 40 دقيقة عند الأشخاص الذين يعانون من أعراض الأرق".

وتوصي "سبادولا" بـ"ضرورة التوقف عن تناول الكحول والنيكوتين مساءً، وإجراء دراسات مستقبلية لتحديد العلاقة بين الجرعات التي يمكن تناوُلها واضطرابات النوم، وإجراء دراسات على عرقيات أمريكية أخرى، خاصةً أن الأمريكيين من أصل أفريقي هم أكثر العرقيات الأمريكية عرضةً لاضطرابات النوم"، على حد وصفها.